العدد 438-439-440 -

السنة السابعة والثلاثون، رجب – شعبان – رمضان 1444هـ الموافق شباط – آذار – نيسان 2023م

كلمة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة (بمناسبة الذكرى الــ102 لهدم دولة الخلافة)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،

إلى الأمة الإسلامية بعامة… وإلى حملة الدعوة لإعادة الخلافة الراشدة بخاصة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في مثل هذا اليوم، الثامن والعشرين من رجب سنة 1342ه الموافق للثالث من آذار سنة 1924م، أي قبل مئة سنة واثنتين هجرية تمكـن الكفار المستعمرون بزعامة بريطانيا آنذاك، وبالتعاون مع خونة العرب والترك من القضاء على دولة الخـلافة، وارتكب مصطفى كمال جريمة الكفر البواح بإلغاء الخـلافة في إسطنبول ومحاصرةِ الخليفة وإخراجه في سَحَر ذلك اليوم، وهكذا كان؛ حيث حدث هذا المصاب الأليم في بلاد المسلمين بالقضاء على الخـلافة… لقد كان الواجب على الأمة أن تقاتل مرتكبَ الكفر البواح بالسيف كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم المتفق عليه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه «وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ» ولكن الأمة لم تقم بما يؤزُّ ذلك المجرم وأعوانَه أزًّا تقلبه وأعوانه خاسرين، بل كان الرد ضعيفًا لا يرقى إلى ذلك!

ومن ثم أظلم تاريخُ الأمة، فبعد أن كانت الخلافة هي دولتَها بالحق والعدل أصبحت دولها الآن فوق خمسين مزقة، وبأس حكامها بينهم شديد، حتى إن زلزال سوريا وتركيا على شدته منتصف هذا الشهر لم يستطع أن يزيل فرقتهم ويعيد وحدتهم في دولة واحدة، بل استمروا في مزقهم قبل الزلزال وبعده لا يَذَّكرون! (أَوَلَا يَرَوۡنَ أَنَّهُمۡ يُفۡتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٖ مَّرَّةً أَوۡ مَرَّتَيۡنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمۡ يَذَّكَّرُونَ ١٢٦).

ومع ذلك فقد كشف الزلزال أن الإسلام مستقر في أعماق عامة المسلمين، فقد كانوا وهم ينقذون إخوانهم من تحت الركام يكبِّرون خاصة وهم ينقِذون طفلًا ولدته أمه وتوفيت تحت الركام… أو الذي يغطيه الركام ويده ظاهرة تحمل مسبحة كان يسبح بها الله… أو وهم يحاولون إخراج امرأة من تحت البناء المهدم فتطلب قبل إخراجها غطاء لرأسها حتى لا ينكشف شعرها… أو ذاك الذي ينادونه من تحت الأنقاض ليخرجوه فيطلب أولًا الماء للوضوء والصلاة حتى لا يفوته الوقت… ثم الذي يحاولون إنقاذه من بين الهدم فيجدونه يتلو القرآن من سورة البقرة… أو تلك الفتاة التي وهم يحاولون إخراجها تبدي حزنها لأنها لم تستطع صلاة ذلك اليوم… وخلال كل ذلك يصدع التكبير… الله أكبر.. هؤلاء هم المسلمون، فرحم الله كل مسلم توفي خلال الزلزال، وعسى أن يكون من شهداء الآخرة بإذن الله، وشفى الله الجرحى شفاء لا يغادر سقمًا.. وأعان الله كل مسلم نجا، وكتب الله له حياة طيبة يقضيها في طاعة الله سبحانه وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم…

هؤلاء هم المسلمون وأولئك هم الحكام في بلاد المسلمين، وبينهما بعد المشرقين، وكل هذا التباين حدث خلال هذه السنين المئة واثنتين منذ المصاب الجلل بالقضاء على الخلافة! ثم بعد ذلك أضاف الكفَّار المستعمرون مستغلِّين زوال الخلافة، أضافوا مصابًا أليمًا آخر، فأعطوا يهود دولةً في الأرض المباركة، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجِه، وزوَّدوها بأسباب البقاء. وأول تلك الأسباب حماية أمنها بواسطة الحكَّام العملاء المحيطين بها، فكانوا ينهزمون أمام يهود في كل حرب تنشب حتى أَعْطَوْا دولة يهود صورةً غير صورتها التي وصفهم الله بها (وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡكَنَةُ).. ولم يكتفِ الحكَّام بذلك، بل بذلوا الوسع في نقل القضية من إزالة كيان يهود إلى التفاوض معه لعله ينسحب من شيء مما احتلَّه سنة 1967م!

ثم إن دولة يهود كانت وما زالت تمارس أبشع الجرائم في فلسطين، ومجزرة بل ملحمة جنين في 26/1/2023م شاهدة على ذلك، فقد قام جيش كيان يهود وبقوات كبيرة مدجَّجة باقتحام مخيم جنين، وتنفيذ مجزرة استشهد خلالها تسعة شهداء، وأقدم خلالها على استعمال أقصى الجرائم بالقتل وهدم السور على الجرحى والدهس بالجرافات. ثم استمر بعدوانه على نابلس، واقتحم مخيم عقبة جبر وقَتل وجَرح، فكان الشهداء والجرحى.. وكل ذلك يحدث دون أن يتحرك الحكَّام في بلاد المسلمين لنجدتهم، بل كان أمثلهم طريقة من أعلن وساطته بين المجرم ومن وقعت عليه الجريمة، قاتلهم الله أنى يؤفكون! وكيف يفعلون فوق ذلك وهم يهرولون لعقد جريمة التطبيع مع يهود، فبعد أن قاد حكَّام مصر مسيرة الذل والهوان هذه تبعتها المنظمة وحكَّام كل من الأردن ثم الإمارات والبحرين والمغرب… وها هو السودان يلحقهم بالجريمة فقد استقبل البرهان رئيس السودان وزير خارجية يهود إيلي كوهين في الخرطوم 2/2/2023م لبحث تطبيع العلاقات!! وكلهم لا يعبأ بالصَّغار الذي يلفهم (سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا كَانُواْ يَمۡكُرُونَ).

والعجيب أنه مع كل تصعيد أو كل جريمة يقوم بها كيان يهود فإن قادته يكونون، في أمسهم أو في يومهم، في أحضان حكَّام العرب أو في زيارة لهم؛ حيث كان نتنياهو قبيل جريمة جنين ضيفًا في قصر النظام الأردني!.. وخلال جريمة جنين كانت السلطة تنسِّق أمنيًّا مع يهود وباعترافها؛ لأنها زعمت أنها ستوقف التنسيق الأمني بعد الجريمة، وإذن هو كان! ولكن الأعجب والأغرب هو أنه عندما يقوم بطل من أبطال فلسطين يدافع عن بلده وأهله فيقتل في عملية القدس سبعة من يهود بعد تلك المجزرة، فإن الحكام في بلاد المسلمين يسارعون بالتنديد! فقد أدانت وزارات الخارجية في تركيا والإمارات والأردن ومصر في بيانات صحفية عملية القدس!!

ثم ليست فلسطين وحدها هي من طعنها هؤلاء الحكام، بل كذلك استسلموا أو سلَّموا بقاعًا أخرى طاهرة من أرض الإسلام، فكشمير ضمَّها المشركون الهندوس إلى دولتهم وحكَّام باكستان صامتون.. والمسلمون الروهينجا يُذبحون في ميانمار «بورما» وحكَّام بنغلادش كأنهم نائمون لا يبصرون.. ثم تركستان الشرقية التي ترتكب الصين المجازر فيها، والدول القائمة في بلاد المسلمين صامتة صمت القبور فإذا نطقت قالت عن المجازر إنها مسألة داخلية للصين! (كَبُرَتۡ كَلِمَةٗ تَخۡرُجُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبٗا)…

ثم لم يكتفِ الكفار المستعمرون بالهوان الذي ألحقوه بالأمة، بل تطاولوا على عقيدتها، فقام المتطرف بالُودَان بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم السبت 21/1/2023م، بعد سماح السلطات السويدية بذلك.. ثم تتابعت جرائمهم في حرق المصحف في لاهاي وفي كوبنهاجن الجمعة 27/1/2023م.. بعد ذلك طالعنا الأزهر عبر مرصده ببيان شديد اللهجة يدين ويطالب بالوقوف في وجه محاولات العبث بالمقدسات الدينية.. ولا شك أن علماء الأزهر يعلمون أن الردَّ على إحراق المصحف لا يكون بالإدانة اللفظية، بل يجب أن تتحرَّك الجيوش نصرة لكتاب الله ودينه، فحرق المصحف هو إعلان حرب على الأمة الإسلامية وعقيدتها، فالردُّ يكون بحرب تشرِّد بهم مَنْ خلفَهم (فَإِمَّا تَثۡقَفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡحَرۡبِ فَشَرِّدۡ بِهِم مَّنۡ خَلۡفَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ ٥٧).

أيها المسلمون: إن العدوان على المسلمين لا يجابَه بكلمات منمَّقة المظهر فارغة المخبر لا تسمن ولا تغني من جوع، بل يُرد العدوان بحدِّ السيف، بضربات تنسي العدو وساوس الشيطان.. هذا ما كان عليه المسلمون عندما كانت لهم خلافة، ومجريات الأحداث في عهودهم تنطق بذلك، وهذا أمر ثابت لا ينكره صاحب بصر وبصيرة.. فأمثلته قائمة في تاريخ المسلمين تناقلتها (البداية والنهاية لابن كثير، وفتوح البلدان للبَلاَذُري، وتاريخ ابن خلدون، وتاريخ الإسلام للذهبي، ومصادر أخرى)، وأنقل لكم منها:

(ثم دخلت سنة 87 للهجرة… وفيها غزا قتيبة بن مسلم بيكند، وهي من أعمال بخارى… فما انتصف النهار حتى أنزل الله عليهم النصر… وكان الذي ألَّب على المسلمين رجلٌ أعورُ منهم، فأُسرَ، فقال أنا أفتدي نفسي بخمسة آلاف أثواب صينية قيمتها ألف ألف، فأشار الأمراء على قتيبة بقبول ذلك منه، فقال قتيبة: لا، والله، لا أُرَوِّعُ بك مسلمًا مرة ثانية، وأمر به فضُربت عنقه.).

(ثم دخلت سنة 90 من الهجرة… وفيها اعتدى داهر حاكم السند على سفينة فيها مسلمات وأخذهن أسيرات، فأرسل الخليفة إلى واليه بأن يقتصَّ من ذلك الظالم، فقاد محمد بن القاسم جيشًا وأنقذ المسلمات، واقتصَّ من ذلك الحاكم الطاغية، وفتح بلاد السند.)

(ثم دخلت سنة 223، للهجرة فخرج ملك الروم إلى بلاد المسلمين فأوقع بأهل زبطرة قتلًا وسبيًا.. وصاحت امرأة وا معتصماه! فبلغ ذلك الخليفة المعتصم، فأجاب: لبيك، وقاد جيشًا وانتقم للمرأة.. وسأل أي بلاد الروم أعظم فقيل له عمورية «قرب أنقرة» ففتحها.)

(ثم دخلت سنة 582 للهجرة… وفيها غدر أرناط صاحب الكرك، فقطع الطريق على قافلةٍ كبيرة «الحجيج» جاءت من مصر، فقَتل وأسر، فتجهز السّلطان صلاح الدّين لحربه، وطلب العساكر من البلاد، ونذرَ إن ظَفَرَ به ليقتلنّه، فأظفره اللَّه به سنة 583ه في وقعة حطين منتصف ربيع الآخر، ومن ثم قتله صلاح الدين بيده جزاء غدره وقطعه الطرق. ثم كان تحرير الأقصى في 27 رجب 583ه.)

(ثم في 1307ه عام 1890م، فإن مؤلف رواية افترى فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حاول عرضها في أحد المسارح في باريس، فلما علم الخليفة عبد الحميد استدعى سفير فرنسا في إسطنبول وتعمَّد مقابلته باللباس العسكري، ثم هدَّده بأنها إذا عرضت ستعلن الدولة العثمانية قطع العلاقات مع فرنسا كحالة حرب، وخاطبه بلهجة شديدة «أنا خليفة المسلمين.. سأقلب الدنيا على رؤوسكم إذا لم توقفوا تلك المسرحية» فاستجابت فرنسا ومنعت عرض المسرحية…)

إن الكفار المستعمرين كانوا يدركون حينها أن أي انتهاك لحرمات الإسلام والمسلمين سيقابل بقطع الألسنة وكسر الأقدام… واليوم يُعتدى على القرآن الكريم وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى بلاد المسلمين ولا يُردّ العدوان! وما ذلك إلا لعدم وجود الإمام، الخليفة الراشد الذي يقي الأمة شر الأعداء.. جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ».

وفي الختام، فإني أكرر التوجُّه إليكم يا أهل القوة والمنعة.. إنكم أنتم فقط من يستطيع شفاء صدر الأمة من أعدائها أعداء دينكم، أنتم فقط من يستطيع كسر الهوان الذي وصل إليه المسلمون في بلادهم.. فقوموا إلى واجبكم بارك الله بكم، قوموا إلى نصرتنا، نصرةِ حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة، فهي ليست طريقَ النصر فحسب من باب وصف الواقع؛ بل لأنها في الدرجة الأولى فرضٌ عظيم، ومن لا يعمل وهو قادر لإقامة الخلافةِ وإيجاد الخليفةِ الذي يستحق البيعة، فإثمه عظيم كأنه مات ميتة جاهلية للدلالة على شدة الإثم كما قال صلى الله عليه وسلم«وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً». وأما الثانية فقد شَرَع المسلمون ببيعة الخليفة قبل أن يشرعوا بتجهيز رسول الله وأداء فرض دفنه صلى الله عليه وسلم؛ وكل ذلك لأهمية الخلافة… والثالثة أن عمر رضي الله عنه يوم وفاته قد جعل أمدًا لانتخاب الخليفة من الستة المبشَّرين بالجنة ثلاثة أيام لا تزيد، وإذا لم يُتَّفق على الخليفة خلالها فليُقتل المخالف، وكان ذلك على ملأ من الصحابة ولم ينقَل عنهم منكِر، فكان إجماعًا من الصحابة، ونحن قد مضى علينا «جمعٌ من الثلاثات»! وهكذا فإن إقامة الخلافة هي أمر عظيم.

يا جند الله: إننا ندرك أنه لن تنزل ملائكةٌ من السماء تقيم لنا خلافة، وإنما يُنزل الله ملائكةً تساعدنا إذا عملنا بجد لإقامة الخلافة، وهي وعد مصدوق في كتاب الله (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ)… وبشرى عزٍّ في حديث رسول الله بعد هذا الملك الجبري، يقول صلى الله عليه وسلم: «…ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» ثُمَّ سَكَتَ صلى الله عليه وسلم. أخرجه أحمد… وإننا ندرك كذلك أن أعداء الإسلام سيعدّون إقامة الخلافة من جديد مُحالًا، ويردِّدون مقولة أشياعهم من قبل مستهزئين، (غَرَّ هَٰٓؤُلَآءِ دِينُهُمۡۗ)؛ ولكن كما كانت تلك المقولة وبالًا على قائليها، وأعزَّ الله دينه ونصر أهله، فكذلك اليوم هي عليهم وبال، فالله العزيز الحكيم مع عباده المخلصين الذين يعملون بجدٍّ، دون أن يفارق قلوبَهم وجوارحَهم قولُه تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا)، هؤلاء مع كل يوم يمرُّ يقتربون من هذا «القدْر» بإذن الله.. (وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَۖ قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَرِيبٗا)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الثامن والعشرين من رجب 1444هـ  

الموافق 19/2/2023م            

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة 

أمير حزب التحرير

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *