العدد 436 -

السنة السابعة والثلاثون – جمادى الأولى 1444هـ – كانون الأول 2022م

هالوين بالسعودية.. من مناسبة ممنوعة إلى حدث منتظر

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرًا للصحفية فيفيان نيريم، قالت فيه إنه قبل بضع سنوات فقط، وكان الاحتفال بأعياد غير إسلامية مثل عيد الحب وعيد الميلاد وعيد الهالوين من المحرمات، وكان الاحتفال بعيد الهالوين يعني الاعتقال في السعودية، فقد كان يُنظر إليه على أنه عيد أجنبي وثني – أو على أنه إثم وغريب وغير ضروري – في المملكة الإسلامية المحافظة. حتى إنه في الآونة الأخيرة في عام 2018م، داهمت الشرطة حفلة عيد الهالوين واعتقلت أشخاصًا، ما جعل النساء اللواتي يرتدين الأزياء التنكُّرية يسارعن لتغطية أنفسهن ويهربن… أما الآن، تعني «عطلة نهاية الأسبوع المرعبة» التي ترعاها الحكومة ومتاجر الأزياء التي نفدت بالكامل والمهرجون الذين يتخذون أشكالًا مخيفة… ويأخذ هذا العيد أشكالًا مختلفة وغريبة ممن يتخفَّون بزي ساحر، أو يلفُّون رؤوسهم ووجوههم بالشاش الملطخ بلون الدم، أو أناس يلبسون قرون الشيطان وآذان الأرانب أو يرتدون ملابس ساحر… وبدت أجزاء من الرياض وكأنها منزل مسكون من مخلوقات هربت واستولت على المدينة. كانت الوحوش والسحرة ولصوص البنوك وحتى الخادمات الفرنسيات المثيرات في كل مكان، متكئات من نوافذ السيارات ويتسكعن في المقاهي. وأضحت الأضواء الحمراء مزاجًا غامضًا، وزينت الشجيرات أنسجة العنكبوت، بالإضافة إلى امتداد خط من الغيلان والعفاريت… وقالت الكاتبة: «السعودية تتغير»… هذه التغيرات بدأت في السعودية مع ولي العهد محمد بن سلمان في الصعود إلى السلطة عام 2015م، والذي أصبح الآن وريث العرش ورئيس الوزراء، وبدأ في التخلص من القيود الاجتماعية واحدًا تلو الآخر… وفي دبي، انتقد الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي «السماح للمسلمين باحتفالات الهالوين» واصفًا إياها بأنها كارثة أخلاقية تضرب في صميم قيمنا العربية والإسلامية… إنها احتفالات شيطانية بكل ما تعني هذه الكلمة من “خروج عن المألوف”… ومعلوم أن عبارة «هالوين إيفنينغ» هي تحريف لليلة التي تسبق عيد جميع القديسين لدى المسيحيين الكاثوليك؛ لذلك يحتفل به في 31 أكتوبر/تشرين أول من كل عام… هذا العيد هو في الأساس وثني؛ لذلك عمدت المسيحية بعد ظهورها لمنع الاحتفال به؛ ولكن بمرور الزمن وعبر التاريخ اختلطت الأعياد لدى المسيحيين بين دينية ووثنية.

الوعي: هذا هو ابن سلمان، وهذا هو والده الملك سلمان الذي يحدث كل شيء برضاه، وهذه هي الأسرة السعودية المالكة منذ سقوط الدولة الإسلامية وإلى الآن، هم هم لم يتغيروا، وإنما الذي تغيَّر فيهم هو ظهور ما كانوا يخفونه من قبل، وهذا الظهور لا نحسبه شرًّا بل هو خير. وهذا الواقع الأليم يدفعنا إلى التساؤل: أين علماء الخير والحق في أرض الحجاز التي أرادها الله مطهرة من كل دنس ودين آخر غير الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *