العدد 434 -

السنة السابعة والثلاثون، ربيع الأول 1444هـ الموافق تشرين الأول 2022م

«ربيع عربي» جديد أقوى في الطريق

نشرت «لوموند ديبلوماتيك» في عددها الأخير دراسة تحليلية بعنوان: «الانتصار الهش للثورات المضادة العربية» بقلم مولاي هشام علوي الباحث المشارك في جامعة «هارفرد». في هذه الدراسة يرى الباحث أن الأنظمة المستبدة العربية تفتقر إلى فكر واضح ومشاريع اقتصادية قابلة للحياة مما يجعلها تواجه، عاجلًا أو آجلًا، احتجاجات شعبية واسعة. يبدأ الكاتب دراسته بالإقرار بأنه بعد عقد من الانتفاضات الشعبية عام 2011م، تمر المجتمعات العربية حاليًّا بحالة من الإنهاك وعدم المبالاة، فمن جهة لم يجد الناس العاديون فكرًا قادرًا على استمالتهم، ومن جهة أخرى تهرّأت النخب السياسية إلى درجة لم تعد تبذل فيه جهدًا لإقناع الجماهير بأن مستقبلًا زاهرًا ينتظرها. هنا، التقت النزعتان لتبعد الشعب عن السياسة فصار جزء منه لا يرى الخلاص إلا في الهجرة، أما البقية فلن تظل في السنوات المقبلة بلا حَراك؛ لأن عمق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية سيغذي لا محالة موجة جديدة من الغضب الشعبي. هذه الثورات المقبلة، كما يراها علوي، لن تكون إسلامية. ويرى المقال أن الجمود السياسي الحالي في البلاد العربية يعود إلى عدة عوامل، أوّلها: إن التطورات السياسية الأخيرة في الغرب قد ساهمت في خيبة الأمل في الديمقراطية وجعلت مكانة الغرب تتراجع كنموذج.  السبب الثاني هو فشل الإسلام السياسي إذ إن الحركات الإسلامية التي فازت قبل عشر سنوات في عديد الانتخابات لم تعد تمثل بديلًا ذا مصداقية، كحركة «النهضة» التونسية أو «الإخوان المسلمون» في مصر أو حزب «العدالة والتنمية» في المغرب، فإنها تبدو جميعًا شائخة، ومشروعها الاقتصادي هو أقرب إلى النموذج الليبرالي. السبب الثالث أن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لم تعد مجالًا يحتكره الشباب الطامحون في التغيير، بل إن السلطة أغرقته بحضورها وبتتبع نشطائه والتضييق عليهم واختراق مواقعهم والسعي الدائم إلى إرباكهم. أما السبب الرابع فهو أن المجتمع المدني العربي أصبح هو نفسه أكثر قابلية للاختراق حيث إنه تم إخراس النقابات والجمعيات المهنية، والمنظمات غير الحكومية سقطت هي الأخرى في فخ مراعاة الأهداف قصيرة المدى. ويبقى السبب الخامس والأخير أن عددًا من الدول العربية قد فوّضت جزءًا من صلاحياتها إلى ميليشيات تقاتل على الأرض كما في لبنان والعراق وليبيا واليمن وسوريا. ويؤكد الكاتب أن الثورة المضادة لا تملك سوى عودة الاستبداد وأن الموجة الجديدة من «الربيع العربي» التي يراها قادمة لا محالة، ستكون أقوى بكثير من سابقتها.

الوعي: إن التغيير اليوم يطرح في العالم بقوة، والعالم كله لا يملك ما يدفع هذا التغيير من فكر مبدئي صحيح ونظام إنساني صالح ينقذ البشرية، ويجعلها تستكين وتطمئن إلى حياتها وحياة أجيالها، وحده الإسلام بفهم مبدئي، يقوم على دولة عالمية هي دولة الخلافة الراشدة ويجمع المسلمين أولًا، ثم يمتد ليشمل البشرية جمعاء عن طريق الدولة والجهاد والدعوة وتطبيق الإسلام. وإن غدًا لناظره قريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *