العدد 339 -

السنة التاسعة والعشرون ربيع الثاني 1436هـ – شباط 2015م

دوفيلبان: التحالف المعلن ضد «الإرهاب» بقيادة أمريكا سخيف وخطير

دوفيلبان: التحالف المعلن ضد «الإرهاب» بقيادة أمريكا سخيف وخطير

 

ألقى رئيس وزراء فرنسا السابق «دومينيك دو فيلبان» في حوار مع قناة «بي إف إم تي في» الفرنسية الخاصة اللوم على السياسات الغربية فيما يحدث من فوضى واضطراب في العالم، معتبراً أنها المسؤول الأول عن تضاعف بؤر «الإرهاب» حول العالم، مؤكدًا أن تنظيم «الدولة الإسلامية» هو «وليد مشوه لهذه السياسة المتغطرسة والمتقلبة»، على حد تعبيره. كما وصف «دو فيلبان» قرار الرئيس الأميركي «باراك أوباما»، بتشكيل تحالف دولي لمحاربة «الإرهاب» بـ«الخطير والسخيف؛ لأنه سيعمل على مضاعفة البؤر الإرهابية في العالم.

وتعقيباً على الأحداث الأمنية الأخيرة التي تشهدها فرنسا، قال دو فيلبان «إنه قد حان الوقت أن تتعلم أوروبا والولايات المتحدة من تجربة الحرب على أفغانستان، ففي عام 2001م – أي مع بدء الحرب الأميركية في أفغانستان- كان لدينا بؤرة إرهاب رئيسة واحدة، أما الآن وبعد خوض عمليات عسكرية على مدار الـ13 عامًا الماضية شملت أفغانستان والعراق وليبيا ومالي، وأصبح لدينا نحو 15 بؤرة إرهابية بسبب سياساتنا المتناقضة».

ورأى دو فيلبان أن «الحرب الأميركية المتهورة» على العراق عام 2003م قدمت الدعم والمساندة لنظام رئيس الوزراء العراقي السابق «نوري المالكي»، الذي استخدم بدوره «اللعبة الطائفية بين السنة والشيعة»، وحذّر من «صعود سريع لقدرات تنظيم الدولة الإسلامية، حيث كان عدد المنتمين إليها قبل بضعة أشهر يبلغ بضعة آلاف، أما الآن فعددهم يتراوح ما بين 20 و 30 ألفًا، وذلك نتيجة للتناقضات لدينا».

كما حذّر المسؤول الفرنسي من شن حرب في منطقة تعاني من «الإرهاب» وتشهد «أزمات هوية»، معتبرًا ذلك بمثابة «صب للزيت على النار»، حيث قال: «نحن بهذه الحرب نخوض مخاطرة توحيد العديد من الجماعات الإرهابية ضدنا ونقدم لهم خدمات لم يكونوا يتوقعونها».

وحول انتقاد السياسات الغربية القائمة على فتح بؤر جديدة للقتال برأيه، قال دو فيلبان «إن الغرب سيشن حربًا ضد الخلافة التي أعلنها تنظيم داعش في العراق وسوريا اليوم، وغدًا سنفتح بؤرة أخرى للإرهاب، وسيكون علينا خوض حرب أخرى على الخلافة في ليبيا وهكذا»، مضيفاً أن «كل حرب سنخوضها علينا أن نخوض أخرى لمعالجة عجزنا وعدم كفاءتنا في الرد على التهديدات الإرهابية، ولذلك أرى أن قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما لتشكيل تحالف لشن حرب ثالثة سيكون سخيفًا وخطيرًا».

الوعي: إن ما قاله دو فيلبان يمثل جزءاً من الحقيقة المُرَّة التي يحاول الغرب إخفاءها أو صرف الأنظار عنها، أي أن سياسات الغرب هي وراء تفريخ ظواهر «الإرهاب». إلا أن الأهم من ذلك هو إدراك أن سياسات الغرب هي من صميم عقليته الرأسمالية الاستعمارية المتعجرفة التي يجب التصدي لها بكل عزم وحزم من قبل الأمة الإسلامية لإرغامه على احترام حقوق المسلمين ومقدساتهم. ولن يتأتى تحقيق هذا بشكل مؤثر طالما ظل الحكم بالإسلام غائباً وطالما استمر الرويبضات العملاء هم من يديرون شؤون المسلمين ويتحكمون بقراراتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *