العدد 339 -

السنة التاسعة والعشرون ربيع الثاني 1436هـ – شباط 2015م

حدائق ذات بهجة

حدائق ذات بهجة

– ذكر ابن قتيبة في كتابه «عيون الأخبار»: «صحبة السلطان على ما فيهم من العز والثروة عظيمة الخِطار، وإنما تشبَّه بالجبل الوعر فيه الثمار الطيبة والسباع العادية، فالارتقاء إليه شديد، والمـُـقام فيه أشدّ، وليس يتكافأ خير السلطان وشره؛ لأنّ خير السلطان لا يعدو مزيد الحال، وشر السلطان قد يزيل الحال ويتلف النفوس التي لها طلب المزيد، ولا خير في الشيء الذي سلامته مال وجاه وفي نكبته الجائحة والتلف»

– قال أبو عمر الزجاجي: سألت الجنيد عن المحبة فقال: تريد الإشارة؟ قلت: لا. قال: تريد الدعوى؟ قلت: لا. قال: فإيش تريد؟ قلت: عين المحبة، فقال: أن تحب ما يحب الله في عباده، وتكره ما يكرهه الله في عباده.

– قال الحسن البصري رحمة الله‏:‏ ‏»‏أيسر الناس حساباً يوم القيامة الذين حاسبوا أنفسهم لله عز وجل في الدنيا فوقفوا عند همومهم وأعمالهم، فإن كان الدين لله هموا بالله، وإن كان عليهم أمسكوا. وإنما يثقل الحساب على الذين أهملوا الأمور فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثاقيل الذر فقالوا‏:‏ ( يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ) .

– عن أبي سعيدٍ الخدريّ، أنّ رجلًا أتاه، وقال: أوصني يا أبا سعيدٍ، فقال له أبو سعيدٍ: سألت عمّا سألت عنه من قبلك، قال: «أوصيك بتقوى اللّه، فإنّها رأس كلّ شيءٍ. وعليك بالجهاد، فإنّه رهبانيّة الإسلام، وعليك بذكر اللّه وتلاوة القرآن، فإنّه روحك في أهل السّماء وذكرك في أهل الأرض. وعليك بالصّمت إلا في حقٍّ، فإنّك به تغلب الشّيطان».

– وكان مُطَرِّف يقول: «اللهمّ إني أعوذ بك من شر السلطان، ومن شرّ ما تجرِي به أقلامُهم وأعوذ بك أن أقولَ قولًا حقّاً فيه رضاك ألتمس به أحداً سواك، وأعوذ بك أن أتزين للناس بشي يشينُني، وأعوذ بك أن أكونَ عِبرةً لأحدٍ من خَلْقك، وأعوذ بك أن يكونَ أحدٌ من خَلْقك أسعد بما علّمتَني منّي، وأعوذ بك أن أستغيثَ بمعصيةٍ لك من ضُر يُصيبني»

– قال طلق بن حبيب رضي الله عنه في التقوى هي: «العمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله»

– قال وهبُ بنُ مُنَبِّهٍ لرجلٍ مِنْ جُلَسائِهِ: أَلَا أُعَلِّمُك طِباً لا يتعايا فيه الأطباءُ، وفقهاً لا يتعايا فيه الفقهاءُ، وحلماً لا يتعايا فيه الحلماءُ؟ قالَ: بلى يا أبا عبد الله؛ فقال: أما الطِّبُّ الذي لا يتعايا فيه الأطباء:فلا تأكل طعاماً إلا ما سميت الله على أوله، وحمدته على آخره. وأما الفقه الذي لا يتعايا فيه الفقهاء: فإن سُئِلت عن شيء عندك فيه علم فأخبر بعلمك، وإلا فقل: لا أدري. وأما الحلم الذي لا يتعايا فيه الحلماء: فأكثر الصمت، إلا أن تسأل عن شيء.

– قال سفيان الثوري: أصلحْ سَرِيْرَتَك يصلح اللهُ علانيتَك، وأصلح ما بينك وبين الله يصلحِ الله ما بينك وبين الناس، واعمل لآخرتك يكفِك الله أمر دنياك، وبِع دنياك بآخرتك تربَحْهما جَميعاً، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً.

– قيل لأعرابي: لقد أصبح رغيف الخبز بدينار! فأجاب: «والله ما هَمَّني ذلك ولو أَصْبَحَتْ حَبةُ القمحِ بدينارٍ. فأنا أَعْبُدُ اللهَ كما أَمَرَنِي، وَهُوَ يَرْزُقُني كما وعدني».

– قال ابن مسعود رضي الله عنه: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ أَذَلَّ مِنَ الْأَمَةِ. وإنما ذل المؤمن آخر الزمان لغربته بين أهل الفساد من أهل الشبهات والشهوات، فكلهم يكرهه ويؤذيه لمخالفة طريقته لطريقتهم ومقصوده لمقصودهم ومباينته لما هم عليه»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *