العدد 426-427-428 -

السنة السادسة والثلاثون، رجب-شعبان-رمضان 1443هـ ، الموافق شباط-آذار-نيسان 2022م

بين يدي العدد

 

كما في كل عام، يصدر العدد الخاص بمناسبة هدم الخلافة، والذي نجتهد لأن يكون خاصًّا بإقامتها… نرى الأمل بإقامتها يكبر والهدف يقرب؛ حتى إننا بتنا لا نرى إلا أن أمر الله آت، وما أعداء الله بمعجزين.

فقد مضى عام بين هذه المناسبة وتلك التي قبلها، وما زالت الأحداث تؤكد صحة فهمنا للواقع السياسي الدولي والإقليمي، وتصدق توقعاتنا فيه؛ فقد أعلنت أمريكا خلاله هذه السنة الفائتة عن «فشل استراتيجي» لها في أفغانستان تبعه تعثُّرٌ في الانسحاب، وتبخُّرٌ للجيش الأفغاني، وانهيار واستسلام وهروب نظام الحكم العميل التابع لها…  ثم انسحابٌ لها من العراق، تاركة إياه لعملائها في الداخل والخارج… ولعل من أوضح صور فشلها أنها لم تستطع حتى الآن أن تسوِّي الوضع السياسي: لا في سوريا ولا في السودان، ولا في أي بلد قامت فيه ثورات بشكل يؤمن استقرار الأوضاع لها… وواضح أنها في هذين الانسحابين إنما تريد أن تقفل ملف حربها على الإسلام لتفتح ملف حرب جديد، سرعان ما ظهر بما شهدناه مؤخرًا في الحرب الروسية الأوكرانية التي هيَّأت لها أمريكا وقودها وحطبها وسعَّرتهما حتى انفجرت بشكل سريعٍ وطاغٍ على المشهد السياسي العالمي. وهذه الحرب يبدو أنها من التداعيات المتأخرة للحرب العالمية الثانية، وتنشب اليوم وكأنها بعث جديد لها. وهذا بحد ذاته نكوص وارتداد وزيادة فشل وإعلان إفلاس لحضارة باتت معها البشرية على خطر عظيم؛ حيث لم توفر حتى أهلها.

مئة عام وعام هجرية مرت ونحن نبعد متألمين عن وقت هدمها، ولكننا في الوقت نفسه نقرب متأملين من وقت إقامتها، وثقتنا برحمة الله لنا ولهذه الأمة كاملة بأن ليلنا إلى إديار ونهارنا إلى إسفار… إنها ثقة التصديق بوعد الله لهذه الأمة وبشرى رسوله… يقولون لنا إن التاريخ لا يكرر نفسه، ونقول لهم إلا مع الإسلام، وها هي إرهاصاته قد ملأت قلوب المسلمين استبشارًا بقرب النصر والفرج، كما ملأت قلوب الكفار بكل مللهم خوفًا وتوجسًا ومكرًا وإجرامًا حتى تمنع عودته… حتى أصبح (منع عودة الإسلام إلى مسرح الحياة الدولية) هو العنوان الأكبر لدى الغرب، ولكن هيهات هيهات أن يحدث إلا ما وعد الله سبحانه وتعالى، وبشَّر رسوله صلى الله عليه وسلم به.

ونحن في هذا العدد، سننشر مقالات نبسط فيها أين وصلت الدعوة إلى إقامة الخلافة الراشدة، ونبين حال حاملها ورائدها، ونستعرض أوضاع العالم وكيف أنه يتجه قدمًا نحو سقوط حضارة الغرب المتوحشة المتحللة، وقيام حضارة الإسلام، والذي سيتوج بتاج إقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة، وما ذلك على الله بعزيز.

وفي هذا الإطار، فقد بدأنا العدد الخاص بإعطاء الجو العام للدعوة التي تهدف إلى استئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة، والتي يسعى حزب التحرير لأن تكون على منهاج النبوة كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي يحمد الله على هدايته وتسديده وتوفيقه للسير فيها على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم… بدأناه بتمهيد (بين يدي العدد) وبكلمة الوعي، وهي بعنوان: (الإسلام هو الدين المبدئي العالمي المنتظَر)  ومن ثم رتَّبنا المقالات وجعلناها ضمن أربعة محاور على الشكل التالي:

– المحور الأول، وجاء بعنوان: (بالمناسبة الـ(101) لهدم الخلافة، يجب على المسلمين أن تكون إقامتها هي الحاضر الأكبر لديهم) واندرجت موضوعاته في مقالين: مقال عن صاحب هذه الدعوة ورائدها بعنوان: (حزب التحرير… وريث نبوة، يدعو بالتي هي أحسن إلى إقامة (دولة الخلافة الراشدة) ومن ثم نذكر، في المقال الثاني، جانبًا من فعاليات حزب التحرير في بعض مجال عمله كنموذج عملي لهذه الدعوة الصادقة التي يصل شبابها ليلهم بنهارهم لكي يحققوا إقامتها، وقد وضعناها تحت هذا العنوان: (فعاليات حزب التحرير العالمية في الذكرى الـ(101) لهدم دولة الخلافة 1443هـ – 2022م)

– المحور الثاني:، وجاء بعنوان: («الخلافة» هي فرض الله الأكبر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى قيام الساعة) وشملت مواضيعه العناوين التالية: (وجوب الخلافة ماض إلى يوم القيامة، وإبطال فكرة (إعادة الصياغة للفقه الإسلامي) (موقف أنصار الأمس وإكرام الله لهم ووجوب نصرة دين الله اليوم) (دور العلماء الربانيين في العمل لإقامة الخلافة) (لن تستردّ أمّة الإسلام عزّها وتفكّ قيودها إلّا بقيام دولة الخلافة الرّاشدة الثّانية)

– المحور الثالث، وجاء بعنوان: (موانع وعقبات يضعها الغرب في وجه إقامة الخلافة)

واندرجت مواضيعه تحت العناوين التالية: (إزالة الأفكار القاتمة عن دولة الخلافة الراشدة الثانية) (الإعلام والمنظمات الدولية… يد واحدة في إفساد البشرية) (أردوغان لا يستحق أبدًا قيادة الأمة الإسلامية بالسياسة غير الإسلامية التي يتبعها!) (ما هو الدور الذي رسمته أمريكا لإيران في المنطقة؟) (نحن أمة تمرض؛ لكنها لا تموت).

– المحور الرابع، وجاء بعنوان: (الحضارة الغربية: إضلال واستعمار وانهزام وتوقع انهيار… والإسلام هو الخلاص)

وقد جاء هذا المحور أكبر المحاور نظرًا لأهمية إبراز فساد المبدأ الرأسمالي وفشله وبروز عوامل فنائه وسقوطه… وتطلع الناس إلى الإسلام كمبدأ منتظر وحضارة هادية مهدية، وقد جاءت مقالاته على الشكل التالي: (أدوات الرأسمالية لاستعمار بلاد المسلمين) (الحروب السياسية وهيمنتها على الصراع بين الدول الكبرى!) (المديونيات الخارجية: حبل الاستعمار الذي يطوق به الحكام رقاب الشعوب) (بلايا النظام الرأسمالي من ناحية واقعية) (مآزق استراتيجية تؤدي إلى تراخي قبضة أمريكا عن بلاد المسلمين… فهل تؤدي إلى انهيار حضارتها وقيام حضارة الإسلام بإقامة دولة الخلافة) (انهزام الحضارة الغربية الرأسمالية والعلمانية) («الانهيار» هو مصير الحضارة الغربية في عيون مفكِّرين غربيين) (ماذا يعني إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النيوة)

– ثم بعد ذلك، وضعنا مقالًا متعلقًا بشهر رمضان للمناسبة…

– ثم بعد ذلك نشرنا فيه الأبواب الثابتة التالية: (أخبار العالم الإسلامي في العالم). ثم (مع القرآن الكريم) وجاء بعنوان: (آيات في الوعد بالنصر والاستخلاف والتمكين). ومن ثم (رياض الجنَّة) وجاء بعنوان: (أحاديث نبويَّة… مبشرات بالنصر وقيام الأمر والظهور… إلى يوم الدين). ثم (حدائق) وجاءت بعنوان: (عمر بن عبد العزيز… خليفة تشتاق إلى أمثاله النفوس). ومن ثم (كلمة2) وجاءت بعنوان: (الحرب الأوكرانية الروسية: أمريكا هي اللاعب الأكبر فيها… وهي امتداد للحرب العالمية الثانية في مآسيها…وحضارتهم هي سبب مآسيهم ومآسي العالم). وفي الختام: كان (غلاف2) وجاء بعنوان: (عقيدة بوتين هي خليط من التدين الأرثوذوكسي والفاشية الروسية، وهوس بتدمير استقلال أوكرانيا)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *