العدد 338 -

السنة التاسعة والعشرون ربيع الأول 1436هـ – كانون الثاني 2015م

مصر إلى أين؟!

مصر إلى أين؟!

ذكر د. عماد الدين شاهين، أستاذ السياسة العامة بالجامعة الأميركية والأستاذ الزائر بجامعة جورج تاون في واشنطن في مقال له أن السلطة الحالية في مصر تقوم على ثلاثة دعائم لاستمرارها. الدعامة الأولى: هي تقسيم المجتمع إلى شعبين، وتغييب الوعي عن طريق إعلام يزيف الحقائق وينشر الأكاذيب. الدعامة الثانية: هي القمع العنيف لكل من يعارض هذه السلطة ويمثل تحدياً لها. الدعامة الثالثة: هي الاعتماد على الرافعة الإقليمية من أنظمة رجعية مضادة للثورة ولكل حركة تغيير بالمنطقة ودولياً على قوى تواطأت مع هذه السلطة ومنحتها الفرصة لتحقيق الاستقرار وحماية مصالحها الاستراتيجية التقليدية. كما ذكر د. شاهين مجموعة من المعطيات الواقعية التي تؤزم الأوضاع في مصر وتدفع إلى إيجاد حل من خارج السلطة الحاكمة، أبرزها:

– إن «القوى المدنية» ضعيفة ومشتتة وفاقدة الثقة بين أطرافها وبينها وبين الشعب حالياً، وما تزال عاجزة عن تقديم رؤية واضحة حول أبسط عناصر نظام الحكم المدني القادم.

 – إن البديل العسكري الانقلابي من داخل مؤسسة الجيش في حالة تأهب إذا فشل مَنْ في السلطة حالياً للانقلاب مرة أخرى وأخرى. وهو بديل ينظر للمدنيين من الشعب بدونية غريبة. عقيدته منذ 1952م هي السيطرة على الدولة بأي ثمن، وعدم تفلت الحكم والأمور من بين يديه حتى لو اقتضى الأمر القيام بمذابح ونسج الأكاذيب وتكريس الاستقطاب وتمزيق النسيج الاجتماعي لهذا الوطن وزرع العجز والإحساس بعدم الفاعلية لدى الجميع ليظل هو المنقذ والملاذ.

– إن «التيار الليبرالي- المدني» إما استئصالي فاشي كما ظهرت مواقف أبرز رموزهم الذين قدموا الغطاء السياسي للانقلاب وعدم ظهور بوادر أي ندم أو مراجعة لذلك، بل بالعكس عاد للظهور والوعظ على صفحات الجرائد مرة أخرى وكأن شيئاً لم يكن، وكأنه لا يرى الدماء التي على يديه، أو أنه لا تعنيه «الديمقراطية» [المزعومة] حالياً لأنه يخسر دائماً بالانتخابات حيث تأتي الصناديق بالإسلاميين. وتظهر خسارتهم المتكررة مدى عزلتهم واغترابهم عن باقي الشعب.

الوعي: نعم، إن الوضع في مصر صعب ومعقد، لكن ما يطرح من حلول توافقية تجمع القوى المتباينة من أجل بناء دولة «مدنية ديمقراطية» في مصر هو أصل المشكلة، ويفرض أجندة غربية غريبة عن أهلها التي يؤمن جلهم بالإسلام ويتطلعون إلى معالجة مشاكلهم من خلاله، وبالتالي فإن أي نظام حكم يخالف الإسلام سيؤدي إلى غربة مصر عن دينها وعن أمتها وإلى مزيد من التشتت والفوضى والاضطراب. وبذلك يتأكد القول إن الخلافة وحدها هي البديل وهي الحل ليس لأهل مصر فحسب وإنما لكل المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *