العدد 420 -

السنة السادسة والثلاثون – محرم 1443هـ – آب 2021م

تغيير قواعد العلاقة بين الأسرة الحاكمة في السعودية والمؤسسة الدينية

تغيير قواعد العلاقة بين الأسرة الحاكمة في السعودية والمؤسسة الدينية

قالت صحيفة واشنطن بوست إن سلسلة الإجراءات التي اتخذها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد «المؤسسة الوهابية” تهدف إلى أن تكون إعادة صياغة للاتفاق بين الأسرة الحاكمة وتلك المؤسسة والذي تأسست عليه المملكة. وقالت الصحيفة إن ابن سلمان يستهدف بهذا التوجّه كسب شعبيّة لدى جيل الشباب التوَّاق إلى الانعتاق من السلطة الدينية، والأهم من ذلك مزيد من تركيز السلطة في يده، في إطار استعداده لترتيب خلافته العرش عند وفاة الملك سلمان”. ويظهر تقليم أظافر السلطة الدينية بوضوح أكبر في نطاق عمل وزارات العدل والشؤون الإسلامية والتربية؛ حيث تخندقت المؤسسة الدينية، ولعبت لعقود طويلة دورًا تقريريًا في تحديد شكل السعودية من خلال الفتاوى والتعاليم التي تحكم حياة السعوديين، بل تتعدَّى حدود المملكة إلى دول أخرى تسيطر الرياض على المؤسسات الدينية فيها. وأشارت إلى سياسة اعتقال الكثير من رجال الدين الذين لم يستجيبوا لأوامره.

الوعي: نعم، لقد تأسست العلاقة بين آل سعود وآل الشيخ  بما يتوافق مع سياسة فصل الدين عن الحياة وبالتالي عن الدولة: الحكم والسياسة لآل سعود، والشؤون الدينية المتعلقة بالأمور الفردية التعبدية لآل الشيخ، وجعلوا هذه العلاقة تنتظم تحت مقولة أن أولياء الأمر هم آل سعود ويجب طاعتهم طاعة مطلقة. وقد خدمت المؤسسة الدينية هذه، بما أعطيت من إمكانات مادية وإعلامية سياسة آل سعود داخليًا بأن شكلت حزام أمان للدولة من أي معارضة سياسية أو دينية تهدد حكم آل سعود، وخارجيًا بأن أصبح لها امتداد خارج الحدود، سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي، يخدم سياسة المملكة في الخارج، فقد كشف ولي العهد السعودي في 17/03/2018م المستور حين صرَّح لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، وكان إلى جانبه مفتي المملكة، أن انتشار الفكر الوهابي في بلاده يعود إلى فترة الحرب الباردة عندما طلبت دول حليفة من السعودية استخدام أموالها لمنع تقدم الاتحاد السوفياتي في دول العالم الإسلامي وأعلن: «والآن نريد العودة إلى الطريق». وقد اعتمدت هذه المؤسسة الدينية سياسة التأييد والتبرير الكامل لكل ما يتخذه ابن سلمان من قرارات مهما كانت معارضتها قطعية للشرع ومنها الصلح مع يهود الذي كان يزمع ابن سلمان الدخول فيه فيما لو أعيد انتخاب ترامب، ومنها إنشاء ما سمي بالملاهي الشرعية، ومنها إقامة (صنم)  تمثال الحرية، حتى وصل في تحديثه المزعوم للدين إلى ما يمكن أن يتهم به في دينه عندما صرَّح أن خبر الآحاد لا يفيد العمل ما يؤدي إلى تعطيل الشريعة. وفي الحقيقة إن هذه المؤسسة الدينية تشهد تعرية لها غير مسبوقة في مواقفها… وإننا ندعوهم لأن يتوقفوا عن السير مع ابن سلمان إلى الجحيم؛ وذلك بمواجهته والعمل على تغييره، هو وسائر حكام المنطقة، وذلك بالانضمام إلى العمل الجاد لإقامة الخلافة الراشدة، وأن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم  هو إمامهم وقدوتهم في التغيير لا ابن سلمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *