العدد 240 -

العدد 240 – السنة الواحدة والعشرون، محرم 1428هـ، الموافق شباط 2007 م

طوبى لمن كان له يد في نصرته

طوبى لمن كان له يد في نصرته

كانت الوعي قد نقلت في عددها السابق 239 مقالاً بعنوان: «مشعل يحبط حزب التحرير» لكاتبه مؤمن الغالي وهي اليوم تنقل من إحدى الأخوات المسلمات الطيبات رداً عليه نشر في نفس الجريدة (آخر لحظة) وفي نفس العمود شمس المشارق بتاريخ 4/12/2006م وقد رأت الوعي كذلك نشره لأن في نشره إتمام فائدة.

إلى الأخ الأستاذ/ مؤمن الغالي

السلام عليكم ورحمة الله…

اطلعت على مقالتكم في جريدة (آخر لحظة) يوم الأربعاء، بتاريخ 29/11/2006م في عمود (شمس المشارق). فبارك الله فيك أخي، وأنت تحمل حباً دافقاً ووداً خالصاً لجماعة قضيتها استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة، وكيف لا تكون فيها روح المثابرة والتحدي والإخلاص وهذه قضيتها؟ إرضاءً لله سبحانه وتعالى، وهم يحملون عقيدة روحية سياسية خُلق من أجلها الإنسان. فهؤلاء الفتية يرون بمنظار واحد، ألا وهو إرضاء الله تعالى. أما اتفاقية نيفاشا هذه فلا تُرضي الله، لأنها لا تقوم على العقيدة الإسلامية، وتم فيها فصل الدين عن الدولة. إن الوليد الذي يتمنى والداه أن يشب سوياً قوياً، هو الوليد الذي يولد على الزواج الشرعي المبني على الكتاب والسنة، الذي يرضي الله تعالى. هذا هو فقط الشرعي، وليس ذلك الذي بُني على غير الكتاب والسنة مثل نيفاشا، التي تريد لها الشفاء والشموخ وهي لا تستحق ذلك.

أما خلافك الجوهري في مسألة الخلافة الإسلامية كما وصفتها بـ(دوحة النبوة وعطر التاريخ والرحمة والعدل والاطمئنان) فهو حق، وسؤالك عنها هل ستعود؟ فإني أجيب بنعم، ووالله إنها لعائدة بإذن الله الواحد الأحد، وقد بشرنا بعودتها رسولنا الكريم محمد (ﷺ) إذ يقول: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت…».

أما قولك بأن الحرب صارت رقمية، وأن كل أسلحتها بيد الغرب، فخذ عني هذا، إن الحرب ليست بالقوة المادية، بل هي بقوة العقيدة الإسلامية، فهي العنصر الأكبر، والتاريخ شاهد على ذلك، ففي معركة بدر كان عدد المسلمين من المهاجرين والأنصار فقط (315) وكان لديهم فرسان وسبعون بعيراً يعتقب الرجل والرجلان على البعير الواحد، ومقابل ذلك من الكفار (950) رجلاً و(200) فرس وعدد كبير من الإبل لركوبهم ولحمل أمتعتهم، وكانت قريش مطمئنة إلى النصر اعتماداً على قوتها (المادية). لكن النصر كان للمؤمنين. والله سبحانه وتعالى يقول: ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ) [البقرة 249]. وهل نحن اليوم قلة؟ ثم إن المسلمين خاضوا معاركهم فقضوا على الفرس والروم مع قلة عددهم وعدتهم وعتادهم، يقول تبارك وتعالى: ( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) [آل عمران 160].

أما وصفك لخليفة المسلمين «عبد الحميد» بالمسكين، فوالله لقد رفض تسليم شبر واحد من أرض فلسطين لليهود، وقال قولته المشهورة.. «إني لا أوافق على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة»، أما حكامنا اليوم، سواء في فلسطين، أم العراق، أم السودان، فهم الذين سلموا بلادنا لليهود والكفار. فمن المسكين؟!

أما حديثك عن الجدار الخرصاني بين أرض الحجاز والعراق، هو دليل على خوف الحكام من وحدة الأمة، فما بناء الجدار إلا لمنع شباب الأمة من نصرة إخوانهم المجاهدين في العراق، وسينهدُّ غداً يوم تقوم الخلافة كما انهد جدار برلين يوم سقطت الشيوعية. ويكفي قول الله تعالى: ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) [الأنفال 30].

أما مشعل وحدود دولته، فأقول له ولأمثاله، اتقوا الله في أنفسكم وفي أهليكم واذكروا يوماً ترجعون فيه إلى الله.

أما قولك «الخلافة مستحيلة»، فارجع لتاريخ الأمة وسيرة نبيها لتعرف أن لا مستحيل مع الإيمان، فإن الفتية الذين آمنوا بربهم، وهم يتشوقون للعزة في الدنيا والآخرة، فقد ولدناهم ليهبوا أنفسهم لهذا الدين، وإن هذا الدين لمنصور بإذن الله، وطوبى لمن كان له يد في نصرته. قال تعالى: ( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ) [الحج 15].

والسلام عليكم ورحمة الله….

(أم محمد) ـ الكلاكلة شرق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *