العدد 333 -

السنة التاسعة والعشرون شوال 1435هـ – آب 2014م

غزةَ هاشم يُحاصرها شقيقٌ جَحُود ويقصفُها عدوٌ لَدُود

غزةَ هاشم يُحاصرها شقيقٌ جَحُود ويقصفُها عدوٌ لَدُود

 

          لا يسعف المقام كما لا يتسع المكان للحديث عن الأبعاد السياسية للعدوان الوحشي الجاري على غزة هاشم، إلا أن الملاحظ أن هذا العدو المسمى (إسرائيل) يرتكب المجازر الدنيئة بكل بشاعة بحق الأطفال والنساء والشيوخ ثم يتفاخر بأنه أنجز انتصارات عظيمة، غافلاً أنه لم ينجز يوماً قط انتصاراً حقيقياً بل هي انتصارات زائفة في حروب مسرحية خاضها زوراً وبهتاناً ضد جيوش لم يؤذن لها يوماً بالقتال، لا هجوماً ولا دفاعاً عن الأرض والعرض والنفس.

          هذا الجيش الجبان الذي أثقلت أجساد جنوده أدوات الحرب والقتال، ناهيك عن الدروع التي يختبئون وراءها، والمقاتلات التي لا يجرؤون على الحركة إلاّ في ظلّ أزيزها، لا يجد ما يتباهى به إلاّ الاستفراد بشعب أعزل ضاقت به الأرض بما رحبت وحوصر من الشقيق الجحود قبل العدو اللدود، فيدمر مساكن غزة ويسفك دماء أهلها ويحصد بأدوات الدمار أشجارهم ومزارعهم.

          تلك هي بطولة أحفاد بني قريظة وخيبر وبني النضير. لم لا وقد أمّن لهم كفار الغرب والشرق الغطاء السياسي والمدد العسكري والدعم والتمويل المستديم؟ بل والأنكى من ذلك والأمرّ وقوف حكام المسلمين إلى جانبهم سرّاً وعلناً.

وعلى الرغم من كل هذا الحجم الكبير من الدعم الغربي والخيانة من حكام العرب والعجم على السواء، فإنهم يعجزون مرة بعد مرة أن يكسروا إرادة الصمود والصبر       على أرض الرباط في أمتنا، المدنيين العزّل منها قبل الشباب المقاتلين. بينما يعود هؤلاء الجبناء الأدعياء يولولون على بضع نفر قتلوا من جنودهم.

          فأين هؤلاء من أحفاد خالد والقعقاع وصلاح الدين يتسابقون إلى مجابهتهم طلباً للشهادة قبل النصر، ومن خلفهم أمهات يملأن السماء بالزغاريد، ويرفعن الأكفّ بالدعاء، لا بالعويل والبكاء، عندما يحظى أبناؤهن بشرف الشهادة والشهداء!

          لن يطول بعون الله تعالى هذا الظلم والظلام قبل أن ينبلج علينا فجر جديد يملؤه العدل والأمن والعزة والكرامة في ظل راية العقاب، راية: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. ويظل يتساءل المؤمنون الصابرون على الحق والابتلاء فيه: متى نصر الله؟ (ألا إنَّ نصرَ اللهِ قريب).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *