العدد 239 -

العدد 239 – السنة الواحدة والعشرون ، ذو الحجة 1427هـ، الموافق كانون الثاني 2007م

مهزلة إسقاط الحكومات!

مهزلة إسقاط الحكومات!

 

إن من يسمع المطالبات بإسقاط الحكومات في بلادنا المنكوبة بقادتها يصاب بالذهول، ومناسبة الحديث عن هذه المهزلة هو قيام بعض أفراد مجلس نواب في بلد خليجي بالمطالبة بسقوط حكومتهم إذا لم تُلغَ القروض التي للدولة تجاه الناس. ونسي النواب الكرام أن سقوط الحكومة أو عدم سقوطها هو بيد رأس الهرم وليس بيد النواب. ونسي النواب أيضاً أنهم التزموا الصمت تجاه احتلال دول غربية لبلادهم، ولم يطالبوا بإلغاء القواعد العسكرية من بلادهم وهو أمر أهم بكثير من القروض. إن انفعال النواب تجاه هذه المسألة التافهة وتجاهلهم لاستعمار القوى الكبرى لبلادهم يدل على أن من يطلقون عليهم صفة «ممثلي الأمة» هم أشخاص يمثّلون على الأمة.

كما أن هناك صراخاً عالي النبرة لإسقاط الحكومة في لبنان لأنها ترفض ما يسمى بـ«الثلث المعطّل» وخلال أيام الصراخ الأخيرة نسي كل أصحاب الأصوات العالية القضايا المصيرية، وتناسوا الاحتلال (الإسرائيلي) ومعالجة آثار الحرب المدمرة في تموز، وتناسوا قضايا أهم بكثير من وزير بالزائد أو وزير بالناقص، وتناسوا تحرير الأمة من معاناتها.

وفي فلسطين تتردد يومياً كلمات «حكومة وحدة وطنية» صباح مساء لدرجة أننا لم نعد نسمع بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، ولم نعد نسمع بتحرير القدس وعودة اللاجئين، وكلما عولجت مسألة ثانوية تافهة أشغلوا الناس بمسألة ثانوية أخرى، وينشغل الناس عن القضايا المصيرية، ويستمر التخدير، وتستمر المستوطنات والجدار والقتل والاجتياحات وتقطيع الأوصال، ويستمر سجن الأسرى في سجون الاحتلال، ويستمر الكيد السياسي والمناكفات، ويستمر الحصار والتجويع… وأهلاً بالحكومة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *