العدد 405 -

السنة الخامسة والثلاثون – شوال 1441هـ – حزيران 2020م

أضواء على صفقة القرن الأميركية

عصام الشيخ غانم

نريد في هذه المقالة أن نلقي الضوء على نقاط محددة من خطة أميركا المطروحة للسلام بين الفلسطينيين والعرب ودولة يهود، وذلك على النحو التالي:

نظرة على الخطة كما طرحها صاحبها ترامب

نظرة على موقف السلطة الفلسطينية والدول العربية منها، واجتماع الجامعة العربية بعد ذلك.

كيف تنظر الأمة الإسلامية إلى الخطة الأميركية من ثلاث زوايا:

أولًا: ترسيخ مفهوم (ملة الكفر واحدة).

ثانيًا: حساسية المسجد الأقصى والأخطاء القاتلة لدولة يهود.

ثالثًا: خفة وزن العملاء في الميزان الأميركي.

الخطة تكرس الهاجس الأمني لكيان يهود

توحيد الصفوف ضد يهود وضد أميركا على أساس الإسلام.

أما من حيث واقع الخطة الأميركية كما طرحها ترامب في احتفال مع نتنياهو في 28/1/2020م، فقد مزَّقت هذه الخطة أراضي الضفة الغربية 1967م وفق الأمر الواقع الذي رسخه كيان يهود عبر خمسة عقود من مستوطنات وطرق وقواعد عسكرية، ومزَّقت حدودها مع الأردن بقطع غور الأردن عنها، ومزَّقتها من حيث الجغرافيا مِزقًا متناثرة من قطع الأراضي الصغيرة للغاية تترابط اصطناعيًا بجسور وأنفاق.

ومن حيث الحدود فهي «دولة» داخل بطن كيان يهود الذي يسيطر على معبريها إلى الأردن، ولا ميناء فيها ولا مطار، بل تستخدم موانئ كيان يهود في أسدود وحيفا، مع إمكانية بناء ميناء لها ومطار للطائرات الصغيرة في غزة، أي بمنافذ أقل مما كان في اتفاقية أوسلو عندما سميت حكمًا ذاتيًا وكان لها ميناء ومطار.

ومن حيث السلاح، فهي «دولة» منزوعة السلاح بالكامل، ولا يسمح فيها بالنشاط الأمني إلا في اتجاهين، أحدهما مباح وهو المسائل الشرطية للأمن الداخلي، والثاني واجب وهو حفظ أمن كيان يهود. والخطة الأميركية تنصُّ على ذلك بشكل صريح لا لبس فيه، وحتى يعترف كيان يهود وأميركا بهذه الدولة فإنها يجب أن تنزع سلاح حماس والجهاد وباقي التنظيمات المسلحة في قطاع غزة، بشكل كامل يمكن التحقق منه خلال أربع سنوات.

أما من حيث السيادة الجوية والبحرية فهي بالكامل لكيان يهود، وليس هذا فحسب، بل إن كيان يهود هو صاحب السيادة البرية فيها، فهي تنص على أن من حق جيش يهود وأجهزته الأمنية العمل بحرية تامة في أراضي «الدولة الفلسطينية المستقبلية». وأما أن تسيطر هذه الدولة الجديدة على المياه فيها، فلم يترك لها ذلك لحساسية المياه التي سميت إقليمية لكيان يهود وأمنه.

ومن حيث العاصمة، فإن القدس الشرقية التي نادت بها منظمة التحرير ودول الخنوع العربية عاصمةً لدولة فلسطين وفق خطة السلام العربية ووفق قرارات مجلس الأمن، هذا الجزء المبتور من القدس سيكون هو الآخر تحت السيطرة الكاملة لكيان يهود، وهو ما أسمته الخطة عاصمةً غير مجزأة لكيان يهود.وإن عاصمة «دولة فلسطين المستقبلية» يمكن أن تقع في أبو ديس وكفر عقب والجزء الشرقي من شعفاط، وهذه كلها خارج الجدار، وأباحت الخطة الأميركية للفلسطينيين أن يطلقوا على هذا الجزء «العاصمة» اسم القدس أو أي اسم آخر يختاره الفلسطينيون.

وأما المسجد الأقصى، فإن الخطة تسميه جبل الهيكل، فهو تحت السيطرة اليهودية الأمنية، على أن يبقى وضع الأردن فيه كما هو اليوم، ويسمح فيه بالصلاة للجميع، أي بالدرجة الأولى لليهود ليحوِّلوه إلى هيكلهم المزعوم، وكذلك يتعهد كيان يهود لنوع محدد من المسلمين بالصلاة فيه في أوقاتهم، وهذا النوع هو «المسلمون الذين يأتون بشكل سلمي»، وأما من يعتبرهم كيان يهود من مثيري الشغب كمن يعطي المواعظ والدروس في المسجد، فلا. وأما في أوقاتهم، فمعنى ذلك أن يسمح للمسلمين بالصلاة أوقات الصلاة، ثم يغادرون ليفسحوا المجال لليهود بالصلاة، وهذا ربما تضمَّن منع المسلمين من المسجد الأقصى أيام السبت.

وبهذا يمكن الجزم بأن «دولة فلسطين المستقبلية» المعروضة في الخطة الأميركية ليست دولة، ولا تقترب من مفهوم الدولة. وأما إدارتها للسكان وشؤونهم المدنية والأمن الداخلي فإنها مسائل بلدية. وأما السفارات في الخارج، فهي قائمة قبل الخطة الأميركية، بل وقبل اتفاق أوسلو باعتبارها مكاتب تمثيل لمنظمة التحرير، ولا يضير أن تسميها سفارات، فالعلاقات الخارجية هذه كلها ليست علاقات سيادية، فلا تملك هذه السلطة أو «الدولة» مستقبلًا التحالف مع بلد ما! وما دامت لا تسيطر على أرضها ولا معابرها، فمن باب أولى أنها ليست سيدة علاقاتها الخارجية.

وبهذه المعاني فإن «الدولة الفلسطينية المعروضة» ليست دولةً على الإطلاق، بل هي الحكم الذاتي المحدود وليس حتى الموسع. هذه هي الرؤية الأميركية للحل في فلسطين، وهذا ما طرحه المجرم ترامب.

أما عن مواقف السلطة من الخطة الأميركية، فقد بادر عباس إلى رفضها، وحضَّ حماس والدول العربية على رفضها، وقال: «قبلنا بالبين، والبين ما قبل فينا»، «أعطيناهم 80% من فلسطين، وبدهم 40% من الباقي»، وقال في اجتماع الجامعة العربية: «لا أريد أن يسجل التاريخ أني بعت القدس» مع علمنا بأن وثيقة يوسي بيلن-أبو مازن المطروحة سنة 1995م نصت على عاصمة في أبو ديس والعيزرية وعلى الأماكن المقدسة تحت سيادة يهود على نسق الفاتيكان، ونصت على دولة منزوعة السلاح، وإبقاء المستوطنات كما هي قائمة وبالطبع تحت سيادة يهود. وكان عباس وقتها رئيس المفاوضين ومسؤول العلاقات الخارجية لمنظمة التحرير، بمعنى أن خيانة عباس مقطوع بها، بل هو مبادر للخيانة وليس مجرد موافق عليها؛ لذلك فإن المواقف التي أعلنها، وقطع العلاقات، وخاصة التنسيق الأمني، كلها كلام فارغ لا يقبله أحد يعرفه، فهو مجبول بالخيانة.

وأما الدول العربية، فحكامها من منظومة الخيانة نفسها التي تنتمي إليها منظمة التحرير، ويسيل لعاب هؤلاء الحكام للتطبيع مع يهود، وقد حضر سفراء ثلاث دول خليجية حفل إعلان ترامب عن خطته دون أن يعلموا من تفاصيلها شيئًا، وهذا خطير، بمعنى أنهم يؤيدون أميركا على صفحة بيضاء نظرًا لشدة حاجتهم لها للحفاظ على عروشهم وحمايتهم من شعوبهم، وقد وبَّخهم ترامب كثيرًا عندما قال بأن هؤلاء لا يصمد حكمهم أسبوعين بدون الحماية الأميركية، وهذا وصف حقيقي للغاية ومشاهد، ومثال عليه كيف حمت أميركا بشار أسد بدفع روسيا وإيران والمليشيات للذود عنه، وكيف دفعت تركيا والسعودية لاحتواء الفصائل عن طريق الإغراق بالدولار، والحكام يشاهدون ذلك ويثقون بأميركا، ويعلمون بأنه لا مخلص لهم من شعوبهم إلا أميركا، فهم يعلمون علم اليقين أن شعوبهم أعداؤهم، وأن أميركا صديقهم. وأما الموقف الرافض للخطة الأميركية من جامعة الدول العربية، فهذا كله كلام فارغ وللاستهلاك المحلي، بل إنهم كلهم يدعون منظمة التحرير للتفاوض مع اليهود والاتفاق على حل مقبول، بمعنى «حلُّوها وخلِّصونا»! فَهَمُّ الدول العربية هو شعوبهم وهبَّاتها ضدهم، وكذلك الخطر الإيراني الذي زرعته أميركا سيفًا مسلطًا على رقابهم.

وأما الأمة الإسلامية التي تضعها أميركا في صف الإرهاب، فهي بالتأكيد ترفض الخطة رفضًا حقيقيًا وتعادي أميركا وكيان يهود، وهذا لا يشك به عاقل. وتعتبر الحالة الإسلامية في الأمة اليوم من أبرز سماتها وأشهر معالم المرحلة، وأميركا تدفع بالحكام لإرهاق الأمة كلما أطلَّت برأسها، والأمة الإسلامية اليوم هي غير تلك أثناء معاهدات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو، فقد تغيَّرت الأمة كثيرًا وأظهرت بوادر طيبة لحيويتها وحيوية إسلامها. وهذه الحيوية هي التي تموج بالأمة اليوم رفضًا لحكامها، ورفضًا لكيان يهود، ورفضًا لأميركا والغرب، ورفضًا لسيطرتهما على بلاد الإسلام. وهذه الحيوية وتلك الهبَّات في تصاعد مستمر، تنقل معها الأمة من مستوى إلى مستوى أعلى من العودة لدينها ورفض أعدائها. وأثناء هذه التحركات تسقط الأمة أقنعة كبيرة كقناع أردوغان الذي ينقل ثوار سوريا إلى ليبيا ليأخذ بشار وروسيا معرَّة النعمان ويقتحم في إدلب، ويسقط قناع إيران وممانعتها بعد أن اكتشفت الأمة ضعفها في مسألة ردها على مقتل سليماني، وأنها مثلها مثل باقي الحكام، وهكذا…

ومن الجدير التركيز عليه أن أميركا التي تريد اليوم تجريد المسلمين من المسجد الأقصى، وتقنين صلاتهم فيه وإخضاعهم لحسن السلوك قبل الصلاة، وتسليم المسجد لليهود باسم الهيكل المزعوم، وتجريد ما تبقَّى من أرض كما يجرم اللحام الذبيحة. وفي مسألة اللاجئين فإن خطة أميركا تطالب بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في بنغلادش وماليزيا وتشاد، وحجتها في ذلك لا تنطلي على الأبله بأن كيان يهود في المقابل قد استقبل اللاجئين اليهود من بلاد إسلامية وأخذهم إليه، وكذلك ضم الأراضي وفق الخطة الأميركية لكيان يهود والإبقاء على سكانها مواطنين للدولة الفلسطينية على نظرية الـ«غرين كارد» الأميركية، أي حق الإقامة فقط. وهذا يزيد من الاستفزاز وحالة الغليان، ويزيد بإذن الله في إيقاد مشاعر الأمة ضد كيان يهود وضد الخطة الأميركية، بل وضد أميركا والغرب عمومًا الذي زرع الكيان خنجرًا تظهر سمومه كل يوم في جسد الأمة الإسلامية.

وهذا يوحِّد الأمة الإسلامية بشكل كبير، فيدفع بكثيرين ليلتصقوا بالطرح الإسلامي خاصة وهم يرَون التأصيل التوراتي والإنجيلي في خطاب ترامب ونتنياهو وكأنهم يتعاملون مع أمة بلا جذور ولا قرآن، وكذلك الأخطاء القاتلة لكيان يهود ونفوذ الأحزاب اليمينية في الحكومة والتي تدفع لاستفزاز المسلمين باقتحامات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين في ثالث أقدس بقعة لدى 2 مليار مسلم في العالم، وهذا ما يجب التركيز عليه مع أبناء الأمة لحملهم على رفض الخطة الأميركية على أساس الدين والعقيدة، وليس أي أساس آخر، بحيث تختفي مصطلحات «قرارات مجلس الأمن» و»الشرعية الدولية» وغيرها، وتحلُّ محلَّها الأحكام الشرعية، وعزَّة المسلمين، وقدسية الأقصى وفلسطين، والأرض المباركة، وعداء الكفار للدين، وهذه فرصة لتوحيد الأمة حول هذه المفاهيم الصحيحة.

وأما من حيث الحكام، فقد أظهرت الخطة الأميركية أن أميركا لا تقيم لهم وزنًا، ولا تسعى إطلاقًا لحفظ ماء وجوههم أمام شعوبهم، فلم تعطهم شيئًا، وأشهر ترامب حرصه على أمن يهود وأنه لا يطلب منهم التنازل عن شيء يخدش أمنهم. وأما عباس، وسيره في المفاوضات منذ 1988م، والحكام العرب، فلا وزن لهم في عقلية ترامب، واليهود غير مستعدين للتنازل عن دونم واحد لقاء حفظ ماء وجوه هؤلاء الحكام وقادة منظمة التحرير، بل ويطالبونهم بالمزيد من الخدمة، فقد حذَّر بعض الضباط في جيش يهود نتنياهو من أن تُمس هذه الخطة، وضم الأغوار لكون الأردن «عمقًا استراتيجيًا لـ (إسرائيل)»، وكان هذا علنًا وعبر وسائل الإعلام اليهودية، ليطلب منهم آخرون عدم إحراج الملك في الأردن.

والجدير الانتباه إليه أن الخطة، ووفق الرؤية الأميركية المبنية كذلك على رؤية كيان يهود للأمن، لا تثق بالمخلصين في قيادات الأمن الفلسطيني للاطمئنان على أمنها رغم تجربتها الناجحة معهم، بل تريد لجيشها وأجهزتها أن تعمل بحرية داخل الدولة الفلسطينية المقترحة، وهم بالتأكيد لا يتخوَّفون من احتمال أن تأتي دولة كإيران لتنصب في الدولة الفلسطينية الصواريخ، فاليهود يسيطرون على المعابر والموانئ، ولكنهم يتخوفون من هاجس تكرار ما حصل في غزة حيث تمكنت الفصائل من بناء قدرات صاروخية خفيفة، ولكن كيانهم لا يحتملها، فهو أوهن من بيت العنكبوت. وهذا يشاهد أيضًا، وهو الأهم في مسألة ضم غور الأردن؛ إذ يقضي ذلك بحرمان الدولة الفلسطينية من حدود برية مع الجيران، فلا يكون لهم سند، وليس هذا فحسب، فكيان يهود يدرك أنه زائل قطعًا، ويعلم بأنه لولا الأنظمة العربية التي تحفظ كيانه لغرق في المنطقة، وهو يتشبَّث بالأغوار ظنًّا منه أنه يستطيع بذلك صد هجمات المسلمين القادمة، فيريد أن تكون المعركة في الأغوار وليس حول تل أبيب مباشرة، وهذا يشير إلى عقله المسكون بهاجس الاقتلاع، وإذا كنا نعلم بأن الأغوار لا تعطيه عمقًا ذا قيمة، فكل فلسطين صغيرة أمام جيوش الفتح القادمة، إلا أننا يجب أن نركز على ضعف كيان يهود أثناء حديثنا مع المسلمين.

وقادة يهود يتحدَّثون في تقاريرهم أن جيشهم غير قادر على خوض معارك فعلية، ويعلم أهل فلسطين من حالات متعدِّدة جبن يهود وهروب جنوده عند الخطر، فنرسخ هذه المفاهيم العملية بين المسلمين فيزيد ذلك من رفضهم لصفقة ترامب إيمانًا منهم بسهولة تحرير فلسطين بشرط زوال أنظمة الضرار التي تحمي يهود، بل أُسِّست كالأردن من أجل صد الهجمات العربية عن كيان يهود. وهذا من المفاهيم العملية التي تؤثر في نفسيات الناس وتقديراتهم؛ إذ إن معارك تحرير فلسطين قد لا تلزمها أيامٌ ستة، فيجد يهود أنفسهم وقد حوصرت مطاراتهم العسكرية وقواعد أسلحتهم النووية بما يشكل خطرًا عليهم، فيسرِّع ذلك في استسلامهم لجيش الفتح.

وأخيرًا وبما أن اللعبة قد كشفت، فلا أرض، ولا أقصى، ولا قدس تسترجع بالمفاوضات حتى لو سرتَ بها مئة عام، وقد سارت منظمة التحرير بهذا الطريق 30 عامًا، وأن ترامب قد طرح خطته على أساس توراتي إنجيلي، فما يمنع المسلمين أن يعودوا لقرآنهم ودينهم، وأن يكون موقفهم واحدًا «لا لخطة ترامب، لا للمفاوضات»، فيلفظوا كل من يتكلم بالسلام والحل السلمي؟! وقد كانت الأمة هكذا خلال السبعينات، إلا أن رفض الصلح ورفض السلام ينبغي هذه المرة أن يكون على أساس الحكم الشرعي وما يمليه علينا قرآننا، فكيف لا نتمسك بديننا وبكتاب ربنا وهؤلاء الكفار يواجهوننا بيهودية الدولة وأرض الميعاد والحق الديني التاريخي والتوراة والإنجيل؟!

وعندما يصبح رفض الأمة لهذه الخطة وأي مفاوضات على أساس إسلامي فإن الطوفان يكون قد آن أوانه، وليكن حديثنا مع إخوتنا في الحركات التي تقول بالإسلام: كيف تصالحون منظمة التحرير وهي تنادي جهارًا نهارًا بالمفاوضات والحل السلمي، وهي قد باعت 80% من أرض فلسطين؟! وكيف تنسقون مع الدول العربية وخاصة مصر وقطر وهم يدفعون نحو التطبيع والصلح مع كيان يهود، ولا تقيم هذه الأنظمة وزنًا لكتاب ربكم؟! فلنجعل رفضنا لهذه الخطة الأميركية على أساس الإسلام يضع الحد الفاصل بين الحق والباطل، فقد سئمت الأمة من الكلمات الدبلوماسية، ومن المجاملات، ومن التسويف، ومن الظن بهؤلاء خيرًا، فلنسرِّع خطانا، ولنبلور رأينا، وإلا فإن الكفار يحملون توراتهم وإنجيلهم علنًا، لتحويل الأقصى إلى هيكلهم المزعوم، وإذا حملنا قرآننا قالوا إرهابيين، فليقولوا ما هم قائلون، ولننظر باتجاه ربنا ونقلل نظرتنا باتجاههم، ولنوحِّد صفنا على هذا، مسار يرضي ربنا تسير به الأمة عمومًا، وليس جماعة منفردة فقط، والأمة أمام هذا الخطب الجلل الذي تشاهد فيه كيف تهدر الحقوق تحت أقدام الكفار تنتظر من يأخذ بيدها ويرشدها طريق الرشاد. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *