العدد 402-403-404 -

السنة الرابعة والثلاثون – رجب – شعبان – رمضان 1441هـ – أذار – نيسان – أيار 2020م

أزمة فيروس العالمية: الغرب ينتبه إلى أحقية تعاليم الإسلام

 

في تقرير للباحث الأميركي كريج كونسيدين نُشر في 21/03/2020م، بمجلة “نيوزويك»، ونشرته «الخليج أونلاين» نقل فيه عن الدكتور أنتوني فوسي عالم المناعة، والدكتور سانجاي جوبتا المـراسل الطبي، قولهما: إن «التزام النظافة الصحية والحجر الصحي أو ممارسة العزل الاجتماعي عن الآخرين أملًا في الحيلولة دون انتشار الأمراض المعدية تُعد أكثر التدابير فاعلية لاحتواء تفشي وباء فيروس كورونا المستجد” وسأل هذا الباحث سؤالًا: «هل تعلمون من الذي أوصى بالتزام النظافة والحجر الصحي الجديد أثناء تفشي الأوبئة؟» وأجاب بنفسه قائلًا إنه: «نبي الإسلام مُحمد، قبل 1400 عام”. ورأى الكاتب أنه «على الرغم من أنَّ نبي الإسلام ليس خبيرًا تقليديًا بالمسائل المتعلقة بالأمراض الفتاكة، فإنه كانت لديه نصيحة جيدة لمنع ومكافحة تطور الأوبئة مثل فيروس كورونا المستجد” وقال إن النبي محمد قد أوصى بعزل المصابين بالأمراض المـُعدية عن الأصحاء، وحثَّ البشر على التزام عادات يومية للنظافة قادرة على حمايتهم من العدوى، مستعرضًا عددًا من الأحاديث النبوية المتعلقة بالنظافة، منها، والكلام له مترجَمًا: «محمد قال: إذا ما سمعتم بانتشار الطاعون بأرض ما، فلا تدخلوها، أما إذا انتشر الطاعون في مكان خلال وجودك فيه فلا تغادر هذا المكان» وقال أيضًا: المصابون بأمراض مُعدية يجب إبقاؤهم بعيدًا عن الآخرين الأصحّاء» وتابع: «في حال مرِض شخص ما، فإن النبي محمد “بالفعل سيُشجعهم على السعي للحصول على العلاج الطبي والأدوية”. واستشهد بالحديث النبوي الشريف والقول كذلك له مترجَمًا: «قالت الأعراب: يا رسول الله، ألا نتداوى؟ قال: «نعم، يا عباد الله تداووا؛ فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاءً، إلا داءً واحدًا»، قالوا: يا رسول الله وما هو؟ قال، “الهرم”. وقال الكاتب إنَّ نبي الإسلام كان حكيمًا في الموازنة بين الإيمان والعقل. ووفقًا للتقرير، فإنَّ منع الناس من الدخول إلى أرض الوباء قد يكون أمرًا واضحًا ومفهومًا، ولكنَّ منع من كان فيها من الخروج منها إن كان صحيحًا معافًى كان أمرًا غير واضح التبرير في ذلك الوقت؛ حيث كان يُفترض بالشخص السليم الذي يعيش في بلدة الوباء أن يفرَّ منها إلى بلدة أخرى سليمة حتى لا يصاب بالعدوى، ولم تُعرف العلة في ذلك من أن حامل الميكروب قد لا يكون مريضًا أو تظهر عليه أعراض المرض إلا في العصور المتأخرة التي تقدم فيها العلم والطب.

الوعي: هناك وعي جماعي دولي بدأ يتولد في الفترة الأخيرة، وهو أن ما من أزمة عالمية تحدث اليوم إلا وحلها في الإسلام. ففي الأزمة المالية العالمية التي حدثت سنة 2008م، نُقل عن باحثين مختصين غربيين أن النظام المالي الإسلامي يمنع الوقوع بمثل هذه الأزمة أصلًا وهو يملك حلًا لها، ونادى بعضهم بـ»أسلمة وول ستريت». وها هي أزمة فيروس كورونا العالمية التي جعلت المسؤولين في مختلف دول العالم، ومنها أميركا ودول أوروبا، يتخبطون في المعالجات؛ ما أدى إلى انتشار الفيروس وانتشار الموت معه؛ ما دفع بعض من ليسوا من المسلمين لأن ينتبهوا إلى تعاليم الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يؤكد حاجة العالم الماسَّة للإسلام لحل أزماته، ويلفت إلى أحقية الإسلام، وهذا يبرز في هذه الفترة من التاريخ التي يعتبر كثير من المحلِّلين الاستراتيجيين أنه زمن تغيير كوني.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *