العدد 402-403-404 -

السنة الرابعة والثلاثون – رجب – شعبان – رمضان 1441هـ – أذار – نيسان – أيار 2020م

ما لا يعذر المسلم بجهله من الإسلام

عبد الرحمن الكسواني

في ظل الواقع السيئ الذي يعيشه المسلمون اليوم، لطالما يتساءل المرء: لماذا لا يعمل بعض المسلمين لتغيير هذا الواقع الذي نحن فيه؟ وإذا ما أردنا الإجابة على هذا التساؤل فيمكن أن نوجز الجواب في أمرين اثنين، هما: أ- عدم فهم الإسلام. ب. عدم فهم الواقع الذي نعيشه اليوم.

أما بالنسبة لعدم فهم الإسلام،

 فمن البديهي أن العودة إلى الإسلام والتمسك به هو الحل لواقعنا المرير، وقد كان هذا هو المخرج من كل كبوة مرت بها الأمة الإسلامية عبر تاريخها. إلا أن ذلك بحاجة إلى تفصيل، فلا يكفي أن ندعو إلى الإسلام بشكل عام، كمن يقول للمريض بأنه سيجد علاجه بالصيدلية دون أن يعطيه اسم الدواء وطريقة استخدامه… وهذا يقودنا إلى التركيز على جوانب من الإسلام، جهلها بعض المسلمين، من شأنها دفع المسلمين لتغيير ما نحن فيه. فلقد غاب عن أذهان بعض المسلمين جوهر الإسلام وحقيقته، فأصبح الإسلام والالتزام به مقصورًا على بعض العبادات الفردية كالصلاة والصيام والصدقات وتلاوة القرآن والأذكار وطلب العلم الشرعي وغير ذلك، وأصبح من يقوم بهذه الأعمال يشعر وكأنه قد أقام الإسلام على أكمل وجه وأتمِّ شكل. وأنا هنا لا أقلِّل من شأن العبادات الفردية – حاشا لله – بل أسعى إلى أن أبيِّن أن ما هو مطلوب منا كمسلمين اليوم تجاه واقعنا المعاصر هو أكثر بكثير من العبادات الفردية، تحقيقًا لقوله تعالى (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ ) ومن جوانب الإسلام التي لا يسع المسلم جهلها:

  1. إدراك حقيقة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وحقيقة العبادة:

من المعلوم بأن المسلم لا يكون مسلمًا إلا إذا شهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. ولكن الشهادة هذه قد فرغت اليوم عن مدلولها ومقتضاها الحقيقي، فأصبحت مجرد كلمة يُتلفظ بها. بينما هي في الحقيقة ذات الكلمة الواحدة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش: «تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم». فـ(لا إله إلا الله محمد رسول الله) تعني أن لا معبود بحق إلا الله، وعبادة الله الحقة تكون بالإقرار بأنه عز وجل هو الآمر والناهي في كل صغيرة وكبيرة من العلاقات الزوجية إلى العلاقات الدولية، قال تعالى:

 ( أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ )، وقال تعالى:

 ( إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ ).

وفي ضوء هذا الفهم لحقيقة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) نفهم حقيقة العبادة في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ). وفي ضوء هذا الفهم لحقيقة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) نفهم قصة عدي ابن حاتم الطائي المعروفة عند سماعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو قول الله تعالى: (ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّه)، فقال عدي: إنهم لم يعبدوهم، فقال صلوات ربي وسلامه عليه «بل إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام، فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم» وفي ضوء هذا الفهم لحقيقة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) نفهم أن السيادة والحكم يجب أن يكونا للشرع، قال تعالى:

 (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا ٦٥ ). وفي ضوء هذا الفهم ندرك كم نحن بعيدون اليوم عن حقيقة (لا إله إلا الله محمد رسول الله). 

  1. إدراك قضية الإسلام وطبيعته:

إن القضية الأساسية لبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت إظهار الإسلام. فلما كان في مكة قال لعمه أبي طالب «يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ما تركتُه.» وحين كان في المدينة وأقام الدولة واشتبك في عدة معارك مع العدو الرئيسي حينئذ قريش، ظلت القضية الأساسية له هي إظهار الإسلام؛ ولذلك، فإنه عندما كان في طريقه إلى الحج، وقبل أن يصل إلى الحديبية بلغه أن قريشًا سمعت به وخرجت لحربه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم «فما تظن قريش؟ فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة». وبعد أن توصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصلح مع قريش؛ وكان بذلك الفتح الأكبر لأنه هيَّأ لفتح مكة وجعل العرب يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويدخلون في دين الله أفواجًا، حينئذ صارت القضية الأساسية للرسول صلى الله عليه وسلم ليس إظهار الإسلام في جزيرة العرب فحسب بل إظهاره على الدين كله في غزوه دول أصحاب الأديان الأخرى، كالروم وفارس، وفي ذلك نزلت عليه سورة الفتح ونزل فيها قول الله تعالى: ( هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ٣٣ ).

فقضية الإسلام غير مقصورة على التزام المسلم بالعبادات الفردية أو دعوة الأفراد بالالتزام بالعبادات الفردية، بل قضية الإسلام أن يعيش المسلم حياة إسلامية تحت ظل سلطان الإسلام، وأن يقود بعد ذلك العالم كله بالإٍسلام، حتى يصل إلى تحقيق قوله تعالى ( لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ )، وهذا لا يكون إلا بإيجاد دولة للإسلام، ولهذا لم يكتفِ صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام بالعبادات الفردية، بل عملوا أيضًا على إقامة دولة للمسلمين، لقوا في سبيلها ما لقوا من عداء وتعذيب،.فالحق بحاجة إلى قوة، ومن يهتم بالإسلام ولا يهتم بالدولة كمن يلبس أغلى الساعات دون أن يحترم الوقت.

وهذا يذكرني بقصة المندوب البريطاني عند أول دخول له للعراق حين سمع صوت الأذان، فخاف وسأل إن كان هذا الصوت له علاقة بوجوده كمستعمر، فقيل له: لا. فأمر المندوب البريطاني أن يعطى المؤذن مكبرًا للصوت. والشاهد من هذه القصة أن مشكلة أعداء الإسلام الحقيقية، قديمًا وحديثًا، هي مع الجانب السياسي في الإسلام. فلو كان الإسلام مجرد عبادات فردية، لما تعرضت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، ولما ألحقت بهم الأذى، ولتركتهم كما تركت ورقة بن نوفل أو غيره ممن كانوا على غير دين قريش ولم يعملوا على تغيير الواقع السياسي لمكة. فكما جاء في كتب السير، أن كفار قريش في بداية دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يكتفون بالاستهزاء به صلى الله عليه وسلم بقولهم «هذا غلام ابن عبد المطلب الذي يكلم من السماء»، ولكن لما استتبع إعلان الدعوة عيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم (أي عقولهم) ناصبوه العداء.

  1. إدراك أن الإسلام كل لا يتجزأ:

إن دين الإسلام الذي آمنا به لهو الدين الحق الذي ارتضاه الله سبحانه لعباده، قال تعالى: (إِنَّ ٱلدِّينَ
عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ )، وقال سبحانه: (وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ ). وقد نهانا الله سبحانه عن اتباع الهوى، حيث قال تعالى: (أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ )، وأكد على ذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به». وبين الله سبحانه أن عقاب الإعراض عن الإسلام هو غضب الله وسخطه، كل بحسب إعراضه؛ حيث قال في محكم التنزيل: (وَمَنۡ أَعۡرَضَ
عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤ ). وقد بين الله سبحانه بأن دين الإسلام دين لا نقص فيه، فلا يتغير ولا يتبدل بتغير الزمان والمكان، قال تعالى: (ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ )،

وقال تعالى: (تِبۡيَٰنٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ )، وقال تعالى: (وَتَفۡصِيلَ كُلِّ شَيۡء). ولقد أمر الله عز وجل المؤمنين بالالتزام بالإسلام ككل، حيث قال تعالى: ( ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ ) وقوله تعالى: (قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ). وقد نهى عز وجل من أخذ الإسلام مجزءًا، كأن نأخذ منه ما نطيق ونترك ما لا نطيق، حيث قال تعالى: (أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ)

وقال تعالى: (ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلۡقُرۡءَانَ عِضِينَ).

ويتضح معنى أن الإسلام كل لا يتجزأ في قوله تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ١٠ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١١ )، وقوله تعالى: ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ٣٨ إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَيَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيۡ‍ٔٗاۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ٣٩ )، حيث أقرَّ سبحانه وتعالى الجهاد للمخاطبين بالإيمان إلا أن ذلك وحده لم يعصمهم من الإثم أو العذاب إذا تركوا ما أوجب الله عليهم.

ويتضح أيضًا معنى أن الإسلام كل لا يتجزأ في قصة بشير الذي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبايعه على الإسلام فاشترط علي: «تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وتصلي الخمس، وتصوم رمضان، وتؤدي الزكاة، وتحج البيت، وتجاهد في سبيل الله». قال: قلت: يا رسول الله، أما اثنتان فلا أطيقهما، أما الزكاة فما لي إلا عشر ذود – أي: عشر رؤوس من الإبل – هنَّ رسلُ أهلي وحمولتهم، وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولّى – أي هرب من المعركة – فقد باء بغضب من الله، فأخاف إذا حضرني قتال كرهت الموت وخشعت نفسي… قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها ثم قال «لا صدقة ولا جهاد، فبمَ تدخل الجنة؟».

فالمسلم لا يفرق بين أحكام الصلاة والصيام والزكاة والحج وبين أحكام الحكم والاقتصاد وغيرها. فالذي أمر بــ( قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا ) أمر بــ(قُمۡ فَأَنذِرۡ )، والذي أمر

 بــ(وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ ) أمر بــ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا )، والذي نهانا عن الزنا لقوله تعالى: (وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ ) نهانا عن حكم الجاهلية لقوله تعالى: (أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ يَبۡغُونَۚ)… وهكذا.

  1. المسلم بطبيعته حامل دعوة ومسؤول عن الإسلام:

المسلم بطبيعته حامل دعوة ومسؤول عن الإسلام، فهذه وظيفته، وهي ليست مؤقتة بوقت أو محددة بزمان أو مكان. قال تعالى مخاطبًا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (قُمۡ فَأَنذِرۡ) ومعلوم أن خطاب الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم خطاب لأمته مالم يرد دليل بالتخصيص. وقد جسَّد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مفهوم حمل الدعوة وتحمُّل مسؤوليتها، فعلى سبيل المثال لا الحصر، ها هو ربعي بن عامر رضي الله عنه يقول لملك الفرس «لقد أخرجنا الله – ولم يقل أخرج محمدًا صلى الله عليه وسلم – لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة». وقد ساق الله سبحانه وتعالى لنا قصصًا في القرآن الكريم مبينًا أن المسلم بطبيعته حامل دعوة ومسؤول عن الإسلام. فمؤمن آل فرعون لم يقل: وماذا سأضيف على بيان موسى وهارون عليهما السلام، بل حمل الدعوة وتحمل المسؤولية وخرج يقول ( يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا مَتَٰعٞ وَإِنَّ ٱلۡأٓخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ )

و(وَيَٰقَوۡمِ مَا لِيٓ أَدۡعُوكُمۡ إِلَى ٱلنَّجَوٰةِ وَتَدۡعُونَنِيٓ إِلَى ٱلنَّارِ) وحبيب النجار الذي ذكرت قصته في سورة يس، لم يقل: ماذا عساي أن أضيف وقد أرسل في قريتي ثلاثة رسل، بل قام بحمل الدعوة إلى قومه وتحمل المسؤولية وأمرهم باتِّباع المرسلين، قال تعالى (قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ). وحتى هدهد سليمان وجد قومًا يسجدون للشمس من دون الله، فحرَّك لذلك سليمان وكان سببًا في إسلام ملكة سبأ، فهل عجزنا أن نكون كهدهد سليمان!

  1. مكانة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر (ومنه محاسبة الحكام):

أمرنا الله سبحانه أن نكون آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر في كل وقت وحين، قال تعالى: (وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ )

وقال تعالى:(ٱلتَّٰٓئِبُونَ ٱلۡعَٰبِدُونَ ٱلۡحَٰمِدُونَ ٱلسَّٰٓئِحُونَ ٱلرَّٰكِعُونَ ٱلسَّٰجِدُونَ ٱلۡأٓمِرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِۗ) وقال تعالى: (كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ) وقال تعالى: (وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ) وقال تعالى: ( يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ١٧ ) .

وقد أمرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث قال «والذي نفسي بيده، لتأمرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر أو ليوشكَنَّ الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم» وقوله صلى الله عليه وسلم: «لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ، وَلَيَأْطِرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا» وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقَوا من الماء مرُّوا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا، ولم نؤذِ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجَوا، ونجَوا جميعًا».

وعن أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ابن العربي: «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل في الدين، وعمدة من عمد المسلمين وخلافة رب العالمين، والمقصود الأكبر من فائدة بعث النبيين، فالحسبة هي أحد مقاصد الأنبياء عليهم السلام، وبها يصلح للناس دينهم ودنياهم». ويزيد الإمام الغزالي هذا المعنى إيضاحًا فيقول: «إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين، وهو المهم الذي ابتعث الله به النبيين أجمعين، ولو طُوي بساطه وأُهمل عمله وعلمه لتعطلت النبوة، واضمحلت الديانة، وعمَّت الفترة، وفشت الضلالة وشاعت الجهالة، وانتشر الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد..». وفي قول الله تعالى: (مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ ١١٣ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ١١٤ ) قال الغزالي: «فلم يشهد لهم بالصلاح بمجرد الإيمان بالله واليوم الآخر حتى أضاف إليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». وقد سئل الإمام أحمد: أيها أحب إليك، رجل يصوم ويصلي ويعتكف، أم رجل يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف، إنما هو لنفسه، أما إذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، وهذا أفضل.

وإن لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضريبة وأي ضريبة، منها:

  • لعنة الله، والعياذ بالله، قال تعالى:

 (لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ ٧٨ كَانُواْ لَا يَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرٖ فَعَلُوهُۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ ).

  • الهلاك والفتنة:

يقول الله تعالى: ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ). لم يقل جل شأنه: «وأهلها صالحون»، فما فائدة كثرة الصالحين بدون إصلاح. ويؤكد ذلك جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم على سؤال زَينَب بنت جَحشٍ له حين قالت: يا رسولَ اللهِ، أفنَهلِك وفينا الصالحونَ؟ قال: «نعمْ، إذا كثُر الخبَثُ». ويقول الله تعالى: ( وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ) فقد تعمُّ الفتنة على الظالمين لظلمهم وعلى غير الظالمين لسكوتهم على الظلم وعدم أمرهم للظالم بالمعروف ونهيهم له عن المنكر. ويؤكد ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ النَّاسَ إذا رأَوا الظَّالمَ فلم يأخُذوا علَى يديهِ أوشَكَ أن يعُمَّهُمُ اللَّهُ بعقابِهِ».

  • الحساب يوم القيامة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحقرن أحدكم نفسه، يرى أن عليه مقالًا ثم لا يقول فيه، فيقول الله جل وعلا يوم القيامة: ما منعك أن تقول فيَّ كذا وكذا؟ فيقول: خشية الناس، فيقول فإياي كنتَ أحق أن تخشى». وعليه، فيجب أمر حكام اليوم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ومحاسبتهم والتغيير عليهم، وإلا نالنا ما بيناه أعلاه. إلا أنه قد خرج علينا أناس يقولون بعدم جواز محاسبة حكام اليوم (أولي الأمر) مستدلين بقول الله تبارك وتعالى: ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ ) ويا ليتهم فهموا هذا الجزء من الآية، ويا ليتهم أكملوا الآية حتى نهايتها. فطاعة ولي الأمر، كما بينت هذه الآية، ليست لذاته، بل مقرونة بطاعته لله ولرسوله، فطاعة ولي الأمر واجبة إن كان يطبق الإسلام، وإلا فلا طاعة له، ويجب العمل على تغييره عملًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان». ولو أكملوا الآية لتبين لهم أن محاسبة ولاة الأمر وارد بنص هذه الآية، قال تعالى (فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ ) وحل النزاع بنص الآية يكون بالعودة إلى الكتاب والسنة. وعليه، فلا يوجد طاعة عمياء لأي حاكم، وقد بيَّن ذلك سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وهو من هو، عندما تولى الخلافة قائلًا: «أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم، فإن عصيتُ الله فلا طاعة لي عليكم».

وأما بالنسبة لعدم إدراك واقع المسلمين اليوم

 فلأول مرة في تاريخ المسلمين يتمكن عدونا الكافر المستعمر من التحكم بالأمة الإسلامية بأكملها من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، لا وبل تحكم بجميع مقومات أمتنا السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والإعلامية… وإليك بيان ذلك:

فسياسيًا، كان المسلمون يعيشون في ظل الخلافة منذ أن تولى أبو بكر الصديق الخلافة وحتى ألغى الكافر المستعمر الخلافة الإسلامية عام 1924م، وهذا حدث مفصلي في واقع أمتنا اليوم ويجب ألا يغيب عن ذهن المسلم، بل يجب أن يبحث المسلم في أسباب سقوطها وكيفية إقامتها من جديد. فبزوال الخلافة ألغى عدونا الكافر المستعمر سيادة الشرع وأصبحت السيادة لنظام فصل الدين عن الدولة، أي للنظام العلماني الديمقراطي، وأصبحت السيادة للدساتير وللأنظمة وللقوانين الوضعية التي وضعها الكافر المستعمر. وبزوال الخلافة اغتصب عدونا الكافر المستعمر سلطان الأمة فأصبح هو من يعين حكام بلادنا نواطير له، يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه، تمامًا كما عَيّن حامد كرازي في أفغانستان، بعد أن كان خليفة المسلمين يخاطب ملوك الكفار بــ «من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون أن تسمعه، والسلام». وبزوال الخلافة سام حكام بلادنا الطواغيت شعوبهم سوء العذاب، وانطبق عليهم ما قاله الله سبحانه في عاد قوم هود: (وَإِذَا بَطَشۡتُم بَطَشۡتُمۡ جَبَّارِينَ) فاستباحوا البلاد والعباد والمال والعِرض بعد أن كان خليفة المسلمين وولاته يسهرون لخدمة رعاياهم، لا بل ويمهدون الطريق للماشية، وبعد أن كان خليفة المسلمين وولاته يلبُّون نداءات المستضعفين، «وا معتصماه» مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والإمام راع وهو مسؤول عن رعيته» وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به». وبزوال الخلافة قسم عدونا الكافر المستعمر الأمة الإسلامية إلى كيانات عديدة ضعيفة هزيلة، بعد أن كنا أمة واحدة من دون الناس معتصمين بحبل الله جميعًا، حربنا واحدة وسلمنا واحدة.

أما عسكريًا، فقد احتل الكافر المستعمر وما زال يحتل عسكريًا أراضيَ كثيرة من بلاد المسلمين كفلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها. أما باقي بلاد المسلمين فلا تخلو من قاعدة من قواعد عدونا الكافر المستعمر. وأما جيوشنا، فأصبحت تشتري سلاحها من عدوها الكافر المستعمر، وأصبح عدوها هو من يدربها ويرسم لها الخطط العسكرية.

أما اقتصاديًا، فقد استبدل عدونا الكافر المستعمر النظام الاقتصادي الرأسمالي بالنظام الاقتصادي في الإسلام، ففشا الربا والفقر رغم ما حبانا الله به من خيرات، وأصبح اقتصادنا مربوطًا باقتصاد الكافر المستعمر وعملته، وأصبحت بلادنا أسواقًا لمنتجاته، وأصبحت خيراتنا نهبًا له ولمؤسساته – كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي – ولنواطيره من حكام في بلادنا، بعد أن كان المسلمون في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، الذي حكم لعامين فقط، لا يجدون فقيرًا يأخذ زكاة المال.

أما اجتماعيًا، فقد تأثرنا بوجهة نظر عدونا الكافر المستعمر تجاه المرأة، فأصبح لا ضير في أن تسير المرأة في الشوارع كاسية عارية أو أن تستخدم للدعاية والتسويق، بعد أن كانت المرأة في ظل الخلافة عرضًا يجب أن يصان.

أما تعليميًا، فقد قام عدونا الكافر المستعمر بتغيير مناهج تعليمنا، وحذف ما تبقى من ذكر للجهاد حتى تخرَّج منا جيل لا يعلم شيئًا عن خالد وعمر وصلاح الدين ومحمد الفاتح رضي الله عنهم أجمعين، بعد أن كنا نخرِّج الشافعي والبصري ومسلم والبخاري والخوارزمي والعز ابن عبد السلام وغيرهم كثير.

أما ثقافيًا، فقد غزانا عدونا الكافر المستعمر فكريًا فأوجد فينا الوطنية والقومية والحرية والنفعية… حتى انطبق علينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبى لِلْغُرَبَاءِ» فأصبح الفكر الإسلامي غريبًا بين أهله، لا وبل ينعت أحيانًا بالإسلام المتطرف أو الإرهابي.

أما إعلاميًا، فقد أصبح إعلامنا يبث سموم الكافر المستعمر بجميع أنواعها داخل منازلنا وغرف نومنا.

نعم، هكذا كنا وهكذا صرنا. ولمثل هذا، وغيره كثير، يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان. فلم يسبق لنا أبدًا أن وصلنا إلى هذا الحضيض الذي يمكن أن نختصره بالقول بأننا أصبحنا «عبيدًا» لعدونا الكافر المستعمر بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

وبعد هذا البيان لجوانب من الإسلام وجوانب من واقعنا المعاصر لا يسع المسلم جهلها، يجب أن يُحس َّكل مسلم بهاتف يهتف بين جنبيه يذكره بما يطالبه به الإسلام تجاه هذا الواقع، وهو العمل للتغيير، فهذا فريضة الساعة ومشروع العمر. ففي زمن صلاح الدين كانت فريضة الساعة ومشروع العمر الجهاد لطرد الصليبيين، وفي زمن ابن تيمية كانت فريضة الساعة ومشروع العمر الجهاد لطرد المغول، وفي زمن أحمد بن حنبل كانت فريضة الساعة ومشروع العمر مواجهة فكرة خلق القرآن، وهكذا. أما اليوم، ففريضة الساعة ومشروع العمر هو استئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة الخلافة الإسلامية. وقد تعلمنا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرام أن ينخرط المسلم في فريضة الساعة فورًا دون تأخير أو تأجيل. وقصة عمرو بن ثابت خير مثال على ذلك، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه من أهل الجنة، رغم أنه لم يسجد لله سجدة ولم يركع لله ركعة، حيث أسلم قبيل غزوة أحد، فانخرط فورًا في فريضة الساعة، فقاتل حتى استشهد. فعلى كل مسلم أن يلتحق بركب حزب التحرير الذي نذر نفسه لفريضة الساعة، وأن يسدِّد كل ضرباته بالاتجاه الصحيح كما يسدد لاعبو فريق كرة القدم الضربات المتتالية تجاه المرمى بتنسيق حتى يحرزوا النصر بإذن الله.   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *