العدد 402-403-404 -

السنة الرابعة والثلاثون – رجب – شعبان – رمضان 1441هـ – أذار – نيسان – أيار 2020م

الأمة قريبة من حسم الصراع مع الغرب

حسن عبد المعطي

بعد قضاء المسلمين على دولة فارس، أدركت أوروبا النصرانية أن الإسلام يشكل تهديدًا حقيقيًا لوجودها، وأن الصراع معه سيكون صراعًا حتميًا ومستمرًا، ففي أقل من ثمانين عامًا أنار فجر الإسلام طرفي أوروبا الشرقي والجنوبي. ووجدت النصرانية نفسها محاصرة في أقصى الشمال الأوروبي المظلم معزولة عن العالم، تتوعد ظلمتَها فتوحاتُ المسلمين المشرقة التي أنارت الأندلس ومصر والشام وشمال أفريقيا.

واستمرت صورة الفتح الإسلامي الخاطف تخلع قلوب الغرب وتقض مضاجعهم، حتى جاءت الحروب الصليبية التي شنَّها الغرب على بلاد المسلمين؛ فتنفس الصليبيون الصعداء، وظنوا أن الفرصة مواتية للقضاء على الإسلام والمسلمين، وبرغم نجاحهم في احتلال جزء من بلاد الإسلام لأكثر من قرن ونصف إلا أنهم فشلوا فشلًا ذريعًا في تحطيم إرادة الأمة وعزتها؛ فاستطاع المسلمون أن يُلملموا شعثَ تفرقهم وتشرذمهم على يد صلاح الدين رحمه الله، ويلحقوا بالصليبيين شر هزيمة.

ثم استعادت صورة الفتح الإسلامي بريقها وقوتها، حين كانت الصدمة المدوية التي عصفت بالغرب إثر فتح القسطنطينية عاصمة النصرانية آنذاك. ويعتبر فتح القسطنطينية من أهم أحداث التاريخ العالمي، وخصوصًا تاريخ أوروبا وعلاقتها بالإسلام حتى عده المؤرخون الأوروبيون ومن تابعهم نهاية العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة. وقد انخلعت قلوب الصليبيين بنبأ هذا الفتح، وانتاب الغرب شعور بالفزع والألم والخزي، وتجسد لهم خطر جيوش الإسلام القادمة من اسطنبول؛ فالقسطنطينية كانت تشكل لديهم قاعدة متقدمة في الانطلاق نحو غزو المسلمين، ومنطلقًا لغزواتهم الصليبية للأمة الإسلامية، فإذا بها تسقط في يد دولة فتية هي الدولة العثمانية التي تعلي من شأن الجهاد والقتال في سبيل نشر الدين الإسلامي، والتي لن تتوقف حتى تقضم دول أوروبا الصليبية دولة وراء دولة. ازدادت قوة الدولة العثمانية ولمــَّت شعث الأقاليم الإسلامية الممتدة على طول بلاد المسلمين شرقًا وغربًا تحت لواء الخلافة الإسلامية، وهي تهدد أوروبا تارة، وتُطفئُ نار الصفوية تارة، وتصد هجمات روسيا القيصرية تارة أخرى.

حينها تيقَّن الأوروبيون أنه لا مجال لحسم الصراع عسكريًا مع المسلمين مهما كان حال قوتهم، كون الإسلام بدافعه الذاتي محركًا ومحرضًا للشعوب المؤمنة كي ترتقي سلم النهضة والقيادة والريادة العالمية. وتركزت في أذهان مفكريهم أن الهزيمة العسكرية للمسلمين إن حصلت فهي ممكنة ومؤقتة، ولكن حسم الصراع لن يكون إلا بالحرب الفكرية المركزة؛ لأن المسلمين لم ينهزموا فكريًا أبدًا أمام الصليبين.

وهذا قد جعل أوروبا تفكر جديًا في حرب صليبية أفظع وأعمق من سابقاتها، فنحَّت الغزو العسكري جانبًا إلى أن يحين وقته، وشنَّت حربًا فكرية وغزوًا ثقافيًا، وكان طلائعها المستشرقون والمبشرون ثم لحق بهم رعايا الدولة من النصارى واليهود والمشركين، ومن ثم انضمَّ إليهم طائفة من المضبوعين من أبناء المسلمين، وكان هدفهم جميعًا منصبًا على إزالة حكم الإسلام من الوجود أولًا ثم ضمان عدم عودة الإسلام إلى معترك الحياة نهائيًا، فكانت حربًا شرسة قاموا خلالها بتشويه أحكام الإسلام وحرف أفكاره في عقول المسلمين، وبدأت الدعوات المنحرفة الهدَّامة التي تحارب الإسلام بكل قوة ومن وراء حجاب، فتم رفع لواء القومية وتستَّروا به كي يستطيعوا حشد أبناء الأمة معهم ممن (أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا).

وهكذا تسلل إلى مواقع القرار في الدولة الإسلامية حفنة من القوميين الترك الحاقدين العملاء الذين ورَّطوا الدولة في الحرب العالمية الأولى، وفي الوقت نفسه تحرك القوميون العرب الخونة بقيادة الشريف حسين لطعن الدولة الإسلامية في صميم فؤادها، ثم كان ما تعلمون من زوال حكم الإسلام، وتمزيق بلاد المسلمين، وسيطرة أنظمة الكفر وأفكاره على الدولة والمجتمع، وفرض فصل الدين عن الحياة. وتشتت تركيز الأمة بين حرب الكافر المستعمر عسكريًا والتصدي لأفكاره وأنظمته السياسية، فكان شوطًا أخَّر من معاناة أكثر إيلامًا ونزيفًا، وبعد أن أحتل الكافر المستعمر بلادنا لعقود طويلة لم يخرج منها بجيوشه إلا بعد أن اطمأن إلى تثبيت عملائه في السلطة وأنظمته وأفكاره في الدولة والمجتمع.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة وُجد من أبناء الأمة وعلمائها ثلة واعية حملت الدعوة إلى الإسلام، وعملت في الأمة ومعها لإعادتها لسابق عهدها خير أمة أخرجت للناس بإقامة الخلافة الثانية على منهاج النبوة، ومع ارتفاع الوعي الإسلامي في الأمة شعر المستعمرون أن المعركة لم تحسم بعد بزوال حكم الإسلام، فما زال الإسلام في نفوس المسلمين قويًا وعصيًا على الكسر، وما زالت المحاولات الجادة لإنهاض الأمة الإسلامية قائمة على قدم وساق يقوم عليها ويقودها حزب التحرير، فتجد شبابه في كل ميدان يعيدون الأمل بحكم الإسلام والثقة بأحكامه وأفكاره، وبهدم صروح العلمانية، ويكشفون مؤتمرات المستعمرين الأعداء.

فارتفع الوعي في الأمة وازادت حرارة الإيمان وصارت لا تطيق أجواء الظلم والفساد التي تخيم على بلاد المسلمين، فتحركت الأمة ضد العملاء والخونة الذين نصبهم الغرب الكافر على رقاب المسلمين، وجاءت الثورات متتابعة وخاطفة وهددت عروش الأنظمة العاتية، واستطاعت أن تسقط بعضًا من هؤلاء العملاء، ففزع الغرب من جديد لعملائه ولفكره، ودق ناقوس الخطر، ولمعت بين عينيه فاجعته يوم فتح القسطنطينية، فجمع كيده ثم أتى يدَّعي مناصرة الديمقراطية ومحاربة الإرهاب، ويعمل على تثبيت الأنظمة ودعم الثورات المضادة، وهكذا أعلن الغرب الكافر حربًا جديدة على الإسلام والمسلمين يريد القضاء على أي حَراك جاد يهدف إلى إسقاط تلك الأنظمة العميلة في بلاد المسلمين.

ومع كل ذلك البطش والجبروت والدماء والأشلاء التي أعقبت الثورات، إلا أن الأمة لم تتراجع ولازالت تنشد إسقاط الأنظمة والتغيير. ومن هنا نستطيع القول إن هذه الأمة عصية على الكسر برغم الخطط التي وضعها الكافر المستعمر ليلفتها عن دينها وعقيدتها، وبرغم أن حجم المؤامرة كان كبيرًا وكبيرًا جدًا، وبرغم أن التضليل كان متقنًا لدرجة كبيرة.

إن الصراع مع الغرب صراع وجودي، وهو مستمر ولن يتوقف يومًا واحدًا، ولن تنتهي معاناة أمتنا إلا إذا أدركت بما تملكه من إيمان ووعي من هم قادتها الحقيقيون من أبنائها المخلصين الذين يصلون ليلهم بنهارهم لإعادة السلطان للأمة وجعل السيادة للشريعة، فيسعد الناس بحكم الإسلام وعدل الإسلام، وما هي إلا مسألة وقت ليُمكَّن للأمة، بعون الله، من جديد في دولة مهيبة عظيمة تعيد سيرة الأولين من الصحب الكرام والمجاهدين العظام. ومع إحساسنا بألم المرحلة وصعوبة الواقع إلا أننا نتلمس اقتراب الأمة من حسم الصراع مع الغرب، ونتيقن بأنها قادرة على حسمه لصالحها بإذن الله تعالى من خلال النقاط التالية:

1-الأمة اليوم أكثر وعيًا على إسلامها:

إن الأمة الإسلامية لم ترتدَّ يومًا عن دينها ولم تتنكر يومًا لهويتها الاسلامية، وإنما كانت تتمسك بفهم مغلوط لبعض المسائل المصيرية؛ فتاهت بفترة عصيبة من الانحطاط برز فيها صوت كل ناعق وكل متشدق يقدم لها أفكارًا ونظريات تخالف وبشكل واضح لا لبس فيه ما تحمله الأمة من عقائد وأفكار، وكل ذلك بدعم وإسناد من المستعمر الغاشم مباشرة أو من وراء حجاب. فقُدِم الطهطاوي والأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وممن هم على شاكلتهم كرواد للإصلاح والتغيير. وهو يريد أن يعيد الكرَّة اليوم من خلال وجوه كالحة جديدة؛ فنرى المسلمين يعودون إلى دينهم يتمسكون به، ويعضُّون عليه بالنواجذ مفتخرين بدينهم الحق، مدركين لواقع هؤلاء المتفيقهين الذين استعملهم الغرب الكافر لضرب الفكر الإسلامي الصحيح، لافظين أصحاب الأفكار العلمانية العفنة لفظ النواة، وقد أصبح أصحاب هذه الأفكار ضيوفًا غير مرحب بهم في الندوات وبرامج الإذاعة والتلفاز، وكثير منهم قد غير جلده مسايرةً للواقع الجديد الذي بدأ يفرض نفسه بقوة، فحاولوا أن يقدموا أنفسهم تحت مسمى «مفكرين إسلاميين»،  ذلك أن الإسلام هو الذي تتحرك له القلوب والمشاعر، والعالم اليوم «لم يبق فيه بيت إلا وفيه ذكر الإسلام».

2- الأمة اليوم تريد الحكم بالإسلام:

إن الأمة الإسلامية لم تؤيد يومًا حاكمًا أو نظامًا يحكم بغير ما أنزل الله، ولم تتنكر يومًا للعاملين لعودة الإسلام لواقع الحياة، وإنما غُلبت على أمرها وحكمت بالحديد والنار، فعانت الأمرَّين واكتوت بنارين، نار بعدها عن شريعة ربها، ونار ظلم وظلام الأنظمة التي حكمت بها؛ فكانت فترة عصيبة من الاستبداد والفساد، ثارت الأمة ضدها وهي تحمل الشوق لعودة الإسلام إلى حياتها، فنادت في ساحات الشام «الشعب يريد إسقاط النظام» «إسلامية إسلامية ثورتنا اسلامية» «قائدنا للأبد سيدنا محمد» «الشعب يريد خلافة من جديد» ولقد رأينا كيف خرج الناس بالملايين في مصر في الجمعة التي أطلق عليها جمعة الشريعة يوم 29/7/2012م، والتي طالبت بتطبيق الشريعة، كما خرج الناس في تونس يوم 16/3/2012م فيما سمي جمعة نصرة الشريعة. وإن الأمة اليوم وفي كل يوم تستعيد عزتها وكرامتها ورفضها للعملاء وأسيادهم المستعمرين، مهما كلفها ذلك من تضحيات، فهي أمة الجهاد والتضحية والشهادة، ويزداد إصرارها على التغيير مع ازدياد تضحياتها في سبيل إسقاط تلك الأنظمة الحاكمة العميلة، وستكون تضحياتها أعظم عندما يتعلق الأمر بالبديل الحقيقي لتلك الأنظمة الظالمة، ألا وهي الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

3- الأمة اليوم تعرف من هو عدوها:

لقد كان المضبوعون بالغرب من أبناء الأمة ينظرون للغرب نظرة إكبار واحترام، ويسوِّقون للناس أنه المثل الذي يجب أن تحذوه الأمة حتى تنهض وتلحق بركب الحضارة، وقد ساعدهم المستعمر على تبوُّء المناصب التعليمية والمنابر الإعلامية والنوادي الثقافية، ليسوِّقوا ثقافته العلمانية ويشوِّهو ثقافة الإسلام، ولم تكن الأمة وقتها مدركة أنها مخدوعة ببعض من هؤلاء المضبوعين، ومسحورة ببريق حضارة زائفة تخفي توحشها وجاهليتها وفساد معالجاتها وتحوي في ثناياها بذور اضمحلالها وفنائها. أما اليوم فقد ازداد وعي المسلمين على حضارتهم ودينهم، وازداد رفضهم لما سواه، وأدركوا أن الغرب هو عدوهم الحقيقي، وأدركوا مدى كذبه ودجله وفساده الخلقي. نعم لقد أدركت الأمة عدوها عندما رأت تكالب دول الكفر قاطبة على نهب خيراتها وثرواتها، وعلى قتل وتشريد أبنائها، وعلى احتلال أراضيها في العراق وأفغانستان، أدركت الأمة عدوها وأدركت كذبه ومخادعته بالحرية والديمقراطية عندما وقف بكل صفاقة مع الحكام العملاء المستبدين الذين أذاقوا الناس لباس الخوف والجوع خدمة لأسيادهم الكفار؛ ولذلك فإن الأمة اليوم تختلف اختلافًا جذريًا عما كانت عليه منذ أكثر من ستين عامًا. كما أن الأمة غير غافلة عما تدبره أميركا في بلادنا، وهي مرفوضة تمامًا عند غالبية الأمة لأنها العدو. فالأمة اليوم تعرف أن أميركا لم تكن ولن تكون في يوم من الأيام إلا عدوة لها، وهي تقود باقي دول العالم وتتشارك معهم في حربهم على الإسلام والمسلمين من تيمور الشرقية إلى بورما إلى تركستان الشرقية إلى غيرها من بلاد المسلمين. وبتحديد الأمة لعدوها الحقيقي وأنه هو من يسند ويساعد الأدوات المحلية من كيان يهود إلى كيانات الأنظمة المجرمة سوف تكون أكثر حذرًا من مكره وفخاخه، وأسرع استجابة لمن يحذرها من مؤامرته.

4- الأمة اليوم تريد الوحدة، وترفض الفرقة والتشرذم:

لقد حاول شياطين الإنس من حكام هذه الأمة أن يصرفوا الأمة عن التطلع للوحدة على أساس الإسلام، ولم يكن أمامهم سوى رفع شعارات الوطنية والقومية المنحطة. وعلى مدار ما يقارب التسعين عامًا لم تستطع هذه الشعارات أن تصرف الأمة عن إدراكها أنها أمة واحدة فرَّقت بينها اتفاقية سايكس بيكو اللعينة، وظلت شعارات «مصر للمصريين» و»الأردن أولًا» وأمثالها مجرد شعارات فارغة. ولو لم تكن الأمة مكبلة من قبل حكامها لتحركت منذ زمن بعيد لإزالة هذه الحدود المصطنعة التي تفصل بين شعوبها. وهي تنتظر اليوم الذي يتقدم المخلصون فيه لإعادة وحدتها في دولة الخلافة، وما الحديث عن مشاريع تقسيم المقسَّم من بلاد المسلمين إلا محاولة يائسة من الكفار لضرب مشاعر الوحدة في نفوس المسلمين .

5- الأمة اليوم أسقطت الخوف من حساباتها فهي لا تخشى أعداءها:

إن تحرك الأمة اليوم ضد أعتى الأنظمة الإجرامية في العالم ليدل على أنها نزعت برقع الخوف، ودخلت المواجهة المفتوحة مع أعدائها، وهي واعية على ما تدبره أميركا وأشياعها من حروب ومؤامرات ومصائب، ومع ذلك فإنها لا تتردد في المواجهة والمنازلة كلما سنحت فرصة لذلك. وعندما تقوم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة قريبًا إن شاء الله، سوف تقود الأمة عقليات سياسية وعسكرية ورعوية مبدعة تحمل قضية الإسلام، وتأخذ الحلول والمعالجات من أحكام الإسلام فقط لا غير، وتعتمد على قوى وطاقات ومقدرات الأمة الإسلامية فقط لا غير. وعندها تقود المعركة ضد أعدائها متوكلة على الله الذي بيده مفاتيح النصر، وستدرك أميركا وأقرانها وأشياعها أن كل ما ذاقته خلال السنوات السابقة في صراعها مع الأمة لم يكن سوى نزهة لطيفة مقارنة بمعركتها حينئذ. فيومها سيكون الصراع مع دولة بحجم دولة الخلافة، وليس مع أفراد أو جماعات في الأمة؛ ولذا فسوف تفكر أميركا ألف مرة قبل أن تخوض صراعًا مع دولة الخلافة.

6- الأمة اليوم فيها حزب عريق يغذُّ السير نحو إقامة الخلافة الإسلامية:

لقد منَّ الله على هذه الأمة بنعمة الإسلام (ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ) وقد بزغ نور الدعوة للإسلام من  جنبات المسجد الأقصى المبارك على يد القاضي المجتهد المجدد تقي الدين النبهاني رحمه الله، وثلة من العلماء الأجلاء المفكرين السياسيين العظماء، وقد نما الخير وتكاثر سواده وأنصاره بعزم العاملين، وصدق الحاملين، وتضحيات المخلصين. وإن قوة الفكرة وسداد الطريقة ووضوح الهدف والثبات على المبدأ وغير ذلك مما يحمله حزب التحرير للأمة يجعله أقرب إلى تحقيق الهدف الذي يسعى إليه الحزب من خلال الأمة ومعها، والله نسأل أن يجعل ذلك اليوم قريبًا، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.

وفي الختام، فإننا نلمس قرب الأمة من وعد ربها يوم تحسم الصراع مع الغرب لصالحها بعودة الإسلام إلى واقع الحياة، ونلمس بأنها تترقب قيام دولة الخلافة، وتتشوق لأن تترعرع في ظلال دوحتها ورعاية وعدل خليفتها. واللهَ نسأل أن يجعل ذلك اليوم قريبًا، وما ذلك على الله بعزيز.   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *