«الحرب على الإرهاب» شماعة أمريكية لفرض الهيمنة وتحقيق المصالح
2014/04/29م
المقالات
1,908 زيارة
«الحرب على الإرهاب» شماعة أمريكية لفرض الهيمنة وتحقيق المصالح
لقد اختارت أميركا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي سنة 1990م الإسلام عدواً بديلاً عن الشيوعية لأنهم يتحسسون حقيقة قوة الإسلام كحضارة بديلة واخترعوا فكرة الحرب على الإرهاب كأسلوب لمحاربة الإسلام أينما شكل خطراً عليهم، فهم استعملوها في أفغانستان وفي العراق ويستعملونها في سوريا اليوم وسائر بلاد المسلمين.
وفي هذا السياق قال الخبير الأمني المصري، اللواء مختار قنديل في تصريح لـصحيفة «اليوم السابع»: «إن أميركا حاولت في أعقاب تفجيرات 11 سبتمبر تحويل بوصلة الإرهاب إلى الشرق من أجل تدمير الدول العربية والإسلامية».
في السياق ذاته نشرت مجموعة من التقارير والدراسات في السنوات الأخيرة تؤكد ما ذهب إليه اللواء قنديل، حيث شبه خبير القانون الدولي والنائب في البرلمان الألماني د.تود نهوفر الظلم الذي يتعرض له المسلمون بمثابة «جهاز إنعاش» مطلوب لبعث الإرهاب الدولي.
وكان اللواء د.مهند العزاوي رئيس مركز صقر للدراسات قد أكد خلال ورقة ألقاها في ندوة أقامها مركز الدراسات العربي الأوروبي -مقره باريس- حول أحداث سبتمبر 2001م بعد مرور 10 سنوات عليها، إن الحرب على الإرهاب هي عملية يقصد منها صناعة عدو وهمي كي تستمر الشركات الأميركية في تسويق خدماتها ضمن مبررات الحفاظ على الأمن القومي الأميركي، فهي تختلق الأزمات وتفتعل الحروب وتخلق عالماً متوحشاً بقيادة الشركات الرأسمالية لتستمر بنهب الشعوب الأخرى وتدميرها.
كما أكدت وثيقة مسربة من البنتاغون تعود إلى العام ٢٠٠٢م، نشرها اتحاد علماء أميركا FAS المتخصص ببحث قضايا الأمن القومي الأميركي والعالمي، أن استخدام تنظيم معين منتشر في أرجاء العالم وله قدرات عسكرية واستراتيجية هو أمر مهم لتبرير شن الولايات المتحدة حروباً طويلة وعنيفة وغير محددة، . كذلك شارك 11 باحثاً أميركياً في نشر دراسة لهم في كتاب بعنوان «الحادي عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأميركية».خلصوا فيه إلى أن «الرواية الرسمية حول 11 سبتمبر هي في حد ذاتها نظرية للمؤامرة، وأنها كانت عملية زائفة وأكذوبة كبيرة لها علاقة بمشروع الحكومة الأميركية للهيمنة على العالم».
ينسجم ما سبق ذكره من استغلال أميركا «الحرب على الإرهاب» لتمرير مشاريعها، مع موقفها مما يجري حالياً في سوريا، فها هي تتذرع مجدداً بـ «الحرب على الإرهاب» لتبرير موقفها من عدم إسقاط نظام الأسد بالقوة العسكرية، فقد اعتبر السفير الأميركي السابق لدى دمشق، روبروت فورد، أن «مصلحة واشنطن تتغير في سورية.. لأن ملف مكافحة الإرهاب بات على الطاولة موجوداً الآن». وقد أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف هذا الموقف بقوله «إن «الشركاء الدوليين» باتوا يدركون بأن الأولوية في سوريا ليست تنحي الرئيس بشار الأسد، وإنما «محاربة الإرهاب.»! علماً أن أجندة واشنطن المعلنة والمعمول بها منذ اندلاع الحراك في سوريا كانت ضد إجراء تغيير جذري للنظام القائم، لذلك فإنها حظرت توريد السلاح النوعي للمعارضة قبل أن تظهر أي من الحركات التي وضعتها على لائحة الإرهاب، في الوقت نفسه راحت تغض النظر عن إمداد إيران والعراق ولبنان ومعهم روسيا للنظام السوري بكل أسباب القوة للوقوف بوجه الثورة. بهذا يظهر جلياً أن كل ما يتصل بالإرهاب، صناعة ودعاية، إنما يخدم أهداف الدول الكبرى ومخططاتها لتأمين مصالحها واستمرار هيمنتها.