العدد 385 -

السنة الثالثة والثلاثون – صفر 1440هـ – ت1 / أكتوبر 2018 م

تعليم العربية بمدارس فرنسا.. ماذا وراء الهدف المعلن؟

تعليم العربية بمدارس فرنسا.. ماذا وراء الهدف المعلن؟

 

بات المسلمون في فرنسا يعيشون تحت الضغط الشعبي والسياسي بسبب تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، فقد أعلن وزير التربية والتعليم الفرنسي ميشيل بلانكيه دعمه مقترحًا بتعليم اللغة العربية في المدارس العمومية بهدف محاربة ما سماه “الإسلام المتطرف” بناء على تقرير لمعهد مونتاني للدراسات والبحوث في باريس. وواضح أن مقترح معهد مونتاني هذا أيديولوجي وسياسي أكثر من كونه تربويًا؛ لأنه يستهدف بشكل خاص الجاليات العربية التي تفضل تسجيل أبنائها في المساجد من أجل تعليمهم اللغة العربية وتعاليم الدين الإسلامي.

أعلن حكيم القروي الذي يعد أحد المقربين من مراكز القرار ومن الرئيس إيمانويل ماكرون، وهو أكاديمي فرنسي من أصول تونسية، والذي أعد تقريرًا تحت عنوان “صناعة الإسلام المتطرف”: إن “الهدف من تعليم اللغة العربية في المدارس هو قطع الطريق على المساجد والمراكز الدينية التي تقوم بهذا الدور”. وأضاف أن “اللغة العربية أداة يستخدمها الإسلاميون لنشر الأفكار المتطرفة في فرنسا”.

وفي تصريح للجزيرة نت قال مؤسس الهيئة من أجل العدالة والحرية للجميع الناشط الحقوقي ياسر لواتي: إن هذا المقترح يهدف إلى “إفراغ المساجد من أبناء الجاليات الإسلامية كي لا تعرف دينها ولا تتشبث بمعتقداتها”. واعتبر لواتي أن تقرير “مونتاني” يتعامل مع مسلمي فرنسا “بازدراء، ويريد فرض الوصاية عليهم كما كان الأمر في الحقبة الاستعمارية، كي لا يتمكنوا من تنظيم أنفسهم والمطالبة بحقوقهم كاملة”.

وكان الرئيس إيمانويل ماكرون تعهد عند تسلمه السلطة قبل أكثر من عام بـ”إعادة تنظيم الإسلام الفرنسي”، حسب وصفه. وأقرت الحكومة الفرنسية بداية العام الجاري “خطة وطنية للوقاية من التطرف” تتضمن ستين إجراء، من بينها تجفيف الفكر الأصولي في المساجد وعلى الإنترنت، وتشديد المراقبة الأمنية على الفرنسيين العائدين من سوريا، وطرد الأئمة الذين يتعارض خطابهم مع قيم ومبادئ الجمهورية الفرنسية. كما أقر البرلمان الفرنسي في أكتوبر/تشرين الأول 2017م بشكل نهائي قانون مكافحة الإرهاب الذي يمنح السلطات حق تفتيش منازل المتهمين بالتطرف، وإغلاق دور العبادة التي تحرض على العنف، وتقييد حرية الحركة بالنسبة للأشخاص الذين يشكلون تهديدًا أمنيًا للمجتمع.

الوعي: إن الإسلام السياسي يقضُّ مضاجع حكام الغرب، وهم يسعون لتغيير طبيعة الإسلام بفرض تعليمه على طريقتهم في فهم الدين مفصولًا عن الحياة، وأن تكون أحكامه مقتصرة على ما يسمى عندهم بالأحوال الشخصية، أما الذي يفهم الإسلام على حقيقته: دين فيه شريعة ومنه الدولة، فسيكون عندهم متطرفًا يجب محاربته والقضاء عليه. وعليه فإن الإسلام يشهد هجمة فكرية يفوق خطرها الهجمة العسكرية بكثير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *