العدد 295-296-297 -

العدد 295-296-297 – السنة السادسة والعشرون، شعبان ورمضان وشوال 1432هـ

فجر الخلافة أذَّنْ آن موعدنا

فجر الخلافة أذَّنْ آن موعدنا

عبد الستار حسن

جاءَ المخَاضُ وثارَ الغَيْظُ والغَضَبُ

فانسَوْا جَفَاءً وثوبُوا أيُّها العَرَبُ

واستَوطَنَتْ هِمَمُ التَّغْيِيرِ فِي دَمِنَا

والثَّورَةُ اندَلَعَتْ والنَّصرُ يَقتَرِبُ

شَمْسُ الخلافةِ قَد لاحَتْ بَشائِرُها

والشَّامُ قد شَرَعَتْ تصحُو وتضطربُ

يا أمَّةً كَسَرَتْ للخَوفِ حَاجِزَەُ

آنَ الأوَانُ لنيلِ العِزِّ فاحتَسِبُوا

يا أمَّةً بَزَغَتْ كالشَّمسِ نَهضتُها

جاءَ المخاضُ فَنِعمَ الإبنُ والنَّسَبُ

****

صُفُّوا النَّمارِقَ للمَولُودِ في ثِقَةٍ

واستَحضِرُوا أَلَقًا تَشتاقُهُ الشُّهُبُ

واستبشِرُوا بِغَدٍ طابتْ مَوَاسِمُهُ

فاللهُ أنبأنا والصِّدقُ والكُتُبُ

والظُّلمُ مُندَحِرٌ والحقُّ مُنبلِجٌ

والعِزُّ مُنطَلِقٌ تَرنُو لَهُ السُّحُبُ

إنَّ الطواغيتَ قد جاءَتْ بِمَقتَلِها

والكفرُ قائِدُها بَلْ سَيِّدٌ وأبُ

صاحَ الصَّباحُ وَعَينُ الثَّأرِ ساهِرَةٌ

والظُّلمُ ماتَ فلا رأسٌ ولا ذَنَبُ

****

يا مَنْ فَرِحْتَ بِقُربٍ مِنْ أكابِرِها

هلَّا نَظَرتَ إلى مَنْ كانَ يَقترِبُ؟

باعُوا البلادَ وبَاعُوا الدِّينَ وارتَقَبُوا

عِزَّ الزمانِ بما غَلُّوا وما جَلَبُوا

حَتَّى أَتَتْهُمْ صُروفُ الحقِّ غاشِيةً

فانهارَ ما عَمَرُوا مَحْقًا وما نَهَبُوا

يا مَنْ يَظُنُّ بِغَيرِ اللهِ عِزَّتَهُ

عِزُّ الزَّمانِ لأهلِ اللهِ ينسَحِبُ

لا تَركَنُوا أَبَدًا أبناءَ أُمَّتِنا

للكُفْرِ لو عَصَفَتْ في دارِنا النُّوَبُ

لا يخطِفَنَّ دَخيلٌ قَلبَ ثورتِنا

فالوَعْيُ ألزَمُ ما يحتاجُهُ السَّبَبُ

نَقُّوا المنابرَ والسَّاحاتِ مِن دَرَنٍ

جَلُّوا الصَّفاءَ فلا يبقى بها جَلَبُ

يأﺑﻰ العزيزُ خِلافَ النَّبعِ مَشرَبةً

خَوفَ الشَّوائبِ فالأقوامُ ما شَرِبوا

****

إنَّ المخاضَ وإنْ أبكَتْ مَواجِعُهُ

بعدَ الولادَةِ لا حُزنٌ وَلا كُرَبُ

والنَّصرُ في ثِقَةٍ باللهِ يَتبعُها

بالسَّاحِ تضحِيَةٌ بالصَّبرِ تَنْتَقِبُ

****

مَنْ كاَن يجزعُ مِنْ مَوتٍ ومِنْ قَدَرٍ

أو فَقْدِ مالٍ فكَيفَ العِزُّ يُكتَسَبُ؟

صُفُّوا النَّمارِقَ نُعطِي ثَمَّ بَيعَتَنا

هذي الخلافةُ فهيا المجدُ يُرتَقَبُ

عَلُّوا البَيارِقَ فالهاماتُ شامِخَةٌ

والصُّبحُ أسفَرَ لا وَهْمٌ ولا كَذِبُ

عِزُّ البنادِقِ تَوَّاقٌ لصَولَتِه

عادَ الجهادُ وهذا المجدُ يصطَحِبُ

واللهُ مَهَّدَها أَرْضًا ومُنْطَلَقًا

والأمَّةُ انتفَضَتْ وَالأفْقُ يَلتَهِبُ

يا قُدسُ قومي على الأمجادِ شاهِدةً

ضَجَّ الرِّجالُ وثار النَّقعُ واللَّجَبُ

نصرُ العزيزِ أتاكِ اليومَ سطَّرَەُ

عزمُ الرِّجالِ وقومٌ بالعُلا رَغِبُوا

مَنْ ليسَ يَعرِفُ قَبلَ الفَجْرِ مَوقِعَهُ

والخوْفُ أقعَدَەُ والوَهمُ والنَّصَبُ

فاعلَمْ بِمَوتَتِه حتى وإنْ رَقَصَتْ

باللَّهوِ هامَتُهُ واغتالَهُ الطَّرَبُ

فالرُّوحُ قد دُفِنَتْ والجسمُ مُنطَلِقٌ

يَسعَى إلى عَرَضٍ والنَّفسُ تَكتَئِبُ

****

هَدْمُ الخلافةِ أدمَى عَينَ مُهجَتِنا

والقلبُ في ضَنَكٍ والدَّمعُ يَنسَكِبُ

ظِلُّ الطُّغاةِ على أعناقِنا جَبَلٌ

لا بُدَّ مِن هِمَمٍ قد سَنَّها الطَّلبُ

إنَّ الخلافةَ خيرٌ للورى بدَلًا

لا المالُ يَعدِلُها ولا الدُّرُّ لا الذَّهبُ

هياَّ أُخَيَّ نُشَمِّرْ عَنْ سَواعِدِنا

واختَرْ مَقَامَكَ أنتَ اليومَ مُنتَدَبُ

أعْلِنْ خَيارَكَ قبلَ الفَتحِ في ثِقَةٍ

لَوْ أنَّ مَطلعَهُ قد بانَ لا عَجَبُ

بَيِّن مَسَارَكَ واسترشِدْ بِكَوكَبَةٍ

دانَ الزَّمَانُ لِمَا خَطُّوا وما ذَهَبُوا

****

أحرارَ أمَّتِنا قد جِئتكُمْ طَمَعًا

بِالعِزِّ فاستَمِعُوا طَوعًا لِما يجبُ

كَمْ مَرَّ يَبكِي بُكاءً حارِقًا رَجَبٌ

ها قد رَجَعْنَا فَعُدْ بِالعِزِّ يا رَجَبُ

العزُّ يُولَدُ مِنْ بَذلٍ وَمِنْ سَهَرٍ

عِزُّ الخلافَةِ لا لهْوٌ ولا لعِبُ

لا شيءَ يُوقِفُنا عَن نَصرِ ثورَتِنا

حَتَّى تَقَرَّ على أجفانها الهدُبُ

****

جاءَ الخَليفَةُ والآسادُ رابِضَةٌ

قامَتْ لِبَيعَتِهِ الأنصارُ والنُّجُبُ

إنَّا صَحَونا فقُم يا شِبْلُ مُنتَفِضًا

حَلَّ الرَّبيعُ وسَادَ المجدُ والغَلَبُ

رُوحي الفِدَا لِعَطَا بالعَزْمِ مُندفِعٌ

كالسَّهمِ مُنطَلِقٌ عنوانهُ الغَضَبُ

كالدِّيك صاحَ بِصِدقِ الفَجِرْ فانتَبَهَتْ

عَيْنُ الرِّجالِ فَراحَتْ حَولَهُ تَثِبُ

اللهُ أكبرُ دَوَّتْ في مَرابِعِنا

اللهُ أكبرُ هَبَّ الفِكْرُ والأدَبُ

عَمَّ السَّلامُ وسادَ الأمنُ عالَمَنا

لـمَّا حَكَمْنا فَنِعمَ الدِّينُ والحَسَبُ

فَجْر الخلافَةِ أذِّن آن موعِدُنا

اللهُ أَكبرُ عَّز العُجْمُ والعَرَبُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *