العدد 326 -

السنة الثامنة والعشرون ربيع الأول 1435هـ – كانون الثاني 2014م

الدعاية السوداء ضد الإسلام تستهدف النيل من الخلافة

الدعاية السوداء ضد الإسلام تستهدف النيل من الخلافة

 

تدأب دول الغرب على التخويف من إقامة دولة الخلافة على أساس أنها تبتغي تطبيق الشريعة التي تتعارض مع ما يزعمه الغرب من حقوق الإنسان، متذرعة بأمثلة مجتزأة أو خارج سياقها أو مفتراة أصلاً،  كقطع أيدي السرّاق أو رجم الزناة أو منع المرأة من التعليم وفرض الحجاب وعدم السماح لها بقيادة السيارة وعدم مساواتها مع الرجل في الميراث! تكمن المفارقة هنا بأن عدة دول تطبق بعض أو كل ما يحذر منه الغرب كالسعودية مثلا، رغم هذا فإن دول الغرب (بدون استثناء) تقيم علاقات مميزة معها، بل وتعتبرها حليفاً استراتيجياً لها، فضلاً عن أن كثيرا من تلك الدول صنيعة الغرب أو في ظل رعايته المباشرة. كما تدرك دول الغرب حقيقة عظمة الإسلام فلطالما أقر مفكروه وقادته أنه قدم حضارة وتراثاً مميزاً للبشرية. كذلك فإنها تعي تماماً بأن السعودية وغيرها لا تطبق الإسلام حقاً وإن طبقت شيئاً منه فإنها تطبقه بشكل مجتزأ ومشوه يصدق عليها قوله صلى الله عليه وسلم «إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد»رواه البخاري.

 لكن لماذا يمارس الغرب هذه الازدواجية القبيحة، ولماذا يصر على تسليط الضوء بشكل مستمر على نماذج مجتزأة أو مفتراة أو ممارسات شاذة فجة تظهر المسلمين بمظهر بشع ومنفر؟

– الحقيقة هي إن سياسات الغرب الاستعمارية البشعة تثير الاشمئزاز والتقزز، وهو عندما يظهر المسلمين كهمجيين ظلاميين متخلفين فإنه يغذي دعايته السوداء بحق الإسلام والمسلمين، محاولاً تغطية جرائمه وتبرير سياساته المتوحشة إزاءهم، على زعم أنه يحارب الجهل والتخلف، وأنه يريد نشر قيم الحرية والديمقراطية، رغم أن الواقع والتاريخ يظهران أن الغرب لا يأبه إن غرق الناس في الذل والفقر والقهر وعاشوا في ظل أنظمة فاشية ظلامية مستبدة تستبيح حقوقهم وتنتهك حرماتهم، طالما أن ذلك لا يمس مصالحه بأذى. ولكم صنع ودعم الغرب نفسه مثل تلك الدول القميئة الفاشية الفاشلة!

– إن الغرب يدرك بأن المسلمين أمة عظيمة وأن الإسلام صاحب حضارة مبهرة ومتميزة، وهو يخشى من عودتها إلى هذا العالم الذي يتفرد فيه حالياً، لا سيما مع بروز مطالبة المسلمين بشكل متزايد بإقامة دولة الخلافة الإسلامية، من طشقند إلى طنجا وصولاً إلى جاكرتا. لهذا فإنه يبذل كل جهد ممكن، كإثارة موضوع الأقليات، وتأجيج الفتنة الطائفية بين المسلمين، والإمعان في تفتيت بلادهم، والدعاية السوداء بحق الإسلام بذريعتي انتهاك الإسلام لحقوق الإنسان وإفشائه الإرهاب، بغية فرض واقع يستعصي معه إقامة الخلافة، وكي يوجد لنفسه مبررات ضرب هذه الدولة إذا قامت، ولوأد أية بادرة ممكن أن توصل إليها.

– إن الخلافة تهدف إلى توحيد بلاد المسلمين في كيان جامع للأمة يضعها كقوة عظمى على الخريطة الدولية، وهي تضع حداً لنهب الغرب ثرواتها، وتحرر ما اغتصب من ديارها، وتعرض نموذجاً فريداً في الحكم والاقتصاد والاجتماع والعلاقات الدولية، يصعق نموذجه الرأسمالي المتوحش، ذاك النظام الذي يسحق الضعيف، ويحول الإنسان إلى سلعة أو حيوان بهيم في سوق مفتوحة تقضي على آدميته وعلى كل القيم الرفيعة التي تعلي من شأنه كإنسان في هذه الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *