العدد 21 -

السنة الثانية – العدد التاسع – جمادى الآخرة 1409هـ، الموافق كانون الثاني 1989م

«صورة من التاريخ»

«لنقف وقفه مع الحبيب ﷺ في يوم الخندق الذي حفره المسلمون حول المدينة وبمشورة سلمان الفارسي رضي الله عنه ولم يستطع أحد أن يعبره إلا أحد كبار المشركين هو عمرو بن ود وكان قوي القلب والبصر حتى أن نساء قريش كن يخفن أطفالهن باسم عمرو حتى ينام فقد عبر إلى معسكر المسلمين بفرسه ونادى بأعلى صوته يا محمد إنك تزعم أن قتيلكم في الجنة وقتيلنا في النار لقد اشتقت لدخول النار أليس فيكم من اشتاق لدخول الجنة فينازلني، فقام علي كرَّم الله وجهه لينازله فأوقفه رسول الله ﷺ وقال له إنك في زهرة شبابك. ويناشد علي رسول الله ﷺ أن يأذن له الرسول بعد إلحاح ويعطيه سيفه وعمامته يضعها على رأسه ودعا الله وقال يا رسب إنك أخذت مني حمزة يوم أُحد فاحفظ علياً هذا اليوم ويتقدم علي. ولما رآه عمرو ابن ود قال من أنت؟

قال له: أنا علي ابن عم رسول الله. فقال الطاغية مستهزءاً به: استصغروك فأسلوك طعاماً لسيفي، لماذا لم يرسلوا أحداً منهم فقال له علي: بل أرسلوني إليك لأني أقلهم شأناً وأنت لا تستحق واحداً منهم. إنه القول السديد، هكذا يقول علي، لم يقل: أنا أشجعهم أو أقدمهم. فقال له الطاغية العنيد: يا علي لقد كان أبوك صديقي وأنا لا أريد أن أقتلك فأفجع أباك فيك. فقال له علي: أنا أريد أن أقتلك وأفجع أباك فيك. ولكن يا عمرو لا أقاتلك إلا بعد أن أعرض عليك ثلاث كلمات. فقال له عمرو: هات الأولى فقال عي أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فقال عمرو: والله لن أقولها ولو كان رأسي في قاع جهنم. فقال: هات الثانية. فقال علي: فإن ترجع ولا تقاتل رسول الله. فقال عمرو: لو رجعت لقال الناس ضحك عليك صبي صغير. فهات الثالثة يا علي. فقال له: أما وقد أبيت أن تسلم وأبيت أن ترجع دون قتال فسأقتلك وأنت راكب فرسك وأنا واقف على الأرض.

إنها الثقة بالله واليقين به وعمرو بن ود قد افترى واللهُ قال: (وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى) ودارت المبارزة وحميت حتى حمل علي رأس الطاغية عمرو على سيفه».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *