العدد 21 -

السنة الثانية – العدد التاسع – جمادى الآخرة 1409هـ، الموافق كانون الثاني 1989م

هدنة الانتفاضة

بعد موافقة المجلس الفلسطيني في الجزائر على قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338، وبعد خطاب عرفات في الأمم المتحدة وتصريحاته في شأن الاعتراف بإسرائيل، وبعد أن رضيت أميركا عن منظمة التحرير، جاء الدور لإيقاف الانتفاضة داخل فلسطين.

ولكن ماذا يقولون لمن قاموا بالانتفاضة كي يوقفوها؟ خطر على بالهم أمر الهدنة، تتوقف الانتفاضة (كهدنة) مقابل أن تفرج إسرائيل عن المعتقلين الذي اعتقلتهم بسبب الانتفاضة، وتتوقف عن إبعاد الفلسطينيين عن فلسطين، وترفع القيود التي فرضتها على أهل الضفة والقطاع بسبب الانتفاضة، وتسهل أمر إجراء انتخابات بلدية.

بعض التنظيمات المنضوية تحت المنظمة انتقدت أمر هذه الهدنة، ولكن المؤشرات تدل على أن المنظمة هي صاحبة الفكرة، لأن رجالها هو الذين قدموا الاقتراح، ويسيرون به في خجل.

لقد استغلت المنظمة هذه الانتفاضة لتعترف بإسرائيل، إذ هي تقول: نحن قبلنا القرارين 242، 338 من موقع قوة (أي الانتفاضة).

والآن يقولون للمنظمة: أوقفي الانتفاضة من أجل أن لا يبقى لإسرائيل أية حجة في الرفض.

والمنظمة التي هانت سهل الهوان عليها، وما دامت غرقت في بحر التنازلات فما عدت تخشى البلل.

ويأتي عرفات الآن ليهدد بالرجوع إلى المجلس الفلسطيني ليخبره أن إسرائيل رفضت السلام، وذلك من أجل أن يسحب المجلس اعترافه بقراري 242 و338.

عرفات يريد بهذا القول أن يضغط على إسرائيل، وكأنه لا يعرف أن إسرائيل من الأصل لا يمكن زحزحتها من فلسطين أو من شبر منها إلا بالقتال.

وما قيمة سحب اعتراف المجلس الوطني بعد أن أقر أن فلسطين هي لليهود، وقد أودع المجلس وثيقة الاعتراف لدى هيئة الأمم المتحدة ولدى مجلس الأمن الدولي ولدى الدول الكبرى ولدى جميع الدول التي تعترف بمنظمة التحرير.

كفاكم خداعاً يا قادة منظمة التحرير (عفواً منظمة التنازل).

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *