العدد 258-259 -

العددان 258-259، السنة الثانية والعشرون، رجب وشعبان 1429هـ، الموافق تموز وآب 2008م

نداء حار إلى أهل القوة والمنعة

نداء حار إلى أهل القوة والمنعة

إننا نوجه هذا النداء من هنا إلى أصحاب الرتب والنياشين، إلى الضباط والألوية، إلى النقباء والجنود، إلى الجيوش الرابضة في عرينها في بلاد المسلمين كافة مستصرخين همتهم ونخوتهم ونجدتهم وغيرتهم على دينهم، فنقول:

يا أهل القوة والمنعة، أما آن لكم أن تغضبوا لله ؟ أما آن لكم أن تنصروا دين الله؟ أما آن لكم أن تنعتقوا من التبعية لحكامكم وتدينوا لله ربكم؟ أليس لكم في سعد بن معاذ وأسعد بن زرارة وأسيد بن حضير أسوة حسنة؟ ألا تشتاقون إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين؟ أين حمية الإسلام في نفوسكم وأنتم ترون علوج الكفر تنتهك أعراض المسلمات، ويهينون كتاب ربكم، ويسيئون إلى نبيكم، فأين غضبكم لله؟ أليس فيكم رجل يغضب لله فيطيح بهذه العروش وينصر العاملين للخلافة؟ ألا تحسبون الحساب ليوم تقفون فيه بين يدي ربكم، فلا يغني عنكم زعيم ولا حاكم، ولا تغني عنكم مناصبكم ولا رتبكم ونياشينكم ولا أموال حكامكم التي كانوا يغرونكم بها؟ ألا هبوا وتحركوا على بركة من ربكم، وأعلموا أنها والله ما هي إلا نفس واحدة، فإما أن تُزهق في سبيل الله -المالك لها وحده-ـ فتكون لكم الجنان وصحبة سيد الشهداء والحوراء العيناء، وإما أن تُزهق في سبيل هؤلاء الحكام الظلمة وهذه الدنيا الفانية فتكون الحسرة عليكم يوم القيامة والعياذ بالله. فاتقوا الله في أمتكم وفي دينكم وفي أنفسكم، وأروا الله من أنفسكم ما يرضيه عنكم ليغفر لكم ما سلف من ذنوبكم قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول: (رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ) [المؤمنون 99-101].

أيها الضباط في هذه الجيوش الرابضة، يا أهل القوة والمنعة: إن هذه اللحظات لهي لحظات العزم والحسم، وإن الأمة لتنتظر منكم الموقف الذي تشهد به لكم، وإن العالم الذي يئن بسبب براثن الكفر وجشع الرأسمالية لينتظر اللحظة التي تتحركون فيها لقلب أنظمة الجور هذه، وتعلن فيها الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. فإن أجبتم هذا النداء الموجه لكم في هذه الذكرى -ذكرى هدم الخلافة- فإنه والله شرف كبير لكم في هذه الدنيا أنكم أنتم من أقام الخلافة ونصر العاملين لإقامتها. وإن أبيتم إلا القعود عن نصرة العاملين، فإن الله الذي نصر أنبياءه من قبل، سينصر أولياءه اليوم، ويقيض لهذا الشرف العظيم من هو أولى به منكم فتبوؤون بالإثم والخسران المبين. قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة 54] قال ابن كثير رحمه الله: «إنه من تولى عن نصرة دينه وإقامة شريعته، فإن اللّه سيستبدل به من هو خير لها منه، وأشد منعة وأقوم سبيلاً».

أخيراً نقول إننا سائرون في هذا الطريق على هدى من الله وأملنا بتحقق غايتنا بتوفيق ربنا كبير ، وإننا نوجه نداءنا للمسلمين كافةً رجالاً ونساءً أن يحملوا هذا الهم معنا؛ لأنه فرض الساعة الذي لا يجوز لأحد أن يقعد عنه، ولا أن يقصر فيه، كما أننا نكرر نداءنا للجيوش قائلين لهم: إنها والله هذه هي اللحظات التي تُفتقدون فيها، وهي والله سوق الجنة قد فتحت لكم، فأروا الله من أنفسكم خيراً، وانصروا دين الله كي تفوزوا بعز الدنيا والآخرة. نسأل الله أن يفتح قلوبكم وأن يشرح صدوركم لهذا الأمر وأن ييسر لهذه الأمة من بينكم من ينال شرف نصرة هذه الدين وإعلان الخلافة إنه سميع مجيب.

(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [الأنفال 24].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *