العدد 217 -

السنة التاسعة عشرة صفر 1426هـ – آذار 2005م

بورصة فتاوى ترافق بورصة الأوراق المالية!

كلمة أخيرة

بورصة فتاوى ترافق بورصة الأوراق المالية!

انتعشت الأسواق المالية في منطقة الخليج وبشكل لافت بعد ارتفاع أسعار النفط في العام المنصرم، وكان من اللافت أن ارتفاع وتيرة التعامل بالبورصة في الأسواق المالية أدى إلى تزايد الأسئلة عن رأي الشرع في هذا النوع من التعامل، فلجأ الناس إلى من يعطيهم فتوى في شراء أسهم بعض الشركات، فصدرت فتاوى تحلل الاكتتاب في أسهم هذه الشركة أو تلك، أو تحرم التعامل بأسهم غيرها من الشركات.

ففي قطر على سبيل المثال، انتعشت المداولات بالفتاوى، وعلى سبيل المثال، عندما تم طرح أسهم شركة ناقلات الغاز القطرية واسمها «ناقلات» للاكتتاب تمهيداً لإدراجها في البورصة، شهدت الفترة التي سبقت ذلك صراعاً مبطناً بين العلماء في قطر، بدأ برسائل عبر الهواتف النقالة تشير إلى حرمة الاكتتاب في أسهم ناقلات الغاز. لكن علماء معروفين ممن يظهرون على بعض الفضائيات ردّوا على تلك الفتوى بفتوى أخرى تجيز الاكتتاب في شركة «ناقلات».

ويبدو أن بعض العلماء جندوا أنفسهم لخدمة بعض الأنظمة، ثم لخدمة بعض الشركات والمصارف، ونسي هؤلاء أن قضايا الأمة المصيرية تحتاج كل دقيقة من وقتهم؛ لأن الأمة في محنة كبرى، وتحتاج لمن يخطط ويعمل جاهداً ليل نهار لإنقاذها وإعادة مجدها، ولا يتم ذلك عبر الشركات والمصارف. وشتان بين من كان همه الناس كافة، وكان لهم بشيراً ونذيراً، ومن يجعل همه هذه الأيام تحضير الفتاوى من جعبته لإرضاء حاكم أو لإرضاء شركة أو مصرف. وإذا أصرّ هؤلاء على صوابية عملهم، فمن للإسلام بشموليته وعالميته؟ ومن للعراق وفلسطين وباقي بلاد المسلمين المنكوبة بحكامها وبالاستعمار الجديد؟

إن الأمة تنادي وتستصرخ أبناءها لإنقاذها من المؤامرات والمكائد التي مزقتها، وعبثت بها وبدينها وبثرواتها وبأرواح أبنائها، بعد أن تداعت عليها الأمم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *