العدد 85 -

السنة الثامنة ذو الحجة 1414هـ, أيار 1994م

صراع فرنسي ـ أميركي على الجزائر

قال وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه في مؤتمر صحفي في واشنطن في 12/05/94 إن الجبهة الإسلامية للإنقاذ «حركة متطرّفة إرهابية معادية لأوروبا وللغرب، وإذا وصلت السلطة في الجزائر لا يمكن تصوّر النتائج» وزاد أن تونس والمغرب سيصبحان مهدّدين. لذلك فإن الديبلوماسية الفرنسية «ليست مع فكرة ترك الأمور على طبيعتها». وحثّ على العمل بحيث تعود الجزائر بلداً «يحكمه القانون منسجماً مع مبادئنا». وكان تصريحه هذا بعد اجتماعه بكرستوفر وليك.

وفي اليوم التالي أي 13/05/94 قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية (أنه لا يوجد لدى إدارة الرئيس كلينتون أي دليل يظهر أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ متورطة بأعمال العنف في الجزائر وبالتالي فإن الإدارة لا تعتبرها إرهابية). وأضاف: (بأن معظم أعمال العنف في الجزائر تقوم بها «الجماعة الإسلامية المسلّحة» وأن هناك إشارات كثيرة تفيد أن الجبهة والجماعة يقاتلان بعضهما بعضاً، علماً أن هناك مجموعة أخرى هي «الحركة الإسلامية» وعلاقتها مع الجبهة غير واضحة). وأضاف: (وحتى لو كانت الجبهة متورّطة ببعض أعمال العنف فإن ذلك لا يعني أنها منظمة إرهابية فقط، ذلك أن لديها برنامجاً سياسياً واسعاً، وهي تشبه في هذه الحال حركة حماس) وحض على قيام التفاوض بين الحكومة الجزائرية والجبهة الإسلامية للإنقاذ.

وبعد يومين أي في 15/05/94 قال مسؤول كبير في الجبهة الإسلامية للإنقاذ: «لتعلم فرنسا أن التغيير في الجزائر يتم فوق الأرض الجزائرية وبإرادة الشعب. قد تستطيع فرنسا بمكائدها الحدّ من سرعة التغيير لكن يستحيل إيقافه»وقال في تعليقه على الموقف الأميركي بأن موقف إدارة كلينتون «اتّسم في الفترة الأخيرة بالموضوعية والنضج». وقال: «إذا أُريد للحل التفاوضي أن يخطو خطوات إلى الأمام فلا مناص من أن يبقى زروال على تعهّده فيطلق سراح الشيوخ، فمعهم يتم التفاوض لا مع غيرهم»c     

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *