المسلم يحب في الله ويبغض في الله ويغضب لله
1990/06/25م
المقالات
1,809 زيارة
وردت إلى «الوعي» رسالة تحمل توقيع: أبو بلال ـ البقاع الغربي. وهو يتهجم على المجلة بالكلام النابي، لأن المجلية نشرت في العدد 36 نقداً لبعض آراء الدكتور يوسف القرضاوي. ويوجه الكاتب مجموعة من الانتقادات إلى حزب التحرير. وهذه الانتقادات سبق أن قرأناها في كتابات الأستاذ فتحي يكن.
و«الوعي» تقول للأخ الكريم أبو بلال صاحب الرسالة يفترض فيك أن يكون غضبك لله قبل أن يكون للأشخاص. وأنت تتهمنا إننا لم نقصد النصيحة بل قصدنا الطعن. وهذا سوء ظن منك في غير محله. ويشهد الله أننا لم نقصد إلا الخير للإسلام والمسلمين. والنصيحة هنا لا تكون سراً بيننا وبين الدكتور بل تكون لعناً له ولغيره ممن اطلع على أقواله بعد أن نشرها على الناس.
أنت تقول بأن الدكتور لم ينف الجهاد بل القتال. وهل القتال يا أبا بلال هو غير الجهاد؟! ونريد أن نعيد لك عبارة الدكتور لتدقق فيها، يقول: «إننا لا نريد قتالهم ـ أي الغربيين ـ فالقتال أجيز في الزمن الماضي لإزالة الحواجز التي تحول بيننا وبين إبلاغ كلمة الإسلام إلى الآخرين. لكن الحواجز الآن مُزالة والطريق مفتوحة والإذاعات الموجهة ميسرة والحرية متاحة للجميع». هو يبني رأيه على أن المطلوب هو إبلاغ كلمة الإسلام للآخرين. في الماضي كانت تقف حواجز تحول دون إبلاغ هذه الكلمة فأجيز القتال لإزالة هذه الحواجز. الآن هذه الحواجز مزالة والإذاعات الموجهة تتكفل بإيصال هذه الكلمة إلى حيث شئت. فل يبق من مبرر للقتال، بل لم يعد القتال مجازاً. أي ما دام في الدنيا إذاعات توصل الكلام فالقتال لنشر الإسلام غير جائز. هذا هو رأي الدكتور القرضاوي بكل بساطة ووضوح.
ويمكنك أن تعود لكلام الدكتور في جريدة الشرق الأوسط التي أعطاها الكلام مباشرة، لتتأكد أننا لم نحرف كلامه. لقد ذكرنا أرقام الأعداد التي نشرت المقابلة معه، وهو لم يتهم تلك الجريدة أنها حرّفت في أقواله. ويمكنك أن تسأل الدكتور نفسه.
كان الأولى بك قبل أن تتهجم على «الوعي» أن تتأكد من جريدة الشرق الأوسط ومن الدكتور نفسه. وبعدها سيظهر لك أن فضيلته خالف الإسلام في هذه المسألة والمسائل الأخرى التي ذكرناها.
فهل بعد ذلك يكون ولاؤك وغضبك لله ولدينه، أو يكون لشخص حتى ولو خالف الإسلام؟
أسرة «الوعي»
1990-06-25