العدد 43 -

السنة الرابعة – ربيع الثاني 1411هـ، تشرين الثاني 1990م

مذبحة الأقصى

لُبُّ المشكلة أن اليهود عندهم عقدة خوف ومركب نقص. كتبهم الدينية تبشرهم بأن فلسطين ستكون مقبرة لهم. وكتب المسلمين تبشر أنهم سيَذبحون اليهود.

السياسيون من اليهود لا يؤمنون بالكتب الدينية ويتصرفون على أساس أنهم باقون إذا أحسنوا سياسة الأمر. وسياسة الأمر عندهم هي تكثير عدد اليهود في فلسطين وتقليل عدد العرب.

تكثير عدد اليهود رأوه في استجلاب اليهود من شتى بقاع الأرض (وخاصة من روسيا الآن) وتشجيع زيادة الإنجاب.

تقليل عدد العرب رأوه في قتلهم وتهجيرهم. ولكن القتل والتهجير إذا كان بشكل بطئ فلن يحل لهم المشكلة لأن نسبة الإنجاب عند العرب هي أضعافها عند اليهود. وهم يخشون أن يجدوا أن عدد العرب في فلسطين هو ضعف عدد اليهود بعد جيل من الزمن. وهذا يقض مضجعهم.

وتنقل لنا بعض مصادر الأخبار أن اليهود وضعوا استراتيجية للتقتيل والتهجير لها مفعول سريع وكبير. هذه الاستراتيجية تقوم على تسليح المدنيين اليهود وتدريبهم وشحن نفوسهم بروح العدوانية والقتل وافتعال مشاكل تصادمية مع العرب.

في هذه المشاكل التصادمية يكون اليهود مسلحين بالأسلحة الفتاكة ويكون العرب عُزّلاً. وتتدخل قوى الأمن الإسرائيلية إلى جانب اليهود لتمعن قتلاً في العرب، ويكون هذا التدخل تحت حجة فصل الاشتباك وحفظ الأمن، وتستطيع السلطات الإسرائيلية أن تزعم بأن هذه مشاكل أهلية داخلية بين المواطنين.

ويأمل اليهود عن هذه الطريق أن يوقعوا الرعب في نفوس العرب مما يضطرهم إلى النزوح بأعداد كبيرة وبشكل مستمر.

إن مذبحة الأقصى التي تمت في 08/10/90 هي حلقة من حلقات هذا المخطط، وستتبعها حلقات كثيرة ما دام اليهود يخططون وينفذون دون أن يعترضهم معترض.

لقد اكتفى العرب بأن شكوْا إلى مجلس الأمن، واجتمعت لجنة القدس. لجنة القدس يرأسها سمسار اليهود الملك الحسن ملك المغرب، فماذا نرجو منها؟ ومجلس الأمن يصدر قرارات لا قيمة إلزامية لها ويضرب اليهود بها وبكل ما سبقها عرض الحائط.

العالم الغربي يساند إسرائيل حين يكتفي بإصدار قرارات دون عقوبات. وحكام المسلمين يساندون إسرائيل حين يرضون أن يظلوا عملاء مأجورين عند دول الغرب.

فهل تتحرك الشعوب الإسلامية لوضع الأمر في نصابه؟¨

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *