العدد 120 -

السنة الحادية عشرة – محرم 1418 – أيار 1997م

رضى اليهود والنصارى

رضى اليهود والنصارى

قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)[سورة البقرة 120].

قال تعالى: (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا) [سورة البقرة 217].

قال تعالى: (بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)  [سورة النساء 138-139].

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) [سورة المائدة 51-25].

الآية الأولى خطاب من الله للرسول صلى الله عليه وسلم وأمته إلى قيام الساعة. إنه بيان من الله للمسلمين في منتهى البلاغة والوضوح, ولا يزيغ عنه إلا هالك. فلا تحاولوا العبث أيها المسلمون. وإذا وجدتم اليهود أو النصارى راضين عن أحد المسلمين فاعلموا أن هذا الرضى إمّا خداع ونفاق، وإمّا أن هذا المسلم قد انسلخ من ملّة الإسلام واتّبع ملّتهم بشكل من الأشكال، ولو كان يتوهم غير ذلك.

  الآية الثانية تبيّن لنا شأن الكفار جميعاً تجاه المسلمين. إنهم يقاتلون المسلمين بالسلاح، وبالإعلام المضلّل، وبالاقتصاد، وبالتشكيك، وبالتخويف، وبالفتن…. الخ وندعو الله أن يُفشِلهم ويردّ كيدهم في نحورهم.

الآية الثالثة تبيّن لنا شيئاً من صفات المنافقين. وتسلّط الضوءَ على موالاة الكافرين من دون المؤمنين. وتحلل الآية نفسية هؤلاء المنافقين بأنهم يبتغون من هذه الموالاة النصرة والعزة. ثم تبيّن الآية أن العزّة ليست عند الكافرين كما يتوهم المنافقون بل العزة كلُّها لله. وقد بيّنت آيات أخرى هذا المعنى بقوله تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا).

وفي الآية الرابعة يحذر المؤمنين تحذيراً مباشراً من اتخاذ اليهود أو النصارى أو أي كافراً (كما عممت الآية الثالثة المذكورة) أولياء. ثم تهدد الآية بأن الذي يتولاهم يكون منهم ويصبح ظالماً لنفسه. ثم تحلل الآية التي لحقتها نفسية الذين يحرصون على مولاة الكفار (يُسَارِعُونَ فِيهِم) بأن في قلوبهم مرضاً أي نفاقاً. ثم تبيّن الآية الكريمة أن عاقبة موالاتهم للكفار هي الخيبة والندم.

ولا بد هنا من تبيان ما هي الموالاة التي نهانا الله عنها، فلا مانع شرعاً أن تَبَرَّ غير المسلمين وتقسط إليهم وتصادقهم, وأن تكنّ لهم الموّدة والمحبة ما داموا لا يظهرون عداءً للمسلمين ولا طعناً في الإسلام.

إن الموالاة المنهيّ عنها التي هي تكشف لهم أسرار المسلمين كما فعل حاطب بن أبي بلتعة. أو كما فعل الملك حسين حين بلغ (غولداماير) بما تزمعه سوريا من حرب سنة 73، أو كما فعل الملك نفسه حين تواطأ مع إسرائيل ضد مصر سنة 67. فالموالاة المحرمة هي إرضاء الكفار في أمور فيها ضرر للإسلام أو ضرر للمسلمين.□

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *