الالتهاء بالنتائج وتجاهل الأسباب
1990/03/07م
المقالات
1,957 زيارة
ردود الفعل الكلامية على تدفق المهاجرين من يهود الاتحاد السوفياتي إلى فلسطين هي لمجرد رفع العتب، وتبرير التقصير إن لم نقل التواطؤ، وكما انكشف دور النميري في ترحيل يهود الفالاشا إلى فلسطين قد ينكشف دور لغيره في أخطر من تلك القضية. لكن المؤسف هو الالتهاء دائماً بأعراض المرض أو نتائجه دون البحث عن أسبابه ومسبباته. إذا طبقنا ذلك على صراعنا مع دول الكفر نرى دائماً أن تكل الدول وأتباعها الذي هم بيننا يحاولون دائماً اشغال الناس بذيل الأفعى حتى لا يندفعوا باتجاه رأسها، فإسرائيل هي ذيل للغرب ومن الواجب الشرعي القضاء عليها وتطهير بلاد المسلمين من شرورها، ولكن ذلك لا يعني نهاية المطاف، بل من الضروري التصدي لكل دولة تمدها بالحياة ومناصبتها العداء والتعامل معها على أنها دول عدوة وليست دول صديقة، فأميركا دولة عدوة وتدعم اليهود بالمال والسلاح، إضافة إلى استعمارها للمسلمين وإذلالهم بواسطة أتباعها المحليين. والاتحاد السوفياتي دولة عدوة وهي أول دولة اعترفت بإسرائيل بعد قيامها ولا زالت تمدها بالمهاجرين، هذا عد عن احتلالها لأفغانستان ودعمها لنظام نجيب الله المرتبط بها، ولا زال الحكام يتعاملون معها كدولة صديقة. وكذلك بريطانيا دولة عدوة لأنها هي التي هدمت دولة الخلافة ومزقت العالم الإسلام إلى مستعمرات لها. ثم أقامت دولة لليهود في قلب العالم الإسلامي وأمدتها بالدعم المادي والسياسي ولا زالت تمارس استعمارها. وفرنسا دولة عدوة لأنها شاركت إنجلترا في هدم الخلافة وتمزيق العالم الإسلامي واحتلاله ودعمت اليهود عسكرياً وسياسياً، فدولة اليهود ما كانت لتقوم وتعيش لولا الدعم الكامل من قبل دول الغرب لها لذلك وبناءً على هذه المسلّمات ينبغي حين تصدي المسلمين لقضية هجرة اليهود السوفيات إلى فلسطين المجاهرة بالعداء الكامل مع الاتحاد السوفياتي أولاً ومع أميركا ثانياً ومع كل دولة تقبل أن يمرّ,ا عبر أراضيها، ومقاطعة كل شركة ملاحة جوية أو بحرية تقلهم، والتصدي لك حاكم يسعى للالتقاء باليهود ومفاوضتهم وتقديم التنازلات لهم، أما التباكي وذرف الدموع والتلهّي بالنتائج فإنه أقصى ما يتمناه اليهود الأعداء، لأنه يغطي على العلاج الصحيح ألا وهو القضاء عليهم عن طريق الجيوش وتخليص المسلمين من مكرهم.
ويجب أن لا يغيب عن البال أن دول الغرب إضافة إلى ما سبق تقوم بممارسة العداء لدين الله وتحول دون بلوغ الدعوة الإسلامية إلى شتى بقاع الأرض، وتقف حكوماتها سداً منيعاً دون بلوغ النور إلى بلاد الظلمات وهذا يعتبر سبباً رئيسياً لاعتبارها حكومات عدوة وطامعة في بلاد المسلمين فيقتضي ذلك التعامل معها على هذا الأساس.
1990-03-07