العدد 33 -

العدد 33 – السنة الثالثة – جمادى الآخر 1410 هـ الموافق كانون الثاني 1990م

كتاب الشهر

الكتاب: دول العالم الإسلامي اليوم ليست دولاً إسلامية كما أن شعوبها ليست أمماً إسلامية

المؤلف: محمد الشويكي

كتاب الشهر في هذا العدد هو عبارة عن كتيّب يقع في 43 صفحة من الحجم الصغير. وهو بحث من سلسلة أبحاث فكرية وسياسية تحت عنوان «إلى أين أيها المسلمون؟» للمؤلف محمد الشويكي.

يقدم المؤلف لكتابه بقوله: «منذ انهيار الدولة العثمانية وسقوط الخلافة الإسلامية في استانبول على يد صنيع بريطانيا الكافر مصطفى كمال أتاتورك، عمد الكافر المستعمر للقضاء على الإسلام. ومن أخطر ما فعل، أن قام بتقسيم الدولة الإسلامية الواحدة دولاً متعددة، وبتمزيق الأمة الإسلامية الواحدة، شعوباً متفرقة، ووضع سيادة أفكاره ومفاهيمه بدل سيادة الشرع الإسلامي، ثم أقام العملاء من أعوانه للمحافظة على هذه الأوضاع ورعايتها حتى تألفها النفوس وتستسيغها الأذواق، فقد أصبحنا نسمع من المضبوعين بأفكار الكفر والاستعمار، ومن عملائه، والجهلاء من الناس، أن أطلقوا على هذه الدويلات التي أقامها الكافر المستعمر على أنقاض دولة الإسلام اسم «الدول الإسلامية» على شعوبهم. وحقيقة الأمر أنه لا يوجد اليوم دولة إسلامية على الإطلاق، فبعد انتهاء آخر الدولة الإسلامية العثمانية، لم يوجد بعدها دولة يصح أن يطلق عليها دولة إسلامية إلى تاريخ هذا الكتاب (1408هـ)، لأن الدولة حتى تكون دولة إسلامية يجب أن تنشأ من المسلمين فيقيمونها هم بأنفسهم، ويجب أن تتحقق فيها أربع قواعد أساسية حتى تكون دولة إسلامية.

أولاً: أن تكون السيادة فيها للشرع، لا أن تكون للعقل ولا للشعب.

ثانياً: أن يكون السلطان فيها للأمة.

وثالثاً: أن للأمة خليفة واحد.

رابعاً: أن يكون لرئيس الدولة (الخليفة) وحده حق تبني الأحكام.

ثم يبدأ المؤلف بشرح كل قاعدة من هذه العوامل وكيفية استنباطها من الأدلة الشرعية مع ذكر الأدلة الشرعية التي استنبطت منها. ثم يستعرض المؤلف بد ذلك طريقة الرسول عليه الصلاة والسلام في إقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة ووجوب اقتفائنا لهذه الطريقة لأنها وحي من الله.

وبعد ذلك ينتقل المؤلف إلى النقطة الثانية من بحثه وهي أن «شعوب العالم الإسلامي ليست أمماً إسلامية» فيقول: «أما بالنسبة لما ينسب إلى شعوب العالم الإسلامي من أنها أمم إسلامية، فيطلقون على الشعب التركي بأنه الأمة التركية، وعلى الشعب العربي بأنه الأمة العربية، والشعب الإيراني بالأمة الفارسية أو الإيرانية، وأن هذه الشعوب تشكل مجموعها الأمم الإسلامية.

فإنه من الخطأ أن يطلق على الشعوب الإسلامية الأمم الإسلامية، لأن المسلمين أينما حلوا، وأينما ارتحلوا، هم أمة واحدة، بغض النظر عن اختلاف قومياتهم وأجناسهم وبلدانهم، ذاك أن الأمة في المجموعة الإنسانية التي تربطها عقيدة واحدة ينبثق عنها نظامها، وبمعنى آخر هي المجموعة الإنسانية التي تجتمع على التوحيد، أو على دين معين (تفسير الطبري) أو على فكر أساسي ينبثق عنه وجهة نظرها في الحياة.

لذا فالشعوب الإسلامية التي تقطن الهند والأفغانستان، وإيران، وبلاد العرب أو غيرها، كلها أمة واحدة، وذلك لكونها تدين بدين واحد، وعقيدة واحدة ينبثق عنها نظام واحد.

ثم يستعرض المؤلف الآيات والأحاديث التي تحرّم تجزئة الأمة الإسلامية وتقسيمها إلى قوميات وقبائل وكيانات ومذهبيات.

ويختتم المؤلف بحثه بثلاثة أبيات من الشعر يقول فيها:

متى الإسلامُ في الدنيا يسود

ويشرق بيننا الفجرُ الجديدُ

متى يا رَبِّ ترحمنا فإنّا

أضرَّ بنا التخاذلُ والقعودُ

ورايتُنا العُقابُ تعود يوماً

مرفرفةً تَخِرُّ لها البنودُ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *