العدد 32 -

العدد 32 – السنة الثالثة – جمادى الأولى 1410 هـ الموافق كانون الأول 1989م

الأردن والميثاق

قبل الانتخابات التي جرت في الأردن في 08/11/89 كان الملك يتحدث عن وضع ميثاق للشعب في الأردن. وبعد الانتخابات طرح الأمر وبحث في تشكيل لجنة لوضع الميثاق. والآن يدور الحديث في الأردن على هذا الميثاق.

الشعب في الأردن جزء من الأمة الإسلامية، وما ينطبق عليها ينطبق عليه.

وميثاق الأمة الإسلامية معروف هو كتاب الله وسنة رسوله. ففي هذا الميثاق تجد العقيدة، وتعرف الخير والشر، وتعرف الحلال والحرام، وتعرف الحسن والقبيح، وتعرف الحقوق والواجبات، وتعرف المكروه والمندوب، وتعرف المعروف والمنكر، وتعرف مكارم الأخلاق ومساوئها.

وإذا كانت هناك مسائل خلافية، ويريدون أن يتفقوا عليها، فإنهم يختارون من الكتاب والسنة (وما أرشدا إليه) يتبنونها حسب قوتها ويلتزمون بها فتكون ميثاقاً لهم.

وفي بعض البلاد الإسلامية تنص الدساتير على جعل الشرع الإسلامي مصدراً من مصادر الدستور والقانون، وفي بعضها تنص على جعل الشرع الإسلامي المصدر الرئيسي للدستور والقانون. وهذا كله لا يصح، لأن الذي يجعل الإسلام مصدراً من المصادر أو المصدر الرئيسي فإنه سيتخذ مصدراً آخر معه، وهذا حرام. حرام أن نتحاكم إلى شريعة غير شريعة الإسلام، قال تعالى: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ) وقال صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدّ». وحين رأى رسولُ الله عليه وآله الصلاة والسلام عمر ينظر في صحيفة من التوراة غضب وقال: «أَلمْ آتِ بها بيضاء نقية، ولو أدركني أخي موسى لما وسعه إلا اتباعي».

المسلمون اليوم يحتقرون أنفسهم ويعظمون دول الغرب. ويحتقرون كتابهم وسنتهم وشريعتهم ويفتتنون بشرائع الغرب. مع أن الله جعلهم (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) وأكرمهم بالرسالة الكاملة: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا).

وهل هناك مسلم عاقل يترك ما أنزل الله من الهدى والنور ليأخذ من عند الناس الضلالات والظلمات؟

اللهم أرِنا الحق حقاً وأرزقنا اتباعه، وأرِ،ا الباطل باطلاً وأرزقنا اجتنابه.

همسة:

سفير أميركا في لبنان (مكارثي) سُئِل في زعرتا في 18/11/89: متى تعودون إلى سفارتكم في بيروت؟ فأجاب: «نعود إلى بيروت حالما نرى أن سلامتنا مضمونة، مجرد أن نشعر أنه يمكننا إجراء اتصالات حرة مع جميع القيادات في لبنان».

واقع السفير أي سفير، أنه رسول من دولته إلى دولة أخرى. وهذا الرسول أمّا أن يكون ناقل رسالة ويعود إلى بلده، وأما أن يقيم في البد المرسَل إليه. فإذا أصبح مقيماً فإن مهمته لا تزيد عن نقل الرسائل من دولته إلى الدولة التي اعتُمد لديها. ولا يصح أن تكون هناك أية علاقة لهذا السفير أو الملحقين به إلا من الجهة الرسمية التي تنتدبها الدولة للاتصال به.

سفير أميركا يشترط أن يتمكن من إجراء اتصالات حرة مع جميع القيادات. أي قيادات الأحزاب والجمعيات والنقابات والمليشيات والجيش والنواب والتجار والجامعات والعمال وأجهزة الإعلام وعامة الناس. وهذا هو شأن جميع السفراء في لبنان وليس سفير أميركا وحده.

أية دولة تحترم نفسها لا تسمح للسفير أو أي من اتباعه أن يتصلوا بأحد من الرعية أو من الحكام غير الجهة التي تخصصها لهذا الاتصال. وإلا أصبحت السفارات أوكاراً للتخريب والتجسس وشراء الذمم.

والدولة الإسلامية ستقفل الدول الاستعمارية، وستكتفي من العلاقات معهم بوجود السفراء المتنقلين فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *