العدد 51 -

السنة الخامسة – العدد 51 – ذو الحجة 1411هـ الموافق تموز 1991م

في فرنسا: حرب صليبية على المسلمين

الأحياء التي يسكن فيها مسلمون (عرباً وغير عرب) في فرنسا يطلقون عليها «أحزمة البؤس» وتلتف حول باريس والمدن الكبرى الأخرى. والآن لم تعد هذه الأحياء مجرد أحزمة بؤس تشوه جمال المدن الفرنسية فحسب. بل أصبحت في نظر الشرطة الفرنسية والمسؤولين الفرنسيين والإعلام الفرنسي، أصبحت بؤراً للحركات التي يسمونها «أصولية» والتي تهدد المجتمع الفرنسي حسب أقوالهم. وغالبية سكانها من مسلمي الجزائر والمغرب. ويكفي تصريح جاك شيراك رئيس الوزراء الفرنسي السابق الذي أطلقه في 17/06/91 نشرت كلاماً نسبته لتقرير فرنسي «سري» قالت فيه: _يبدوا أن فروع التنظيمات الإسلامية الأصولية لا يحصى عددها في العالم. وقد تم حصر نحو 47 تنظيماً أصولياً في أوروبا الغربية، بينها «حزب التحرير الإسلامية» الذي يعتبر الحركة الأكثر تماسكاً وتصميماً على استعمال العنف لتدمير «أعداء الإسلام» كما ورد في بياناته. وأجهزة الاستخبارات الغربية تطارده منذ زمن طويل. وهي لا تعرف سوى القليل، إن على صعيد بُنْيته المغلقة أو على صعيد قادته الذين ينشطون تحت الأرض). وتضيف المجلة: (وتبعاً لمصادر مطلعة يملك حزب التحرير الإسلامي نحو مائتي مناضل في فرنسا، موزعين بين باريس ومرسيليا عاصمة الجنوب الفرنسي وقطاع الرون – الألب). وتضيف: (وبفضل المعلومات التي وفرتها (C.I.A) استطاع المكتب الفدرالي التابع للشرطة الجنائية طرد سبعة من حزب التحرير الإسلامية في شهر كانون الثاني – يناير – الماضي).وتضيف: (المسلمون الأصوليون أقاموا خلايا في جوار مساجد هذه الضواحي – في فرنسا نحو ألف مسجد – ويُذْكون التناقضات بين الفرنسيين والعمال المهاجرين). وتضيف: (وبعد انحسار موجة الإسلاميين الانتخابية في الجزائر، كما هو مرجح، قد تنسق باريس مع الجزائر في عملية احتواء مدوزنة. والواضح أن باريس تتردد في استعمال مبضع الجرّاح مع هذه الخلايا التي تقول إنها حددت أمكنتها لئلا تظهر في عباءة صليبية. والأفضل أن يكون مغاربة ضد مغاربة، وجزائريون ضد جزائريون).

]وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ[ ¨

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *