العدد 317 -

السنة السابعة والعشرون جمادى الآخرة 1434هـ – نيسان 2013م

قوى المعارضة المسلحة الفاعلة في سوريا واستراتيجية أميركا إزاءها!

قوى المعارضة المسلحة الفاعلة في سوريا واستراتيجية أميركا إزاءها!

 

نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية عدداً من المقالات لديفيد اغناتيوس الصحفي المتابع للشأن السوري سلط الضوء فيها على واقع المعارضة السورية المسلحة، مؤكداً أنها رغم اشتراكها في صفة أساسية ألا وهي الجذور الإسلامية القوية فإنها تحظى بدعم دول الجوار لها. وذكر أغناتيوس بأنه مع اقتراب معركة الحسم في دمشق قدمت قيادات الجيش الحر للإدارة الأميركية تصورا لنظام المعارك يوضح مجموعات الثوار وتوجهها الفكري ومصادر تمويلها. ويستخلص أغناتيوس بأن نفوذ أميركا على القوى المسلحة للمعارضة ضئيل، وبأن الوضع يتسم بالفوضى والخطورة بدرجة لا تقل عن الحرب الأهلية.

كما أكد أنه رغم أن الثورة السورية أتمت عامها الثاني، لم تُكوِّن المعارضة قيادة موحدة لها حتى الآن. فيما يحاول العميد سالم إدريس، قائد أركان الجيش السوري الحر، التنسيق بين الكتائب المقاتلة، لكن ما زالت الثورة تتحرك من أسفل لأعلى، حيث تشكل البلدات والمحافظات كتائب تندمج معاً في ائتلافات أكبر تتكون من عشرات الآلاف من المقاتلين، وهي أبعد ما تكون عن انضباط أي جيش نظامي عادي. موضحاً أن أكبر مجموعة من الثوار هي «جبهة تحرير سوريا الإسلامية»، حيث تضم 37 ألف مقاتل وتنتمي إلى تيار «الإسلام المعتدل»، وتعتمد على التمويل السعودي. وهي ائتلاف عسكري من عدة مجموعات شبيهة بالائتلاف الوطني بقيادة الشيخ معاذ الخطيب.

أما ثاني أكبر مجموعة فتميل «للتطرف» ويسيطر عليها السلفيون المتشددون وتحمل اسم «الجبهة الإسلامية لتحرير سوريا»، وتضم تحت لوائها 11 كتيبة من مختلف أنحاء البلاد طبقا لتقديرات مصادر الثوار، ويتم تمويلها من السعودية والكويت ودول الخليج الأخرى. ويبلغ عدد المقاتلين السلفيين المنضوين تحت راية هذه المجموعة 13 ألفا بحسب مصادر الثوار. وهناك مجموعة ثورية أخرى تحمل اسم « أنصار الإسلام» وهي ممولة من قبل قطر. وتبقى أخطر مجموعة بحسب الصحيفة في هذا المزيج «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة في العراق. وقد تضخمت هذه المجموعة بحيث أصبحت تضم نحو 6 آلاف مقاتل، وتخشى هذه المجموعة استهدافها من قبل قوات مكافحة الإرهاب الغربية، لذا فإنها تحاول عدم الظهور، وربما تكون منضوية تحت مظلة المجموعات السلفية. فيما يقود إدريس والجيش السوري الحر نحو 50 ألف مقاتل آخر.

واستناداً لهذه المعطيات تقوم السياسة الأميركية بحسب أغناتيوس بالضغط على المجموعة الأكبر ومقاتليها البالغ عددهم 37 ألفا ليعملوا تحت قيادة إدريس والجيش السوري الحر. فمن شأن هذا أن يقلل الفوضى ويعيد قدرا من النظام ويفتح الباب أمام إدريس لتعزيز شرعيته والاعتراف به ما يمكنه من التفاوض مع آخرين لإنشاء حكومة عسكرية انتقالية تضم شريحة يمكن التصالح معها من جيش الأسد!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *