العدد 25 -

السنة الثالثة – العدد 25 – شوال 1409هـ، الموافق أيار 1989م

كتاب الشهر

الكتاب: طه حسين مفكراً؟

المؤلف: عبد المجيد المحتسب

الناشر: مكتبة النهضة الإسلامية عمان ـ الأردن

نقدم للكتاب بما كتبه الأستاذ محمود محمد شاكر في كتابه «المتنبي» معرفاً، فيقول الأستاذ شاكر: (طه حسين مفكراً؟) عمل جدير بالتقدير.. فهو رسالة جامعية قدمت لكلية الآداب في الأردن.. وكاتبها لم يقرأ إلا أعمال طه حسين، ولم يتصل بالبيئة التي شاهدت عمل هذا الرجل ووجوده… فكانت كلمته رمزاً على الحق الخالص، يقول: «أربعون عاماً ينفقها طه حسين في الدعوة للفكر الرأسمالي والثقافة الفرنسية والفرعونية… ثم ينقلب ويتحول إلى الدعوة للقومية طيلة أربعين عاماً… فكيف يصير واحداً من بناة القومية العربية؟! ولقد وفدت الدعوة إلى القوميات في بلاد المسلمين مع الأفكار الغربية الرأسمالية وقد وظف طه حسين نفسه للترويج والدعوة ـ التي لا تعرف الملل أو الكلل ـ إلى الفرعونية. والدعوة إلى القومية بضاعة أوروبية رأسمالية في العصر الحديث.

وإذا كان طه حسين يروج للفكر الرأسمالي والحضارة الغربية فلا غرابة في دعوته وترويجه للثقافة اليونانية والثقافة الفرنسية.

وقد وجد كتاب الدكتور المحتسب من أولياء التغريب خصومة شديدة… فمنهم من حاربه كعمل جامعي، ومنهم من حاربه كعمل أدبي. وما كان الرجل طامحاً إلا إلى أمر واحد هو أن يصدع بكلمة الحق ويكشف زيف هذا الطاغوت الواسع الشهرة.

ولا ريب أن هذه الكتابات الخالصة لوجه الله والحق تكشف فساد تلك الحملات الواسعة التي تجري لرد الاعتبار لعميد الأدب بمحاضرات يلقيها المستشرقون في الدول العربية أو فيلم سينمائي ساقط أو ربط طه حسين بالسيرة النبوية فما يستطيع ذلك كله بعد اليوم أن يحجب حقيقة طه حسين. ومهما تكن عند امرئٍ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تُعلَمِ».

انتهى هنا كلام الأستاذ محمود محمد شاكر.

يتألف الكتاب من تمهيد وثلاثة فصول، تحدث المؤلف في التمهيد عن علاقة طه حسين بما أسماء حزب الشيخ محمد عبده الذي كانت ترعاه الدول الغربية وتساعده لبث الثقافة الغربية ونشرها عبر أبواق لبست زي الإسلام وارتسمت برسمه. فتحدت المؤلف مطولاً في تمهيده عن محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وعلاقة طه حسين بهذا الحزب «المشبوه» وكشف دورهم في معاداة الدولة العثمانية وعلاقتهم بالغرب وبالأخص الإنجليز والفرنسيين.

وينتقل في الفصل الثاني للتحدث عن ولاء طه حسين وترويجه للحضارة الغربية والفكر الرأسمالي. ويركز المؤلف في الفصلين الثاني والثالث على دور طه حسين الكبير في الترويج للثقافة اليونانية بعامة وللثقافة الفرنسية بخاصة ودعوته العريضة للقومية المصرية الفرعونية.

تقويم:

إن هذا الكتاب المؤلف من 295 صفحة من الحجم الكبير، يحمل بين دفتيه حقيقة طه حسين الذي طالما روج له الغرب وأظهروه بمظهر المصلح، فكان هذا الكتاب، المدعم بالأدلة والشواهد المأخوذة من كتب طه حسين نفسها وأقوال الذين عرفوا طه حسين وصاحبوه خلال حياته، مرجعاً لا يستهان به لكل الباحثين عن حقيقة طه حسين ومآربه المشبوهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *