العدد 316 -

السنة السابعة والعشرون جمادى الأولى 1434هـ – آذار 2013م

دور بريطانيا في الصراع على سوريا

دور بريطانيا في الصراع على سوريا

 

تم تصوير النظام السوري بأنه نظام قومي مقاوم للمشاريع الاستعمارية التي تقودها أميركا، مع أنه كان مجرد إحدى أدوات تنفيذ مخططاتها في المنطقة، وأن معسكر المقاومة الذي يتألف من إيران وسوريا ولبنان إنما هو مجرد خديعة تم تركيبه في سياق صراع دولي، صنعته أميركا على عين بصيرة لتمتين نفوذها في المنطقة. وكان المنافحون عن النظام يؤولون كل الشواهد الدالة على ارتباط النظام السوري بأميركا بحجج واهية بعيداً عن واقعها، وكان الناس يستقبلون ذلك لشدة التضليل الفكري والإعلامي والسياسي في هذا الشأن.

إلا أنّ ما جرى في السنتين الأخيرتين في سوريا أظهر محاولات أميركا الحثيثة للحيلولة دون إسقاط النظام السوري عسكرياً ورفضها مراراً تكرار السيناريو الليبي في سوريا، وسماحها لإيران وروسيا بمساندة النظام بكل أشكال المساعدة فيما تحظر السلاح بكافة أنواعه عن الثائرين،  مما كشف حقيقة ارتباط النظام السوري بأميركا، وأن كل ما تم تصويره من عداء بينهما إنما هو من باب الدعاية المزيفة والخادعة، كي يتمكن النظام من أداء دوره في خدمة السياسة الأميركية في المنطقة، التي كانت سابقاً تحت هيمنة بريطانيا وفرنسا، وسلبتهما أميركا إياها، لأهميتها الاستراتيجية سياسيا وجغرافياً ومادياً. إلا أن أوروبا ممثلة ببريطانيا وفرنسا قررت أخيراً استعادة ما تم استلابه منها، أو على الأقل أن ترجع شريكة أساسية فيه، بخاصة بعد أن فشلت محاولات أميركا للتفرد في القرار الدولي عقب أحداث 11 سبتمبر وحربي العراق وأفغانستان والأزمة المالية العالمية التي تسببت فيها أميركا للعالم.

وقد جاءت تصريحات الرئيس الأسد مؤخراً لصحيفة صنداي تايمز البريطانية لتضيء دور بريطانيا المباشر بما يجري من صراع في سوريا، حيث ذكر أنها تقود مشروعاً لإسقاط نظامه بالقوة العسكرية، وأن الحكومة البريطانية تستمر في دفع الاتحاد الأوروبي لرفع حظر توريد السلاح المفروض على سورية وذلك للشروع بتزويد المجموعات المسلحة بأسلحة ثقيلة. كما أشار إلى أن المجموعات المقاتلة ضد نظامه يتم تمويلها بشكل رئيس من قطر والسعودية (وهي دول تابعة لبريطانيا)، مضيفاً «إذا أرادت الأطراف الخارجية فعلاً المساعدة في العملية السياسية، ينبغي أن تضغط على تلك البلدان للتوقف عن تزويد أولئك الإرهابيين بالمال والسلاح».

وأوضح الأسد أنه «ليس هناك أي اتصالات بين سورية وبريطانيا منذ وقت طويل.. كما اشتهرت بريطانيا بلعب دور غير بناء في مختلف القضايا وعلى مدى عقود في المنطقة، وبعضهم يقول قرون .. وبأن مشكلة الحكومة البريطانية تتمثل في بروز هذا الإرث من الهيمنة عليها». مؤكداً «أقول هذا بصراحة. كيف يمكن توقُّع أن نطلب من بريطانيا أن تلعب دوراً في حين أنها مصممة على عسكرة المشكلة؟ كيف يمكن أن نطلب منهم أن يلعبوا دوراً في جعل الوضع أفضل وأكثر استقراراً، وكيف يمكن أن نتوقع منهم تخفيف حدة العنف، في حين أنهم يريدون إرسال المعدات العسكرية «للإرهابيين» ولا يحاولون تسهيل الحوار بين السوريين؟ هذا غير منطقي!»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *