العدد 24 -

السنة الثانية – العدد الثاني عشر – رمضان 1409هـ، الموافق نيسان 1989م

كتاب «الشهر» حصوننا مهددة من داخلها

المؤلف: د. محمد محمد حسين

الناشر: مؤسسة الرسالة ـ بيروت

الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات كان المؤلف قد نشرها في مجلة «الأزهر» خلال الأعوام (1376، 77، 78 هـ). وكان من أسباب كتابته لهذه المقالات وجمعها كما عبَّر المؤلف في مقدّمة الكتاب «أنّي رأيت الإلحاد والانحلال في هذه الأيام يشتعل ويسري سريان النار في يابس الحطب، ورأيت دعاته يستفحل أمرهم في كل مكان، ورأيت الناس مشغولين بالجدل والنقاش حول ما يثيرونه من موضوعات يسترون مآربهم الهدّامة من ورائها تحت أسماء خلاّبة برّاقة، النهضة، والتحرّر، والتطور، ومتابعة ركب الحياة، وهي موضوعات منوّعة تشمل الحياة في شتى نواحيها، يخترعونها ثم يهولون من شأنها ويكثرون من الأخذ والرد حولها حتى يلفتوا إليها أنظار الناس، وحتى ينشأ جيل جديد مرّنت أذنه منذ وعى على سماع المناقشات حول هذه الموضوعات، فيتوهم أنها مشكلات حقيقية لا بد لها من حل، ويتجه في أغلب الأحيان ـ كما جرت عادة الناس ـ إلى أنصاف الحلول التي ترضي الطرفين المتخاصمين حسب وهمه. والخاسر في حقيقة الأمر هو صاحب الحق. والربح كله للباطل وأصحابه…

ولكن الجديد في أمر هؤلاء الدعاة أن شرّهم لم يعد مقصوراً في هذه الأيام على الكلام، فقد انتقلوا من مرحلة الكلام إلى مرحلة العمل بعد أن نجحوا في التسرّب إلى الحصون التي تحمي قيمنا، وأصبح كثير منهم في مناصب تمكّنهم من أن يدسّوا برامجهم وخططهم على المسؤولين من رؤسائهم وينفذوها في صمت، ودون أن يثيروا ضجة تلفت إليهم المعارضين.

ولهؤلاء المفسدين عصابة تشدّ أزرهم وتُشيد بهم وتنوّه بذكرهم وتحميهم من خصومهم وتقطع ما يهاجمون به مما ينبه الناس إلى شرّهم عن كل وسائل النشر… وأنا حين أزعم أن هؤلاء الدعاة ينتمون إلى عصابة ذات خطر إنما أعنى بالعصابة كل مدلولها وكل حرف من حروفها وكل مفهوم من مفاهيمها».

ويضيف المؤلف «كتبتُ هذه الصفحات حين كتبتها لكي أفضح هذا النفر من المفسدين وأنبه إلى ما انكشف لي من أهدافهم وأساليبهم التي خُدعتُ بها أنا نفسي حيناً من الزمان مع المخدوعين…

ومن الواضح أن هذه الصفحات لا تستقصي نشاط الهدامين ولا تستوعب كل ميادينهم ولا تحصيها عدداً، ولكنها تقدم نماذج منها تكشف عن أساليبهم في الدس والتزييف والهدم والتخريب…» أ.هـ.

ثم يبدأ المؤلف كتابه بالمقال الأول وهو ما تطرّق إليه الهدّامون في مجال الدراسات النفسية والاجتماعية فيبحث فيه المواضيع التالية (سنأتي على ذكر بعضها):- مطامع أميركا في المنطقة واتصال القائمين على شؤون التربية والتعليم بالمؤسسات الأميركية، ـ تفنيد ورد على كتاب أصدرته الجامعة الأميركية في بيروت سنة 1956 تحت عنوان «محاضرات في التربية والتعليم»، ـ الدراسات النفسية والاجتماعية عند الغرب في أساس التغيير وهي دراسات غير دينية ـ إفساد المرأة الريفية واستئصال حيائها. ـ تخريج جيل من الخبراء الاجتماعيين المصبوبين في قوالب أميركية.

وبعدها ينتقل المؤلف إلى المقال الثاني ويبحث فيه ما قام الهدّامون ببثه في مجال الفن والثقافة ونورد هنا بعض هذه المواضيع:- «حرّية الرأي»، من وسائل اليهودية العالمية للهدم والتخريب. ـ فساد بعض برامج الإذاعة. ـ الفلكلور ودعاة الفرعونية من أعداء الإسلام والعروبة. ـ دعوة إلى اللهجات السوقية (العامية) في صحيفة «المجلة».

أما المقال الثالث فهو تحت عنوان «في التنظيم الاجتماعي»، ومن أفكاره الرئيسية:- شيوع الكلام في الكبت الجنسي ومضاره والدعوة إلى اختلاط الذكور بالإناث علاجاً له. مقتطفات من (بروتوكولات حكماء صهيون). – التحدّث عن «الجنس الثالث» وهو الاسم الذي أطلقه أحد كتاب الإنجليز على النساء المترجلات العاملات.

ثم يتحدث المؤلف في مقاله الرابع عن دور الهدامين في جامعة الدول العربية، ويقسّم المؤلف بحثه هذا إلى ثلاثة أبواب:

  • في البحوث والمحاضرات. 2- في الكتب المترجمة. 3- في المؤتمرات.

أما المقال الأخير فهو في مناهج اللغة والدين، ويقسّم المؤلف هذا البحث إلى خمسة أبواب وهي: 1- في التعليم العالم. 2- في الجامعة. 3- حول تطوير الدراسات اللغوية. 4- في تطوير الدراسات اللغوية والإسلامية. 5- حول بحث جامعي في قراءات القرآن.

تقويم:

إن هذا الكتاب يعبّر عن مدى وعي المؤلف، الدكتور محمد محمد حسين، والذي وعي على ما يخطط الغرب في المجال الثقافي والسياسي في وقت كان الكثير من الأفكار والهدامين قد استحوذوا على عقول معظم أبناء الإسلام. والذي يجب إدراكه أن هذا الكتاب كان قد كتبه مؤلفه عام 1959م فجزاه الله وإيّانا كل خير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *