العدد 314 -

السنة السابعة والعشرون ربيع الأول 1434هـ – كانون الثاني / شباط 2013م

هل تتحول غزة إلى دولة فلسطين؟

هل تتحول غزة إلى دولة فلسطين؟

أحدث تصريح رئيس «السلطة الوطنية» محمود عباس مؤخرا لصحيفة هآرتس (الإسرائيلية) كثيراً من اللغط، والذي قال فيه: بأنه بات في انتظار «صديقه نتنياهو»، بعد الانتخابات (الإسرائيلية) لتسليمه مفاتيح «السلطة الفلسطينية»، مما شكل صدمة لدى الرأي العام لأهل فلسطين، سيما أن تلك التصريحات جاءت بعد مرور شهر على التصويت في الجمعية العامة لقبول فلسطين دولة مراقب في منظمة الأمم المتحدة، مما وضع علامة استفهام حول مبتغى سعي سلطة محمود عباس الحثيث لنيل الاعتراف بالدولة العتيدة، طالما أنه بيت النية لتسليم مفاتيح السلطة لنتنياهو بعد الانتخابات! كما عبَّر بعض المرتبطين بالسلطة نفسها عن امتعاضهم من سلوك عباس الهجين، فقد كان مفترضاً بحسب تصورهم أن يصدر عباس بصفته رئيساً للدولة والمنظمة والسلطة، مرسوماً بقانون يستبدل من خلاله «السلطة الفلسطينية» بـ «دولة فلسطين»، كإجراء (سياسي __ قانوني) لتكريس ما تم تحقيقه بـ«اسم الشعب الفلسطيني»، لكن وبدلاً من هذا دهش هؤلاء بأن الحديث لا زال عن السلطة ومؤسساتها، بل والتهديد بحلها!. من جهته دعا موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس محمود عباس لتسليم السلطة في الضفة الغربية لحركته بدلاً من تسليمها لنتانياهو على اعتبار أن «الأقربون أولى بالسلطة».

إلا أن كل هذا اللغط يبدو جزءاً من مؤامرة جديدة على قضية فلسطين. فمن غير سابق إنذار قامت (إسرائيل) بعملية عدوانية كبيرة على قطاع غزة، سرعان ما ارتدت على الحكومة (الإسرائيلية)، لتعلن حماس انتصارها بعد أن وصلت صواريخ فجر إلى تل أبيب والقدس. بل ولـ«تفرض» حماس شروطها على حكومة نتنياهو التي رفعت الحصار عن قطاع غزة جزئياً، فيما بدأت المعونات القطرية لإعادة إعمار القطاع تمر عبر الحدود مع مصر جهاراً نهاراً. في الوقت ذاته جاءت تصريحات الأمير الحسن بن طلال لافتة، إذ اعتبر «أن حل إقامة الدولتين قد انتهى وأن الضفة الغربية هي جزء من المملكة الأردنية الهاشمية». كما جرى حديث علني في بعض الأوساط السياسية الأردنية والفلسطينية عن إمكانية إلغاء قرار فك الارتباط بين الضفتين، واعتباره قراراً غير دستوري، إضافة إلى حديث مماثل عن تكوين كونفدرالية بينهما.

إن تحرك عباس لاكتساب وضع فلسطين كدولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة لم يكن ليأتي لولا موافقة (إسرائيلية) صريحة بهذا الاتجاه. فقراراته مرتبطة بشكل واضح بالأجندة (الإسرائيلية). كما أن تداعيات الحرب الأخيرة على غزة أعادتها عملياً إلى الحاضنة المصرية. مما يشي بأن تسليم مفاتيح السلطة لنتنياهو ومن ثم استعادة الأردن ربط الضفتين، والإقرار بسلطة حماس على غزة بعد حرب فجائية مريبة، يعني بالسياسة فرض دولة فلسطين (العضو المراقب) عملياً في غزة، وبالتالي التعامل مع القطاع وكأنه دولة فلسطين العتيدة!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *