العدد 371 -

السنة الثانية والثلاثون، ذو الحجة 1438هـ،، الموافق آب/أيلول 2017م

الحرب على الإرهاب: حرب عالمية على الإسلام

الحرب على الإرهاب: حرب عالمية على الإسلام

 

هنالك فارق في النظرة إلى ما يحدث في بلاد المسلمين من هجمة شرسة غربية، بل قل عالمية كافرة، بين أن يُنظر إليها بشكل منفصل بعضها عن بعضها بحيث تبدو أنها مشاكل مختلفة لدول مختلفة، لكل دولة مشاكلها الخاصة بها، بين المسلمين وحكامهم؛ وذلك كالنظر إلى أن المشكلة في سوريا هي غيرها في اليمن، أو في العراق، أو في فلسطين، أو في مصر… وبين أن يُنظر إليها على أنها مشكلة واحدة، هي مشكلة أمة تريد العودة إلى دينها، وتحكيمه في حياتها عبر إقامة دولة الخلافة التي تود العيش في رحابها.

 أما الغرب، وعلى رأسه أميركا التي تقود دول العالم، فهو يعلم تمامًا حقيقة ما يجري، ويتعامل معه في كواليسه ومجالسه واجتماعاته السرية، على أنها مشكلة واحدة؛ ولكنه في الظاهر يلبس على المسلمين وعلى شعوب العالم هذه الحقيقة؛ فيصور أنها مشاكل منفصلة ويعمل على حل مشكلة كل دولة بمعزل عن الأخرى. ويحاول في الوقت نفسه أن يصور أن هناك إرهابًا إسلاميًا متنقلًا، وبالتالي تجب محاصرته والقضاء عليه، ويجعل هذه المشكلة مشتركة بين الأنظمة العميلة الحاكمة في بلاد المسلمين مجتمعة، ويعمل على التأثير على الرأي العام لدى المسلمين، وعلى الرأي العام العالمي على أن الحرب التي يقودها هي حرب على الإرهاب الإسلامي ويصور أنها حرب محقة،؛ لأنه خطر على دول وشعوب العالم جمعاء. ونراه يشن حربًا عالمية على الإسلام (إسلام الحكم) تحت ذريعة الحرب على الإرهاب. وفي الوقت نفسه يصور أن مواجهة خطر الإرهاب الإسلامي مقدم على مواجهة الحكام، حتى وإن كانوا ظالمين، بل ويستعين بهم ويدخلهم في تحالفاته ضدهم. بل أكثر من ذلك فهو يعلن أنه حتى بشار أسد يمكن أن يبقى في الحكم وأن يستعان به في هذه المهمة القذرة… وهذا كله إن دلَّ فإنما يدل على فساد النظام العالمي وعلى وجوب تغييره، وعلى أن حكام المسلمين هم عملاء مخلصون له، وأنهم يذبحون أمتهم بأوامر منه… 

في الحقيقة، إنه يشتعل اليوم في المنطقة صراعان: صراع دولي على المصالح، وهو صراع مستمر لم يتوقف، وتختلف فيه الدول الغربية المتصارعة وتتنافس وتتصارع فيما بينها على تأمين مصالحها المختلفة، وهي بالمجمل ضد بعضها البعض، والحكام هم جزء من هذا الصراع، وهم تابعون لأسيادهم الغربيين… وصراع حضاري ضد دين الإسلام، وضد أمة الإسلام، وهو صراع تجتمع فيه دول الغرب مع الحكام العملاء لهم على محاربتهما. فحيثما هناك صراع على المصالح بينهما في المنطقة نراهم متفرقين متنازعين ومتصارعين. وحيثما هناك صراع حضاري ضد دين الأمة وحضارتها نراهم متفقين متحالفين هم والحكام التابعون لهم…

نعم، إن اختلاف النظرة إلى ما يجري من حرب على الإسلام تحت هذا المسمى، يجعل التعامل مع ما يجري والحكم عليه مختلفًا اختلافًا بيِّـنًا. فالنظرة على أنها مشكلة دول مختلفة تعني أن الغرب قد انتهى من ترتيب الوضع السياسي في تونس، وفي مصر لمصلحته، وهو في طور ترتيبه في كل من ليبيا واليمن وسوريا، وهو في عملية ترتيبه لأوضاعها يرسل المبعوثين الدوليين لكل بلد يعاني من المشاكل، ففي اليمن ولد الشيخ أحمد، وفي ليبيا مؤخرًا غسان سلامة، وفي سوريا ستيفان دي مستورا، وهؤلاء يخدمون مصالح الدول الكبرى التابعين لها تحت غطاء أنهم مبعوثون أمميون محايدون. وهو في عملية ترتيب أوضاعها كذلك يفصل كليًا بينها فلا يجعلها تبدو مترابطة أبدًا. وهنا، وفي عملية ترتيب الأوضاع هذه، يبدو الصراع الدولي محتدمًا. وتبقى الحرب على الإرهاب (الإسلام) قائمة في كل بلد من بلاد المسلمين.

أما الجانب الآخر من الصراع وهو الصراع الحضاري. وهو الأساس والأخطر على الغرب، ويحاول الغرب أن يطمس عليه، هو صراعه مع الأمة، فالأمة متبرمة من الأوضاع التي تعيش فيها، وهي تعد الغرب المسؤول الأول عن حدوثها، وتعد الحكام هم رأس حربته، وهي تريد تغييرهم، وبديلها في التغيير هو إقامة شرع الله عليها؛ من هذا الجانب تعد أن الأمة عندما ثارت على الغرب، هي ثارت أولًا على حكامها، والغرب يعي أنه هو المقصود الأول من هذه الثورات؛ لأنه هو المسؤول الأول عن كل هذه الأوضاع المتردية. فعند الغرب، إن هذه الثورات تعبر عن توجه واحد لدى الأمة، وهو رفض الواقع السياسي القائم التابع له، واختيار البديل وهو الإسلام السياسي المتمثل بإقامة الخلافة. وعند الغرب كذلك، إن هذه الثورات كانت لتتمدد إلى سائر دول المنطقة لو أتيح لها ذلك؛ وهذا يعني أن نظرته للصراع الأساس أنه صراع حضاري، وهو لا يلغي وجود الصراع السياسي الدولي على المصالح .

نعم إن الغرب قد حسم أمره أن الأمة تريد الخلاص منه، ومن زبانيته من الحكام، والعيش في كنف دينها؛ لذلك عندما وضعت أميركا خطتها، فإنما وضعتها لصياغة المنطقة كلها، صياغة تقوم على تفتيت جديد للمنطقة يناسب تمامًا عدم تمكن الأمة بنظره من الوحدة على دينها، تفتيت جديد قائم على التحريش الطائفي والعرقي والمذهبي، وعلى العداء المستحكم بين هذه المكونات المختلفة؛ بحيث تكون الوحدة شبه مستحيلة إن هو نجح في هذا التفتيت، وللأسف اتخذ من إيران والأكراد، وسيتخذ من كل من يسميهم أقليات… رأس حربة في عملية التفتيت هذه.

هذا الجانب من الصراع، الذي يحاول الغرب أن يعمي عليه، من الأهمية بمكان أن يسلط الضوء عليه،، وأن يقوى في الأمة، وأن تُغذَّى المشاعر نحو نصرة دينها، وأن يُنَمَّى السير باتجاه العداء للغرب ولعملائهم من الحكام على أساس مبدئي. هذا هو المطلوب الآن، وإذا لم يرقَ حملة الدعوة إلى هذا المستوى تكون دعوتهم دون المستوى. فكم هو مجحف بحق أمتهم أن تكون هي وصلت إلى هذا المستوى من خوض الصراع، وهم دونه؟، وكم يخدم حملة الدعوة الغرب حين لا يكونون على هذا المستوى، أو يريدون فقط أن يحصروا الصراع القائم بالصراع الدولي، فأمثال هؤلاء يخذلون الأمة في أحرج أوقاتها. وكذلك هناك بعض الحركات التي تعتبر نفسها حركات إسلامية، ولم تفهم أن الصراع الأساس هو الصراع الحضاري، فاعتبرت أن الهجوم على الإرهاب معزول عن الحرب على الإسلام؛ ولأنها لم تفهم هذا، أرادت أن تقدم للغرب حسن سلوك وتعلن عن توجه جديد، هو عكس توجه الأمة، وضد تطلعها نحو الانعتاق من سيطرة الغرب؛ فأعلنت عن تغيير أسمائها وطرائقها في العمل، وتخلت عن الإسلام السياسي، وأعلنت تبنيها لطريقة الغرب في العمل السياسي، وتبنت مفاهيمه في الديمقراطية وتداول السلطة… كل هذا لأنها لم تفهم حقيقة الصراع الدائر اليوم.

إن هذه الحركات يجب أن تقتنص الفرص اقتناصًا، وعليها إذا رأت في الأمة أقل توجه نحو دينها أن تبرزه وتعمل على تقويته، فكيف إذا كان هذا التوجه موجودًا وبقوة.

من هنا فإن على الحركات الإسلامية وحملة الدعوة أن يستبقوا في نظرتهم الأمة، وأن يوجهوها التوجيه المطلوب. وعلى سبيل المثال عندما حدثت هزيمة 67، وسقطت معها أسطورة عبد الناصر، قام الشيخ الفذ النافذ البصيرة تقي الدين النبهاني (رحمه الله) ليعلن مستبقًا كل المحللين والمفكرين والاستراتيجيين أن الأمة انفتح أمامها الطريق إلى الحكم بالإسلام، وكان هذا التحليل مفاجئًا حتى للكثيرين من حملة الدعوة. فهو رأى ببصيرته ومن شدة اهتمامه بدعوته ورصده الدقيق للأحداث ومجرياتها أن الطريق قد تخلصت زعامة عبد الناصر، ومن كل فكر آخر غير الإسلام؛ فخلت له الطريق. وهذا السبق بالغ الأهمية في التأثير على السياسيين وأصحاب الفكر والمنظرين؛ إذ إنه بسبقه هذا يفرض عليهم توجهه هذا، ويجبرهم على أخذه بعين الاعتبار بدل استبعاده.

وبناء على ما تقدم، فإننا نعلن أن انتصار الغرب في كل بلد من بلاد المسلمين، وإرجاعه إلى حظيرته، لا يعني النهاية. فلو إنها كانت مشاكل  مختلفة ومنفصلة لقلنا إن الأوضاع استقرت لبريطانيا في تونس، ولأميركا في مصر، وهي ما زالت مشتعلة في اليمن وليبيا وسوريا بانتظار أن يحسم الصراع الدولي فيها لمصلحة دولة من الدول الكبرى المتصارعة عليها… إلا أنها ليست كذلك، إنها مشكلة أمة، إنها مسألة صراع حضاري، الأمة كلها اليوم تتألم مما يحدث، وتعتبر ما يحدث في كل بلد من مآسٍ ومجازر يعنيها، وهو يوقظها أكثر وأكثر نحو دينها، ويمكننا القول بكل ارتياح أن ما يحدث يهيئ الأمة أكثر لأن تنخرط في مشروع الأمة الجامع، مشروع الخلافة،، فكما أن دول العالم تستشعر خطر الإسلام العائد إلى المسرح الدولي، وتتحالف للقضاء عليه، فكذلك بالمقابل، فإن ما يجري على الساحة الدولية من هجمة كافرة على الإسلام يجمع المسلمين بعربهم وعجمهم على صعيد واحد، وسيجمعهم أكثر إذا ما منَّ الله على هذه الأمة بنصره. فالنصر ليس بيد أميركا ولا غيرها، بل هو بيد الله وحده، وعلى الحركات الإسلامية وعلماء المسلمين قاطبة أن يعتقدوا اعتقادًا جازمًا أن لا ناصر إلا الله، وليعلموا أن الأمة هي أرقى منهم عندما لا يكونون على ذلك، بل هم في خطر عظيم عندما يعلنون تبديل أسمائهم، أو برامجهم ليرضوا الغرب، قال تعالى: ( وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَحَقُّ أَن يُرۡضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤۡمِنِينَ ). ونقول لهؤلاء: إنكم مهما قدمتم لهم لن يرضوا عنكم، قال تعالى: ( وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ).

إن هذه الأوضاع لا ولن تسير بحسب إرادة الغرب، بل بحسب إرادة الله وحده، فالفكرة الغربية الرأسمالية تحمل بذور فنائها من داخلها، بينما الإسلام الذي هو دين الله الحق يحمل بذور تجديده من داخله، ومن هنا بدأنا نرى أن الأوضاع الدولية باتت تسير بعكس ما خطط له الغرب؛ فقد شاخ فكره حتى بات يشرف على السقوط، وشاخت مجتمعاته حتى باتت تشرف على الزوال، وأصيبت شعوبه بالخواء وفقدت ثقتها بمبدئها، وكثرت أزماته الناتجة عن تطبيق مبدئه ما دل على فشله، وعمت بلاواه العالم أجمع، وانكشفت سوءاته، ولم يعد يمتلك إلا القوة المادية، والمكر السيئ ليثبت أركانه ويمنع زواله…

 إنه في الوقت الذي بدأ الغرب يدرك فيه أن مبدأه آيل إلى السقوط، بدأ يرى كيف أن الأمة الإسلامية شرعت تتحرك باتجاه عودتها إلى دينها وإلى إقامة دولة الخلافة، فأسرع يريد أن يستبق الأمور قبل أن تسبقه، وراح يتعامل مع تحرك المسلمين الحالي نحو النهوض بنفس النظرة المبدئية التي تعامل بها مع سقوط دولة الإسلام؛ لذلك نرى هذه الهجمة الشرسة المتوحشة التي يسرف فيها في القتل والمكر، من غير حسيب ولا رقيب.

نعم، إن الزمن الذي نحن فيه هو زمن تغيير كوني تظهر فيه دول كبرى وتسقط فيه دول كبرى أخرى، وتنزع القيادة فيه من دول كبرى إلى غيرها، وإذا كان التغيير الأبرز الذي حدث في بدايات القرن الماضي هو سقوط دولة الخلافة، فإن الحدث الأبرز الذي بات الغرب يتوقعه قبل المسلمين، ويعمل على منعه، هو قيام دولة الخلافة من جديد.

إن فهم ما يحدث في بلاد المسلمين من هذه هجمة شرسة على الإسلام من هذا المنظور يجعل المسلمين يتفاعلون معه بشكل إيجابي ولمصلحة دينهم. ويجعل مكر الغرب وتلبيساته تذهب في هباء. إن الغرب يلعب اليوم لعبته القديمة فيضغط باتجاه تغيير مفاهيم الإسلام الصحيحة بمفاهيم مغلوطة فاسدة، وهذا فشل به من قبل، وهي بضاعة فاسدة مزجاة، وهو الآن في تركيز هجومه على موضوع الحكم في الإسلام نراه قد لعب بورقة الخلافة عن طريق توليد ما سمي بتنظيم الدولة الذي ارتكب أبشع أنواع الجرائم باسم الدولة الإسلامية (ذبح وقطع رؤوس وإغراق إحراق، ودهس وطعن بالخناجر والسكاكين… ) وما هو إلا تخطيط جهنمي يراد من ورائه جعل المسلمين ضده، وضد فكرة الدولة الإسلامية، وحتى تقطع تأثر شعوب الغرب وتوقف عمليات اعتناقها للإسلام، بل وأكثر من ذلك، حتى تثورها ضد الإسلام… ونراه لعب عن طريق توليد جماعات إسلامية معتدلة تقول بالديمقراطية وبالدولة المدنية العلمانية، وتهاجم الخلافة وتعتبرها مرحلة تاريخية لم يعد الواقع يتقبل وجودها. وضغط باتجاه تحول جماعات إسلامية إلى جماعات تقول بفصل الدين عن الحياة كالغنوشي ومورو، ومكَّن للصوفيين ليكونوا إلى جانب عملائهم من الحكام تلبية لتوصيات مؤسسات أبحاثهم، ومنها مؤسسة راند.

إن المعركة مع الغرب قائمة، ولن تستطيع القوى الدولية أن تحسمها لمصلحتها، بل هي عندها من المشاكل ما نحسب أن الله سيأتيها من حيث لا تحتسب، وما الأزمة المالية التي حدثت أثناء احتلال أميركا لأفغانستان والعراق عنا ببعيد، قال تعالى: (قَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنۡيَٰنَهُم مِّنَ ٱلۡقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّقۡفُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَأَتَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ )

إن نظـرة الأمة للخـلافة أنهـا جزء من الدين؛ لـذلك لم ولن تتخلَّى عنها. وقد آن أوانها بإذن الله، قال تعالى:    ( وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا ٱلۡقُرُونَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ١٣ ثُمَّ جَعَلۡنَٰكُمۡ خَلَٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لِنَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ ).

نسأل الله العظيم أن يهيئ لهذه الأمة أمر رشدها: خلافة راشدة على منهاج الأمة، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، إنه نعم المولى ونعم النصير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *