العدد 386 -

السنة الثالثة والثلاثون – ربيع الأول 1440هـ -ت2 \نوفمبر 2018م

نيوزويك: الشرق الأوسط سيشهد زلزالًا أضخم من الربيع العربي

نيوزويك: الشرق الأوسط سيشهد زلزالًا أضخم من الربيع العربي

 

نشرت مجلة “نيوزويك” الأميركية مقالًا ترجمته “عربي21” لرئيس المعهد المصري للدراسات، ووزير التخطيط المصري السابق، الدكتور عمرو دراج، قال فيه إن هناك تغيرات عميقة تحدث في العالم العربي… وإنه مع عدم قلع جذور الدولة العميقة القديمة، سادت الفوضى، وبرز نظام جديد، نظام مصاب بجنون العظمة، ويعتمد على القمع والأموال الطائلة، وتم استبدال مصر والعراق وسوريا بالإمارات والسعودية. وذكر أن “الشرق الأوسط، مهد الحضارات، هو المكان الأكثر عرضة للخطر، وهو شاهد على الاستبداد الذي يتجذر في المنطقة” وأعطى مثلًا لذلك دعم ترامب  للسيسي في مصر، والذي استمتع بإفلات كامل من العقاب تحت إدارة أوباما ، ولابن سلمان في السعودية، وذكر بجريمة جمال خاشقجي وبتصريحات ترامب للسعودية التي هي أقرب إلى المصادقة منها إلى التهديد… واستدرك بالقول إن “هذا التهاون مع الاستبداد لن يجلب الاستقرار الإقليمي، ولن يخدم المصالح الأميركية”. كذلك أكد الكاتب أن “ترامب أضعف السلطة الأخلاقية لأميركا وحلفائها في وقت حرج لهم وللشرق الأوسط، وحكم على الملايين بالعيش في ظل قمع خانق من مستبدين يتبعون نزواتهم، ولم يبد ازدراءه إلا للديمقراطية، وبذلك شجع اعتقادًا على نطاق واسع بأن الديمقراطية ليست دائمًا جيدة أخلاقيًا ولا حتى مرغوبة”.

ويجد دراج أن “القضية لم تنته بعد، فإن زلزالًا أكبر بكثير مما بدأ في تونس سيحدث، ويجب حماية الديمقراطية لتدعم بصفتها قيمة أخلاقية بغض النظر عن أي اعتبارات ثقافية أو محلية”. ويرى الكاتب أنه “يجب في الوقت ذاته إعادة ضبط بوصلة الدبلوماسية بخصوص الشرق الأوسط. والتركيز على الأنظمة القمعية في المنطقة أمر مهم جدًا، إن كانت هناك رغبة في الإبقاء على أي شكل من أشكال النظام العالمي أو إعادته”. ويختم دراج مقاله بالقول إن “هناك تغيرات عميقة تحدث في العالم العربي، فهي لم تستقر بل في حالة تصعيد”.

 ويشير الكاتب إلى أن “حالة التفكك هذه في الشرق الأوسط، يصاحبها تزايد في تهور شمال كوريا، وصعود للصين، وغضب في أوروبا ضد الهجرة، ونمو بطيء في الاقتصاد، ليصبح العالم في حالة فوضى، عالم يحتاج إلى قيادة أخلاقية قوية تحافظ على القيم الأخلاقية، مثل الديمقراطية وحرية التعبير والقواعد المؤكد عليها في القانون الدولي”.

الوعي: إن الكاتب يستشعر الخطر بشكل قريب داهم، ويرى أن الثورات التي قامت في المنطقة لم تُزل أسبابها، بل تكرست بصورة أبشع، وبغطاء من المجتمع الدولي، ويطلب، بحسب رأيه، استباق الزلزال بـ “حماية الديمقراطية لتدعم بصفتها قيمة أخلاقية”، وبالتركيز على تغيير سلوك الأنظمة القمعية “إن كانت هناك رغبة في الإبقاء على أي شكل من أشكال النظام العالمي أو إعادته”. ولكن هذا الكاتب لم يذكر من هو أسوأ من السيسي وابن سلمان وهو بشار أسد، بل دعمه ليكرس في ذلك إفلاس الغرب حضارياً، فالمشكلة في المبدأ الرأسمالي نفسه، وليس فقط في تصرفات حكام الغرب ولا في إجرام حكام المسلمين من عملائهم بغطاء منهم. وما ذكره الكاتب في آخر مقاله من أن “العالم في حالة فوضى، عالم يحتاج إلى قيادة أخلاقية قوية تحافظ على القيم الأخلاقية” يشير بشكل واضح إلى خلو العالم مما ذكر، وحاجته إلى من يملأ الفراغ الحضاري هذا، وليس من يقدر على ذلك إلا الإسلام، ودولة الخلافة الراشدة تحديداً. فهل يعي المسلمون والعالم ذلك؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *