العدد 77 -

العدد 77- السنة السابعة، ربيع الأول 1414هـ، الموافق أيلول 1993م

التحدي

شاعر الوحدة الإسلامية: بشار كامل الزين

نحن التحدي وهذا الفكرُ والأثرُ
.

 

والوحيُ والذكرُ والآياتُ والسورُ
.

نحن التحدي تحدٍّ مناقبنا
.

 

والنجمُ موضعُنا والشمس والقمرُ
.

لا يصبح المجد مجداً دون شِرعتنا
.

 

ولا الكرامةُ أيضاً لا ولا البشرُ
.

نحن الهداةُ هداةٌ في مسالكنا
.

 

منْ حكمة الدهر تأتينا هي العبرُ
.

المسلمون وفخرٌ أنْ يقَالَ لنَا
.

 

فالأمس واليوم نحن المكتوب والقدَرُ
.

كلّ الشعوب تلاشت عندها قيمٌ
.

 

ونحن بالقيم المحفوظة الدُّرَرُ
.

لا نقبل الضيم منْ أعدائنا أبداً
.

 

ولا الهوانَ وإنْ سادوا وإن كثروا
.

نحن الأباةُ وتاريخ الجهاد لنا
.

 

لا السيفُ يرهبنا لا الموت لا الخطرُ
.

لو غيرُنا عاش في ساحاتنا زمناً
.

 

ذَلّوا وولّوْا على الأدبار واندثروا
.

يا حامل النور نور اللهِ نحن هنا
.

 

نفديك بالروح والأرواحُ تختبرُ
.

أبناؤنا اليوم جسرٌ للشهادة في
.

 

دربِ الخلود وأجيالٌ لنا عبروا
.

والغرب يخشى نهوضاً عند أمتنا
.

 

ونحن نصنع ما يخشى ونفتخر
.

ميداننا الآن فكرٌ والسلاح دمٌ
.

 

وفكرُنا الحقُّ دينُ اللهِ ينتشرُ
.

هنا التحدي وميزان الهدى علمٌ
.

 

وذا الضلالُ على الميزان يستترُ
.

أبناءُ إبليس في أرجاء عالمنا
.

 

كم زيّنوا الشرّ في الدنيا وكم مكروا
.

أحفادُ صهيون همْ من ْ يحالفهمْ
.

 

في الغرب والشرق للإجرام مختبرُ
.

لكنمّا اللهُ بالمرصاد يخذلهمْ
.

 

يغري العداوة منهم أينما حضروا
.

لا يَنْبُتُ الشرُّ إلا في منابتهم
.

 

والخيرُ عندهمُ يَذْوي ويُحْتَضَرُ
.

قد مات ثالثهم: إلحَادُهمْ، فَهمْ
.

 

اثنان صهيونُ ثم الغربُ ذا الأشِرُ
.

إسلامنا الدين عند الله حُجتنا
.

 

فمنْ أراد سواهُ فهو ينتحرُ
.

هاتوا البديل مع البرهان يا أممٌ
.

 

كمْ غيرُكم حاولوا جهداً فما قَدِروا
.

برهاننا نحنُ قرانٌ ومعجزةٌ
.

 

وها هو العقل للقرآن ينتصرُ
.

قدْ آمن العلمُ أهلُ العملِ حيث رأوا
.

 

أن الحقيقة في الإسلام تُختصَرُ
.

يا واردَ الفكر عرِّجْ نحو موردِه
.

.

 

فالموردُ الوحيُ وهو الطيبُ والثمرُ
.

والخُلْقُ والطهر والإيمانُ مأثرهٌ
.

 

يصبو لها الناسُ والوجدان والظفرُ
.

لا ترتقي الأممُ الأخلاق دون هدى
.

 

كالنور للعين، لولا النورُ ما النّظرُ؟
.

ألا اسألوا الغربَ عن إنسان عالَمِه
.

 

أينَ الأواصرُ والأخلاقُ  والأسَرُ
.

أين الحقوقُ؟ حقوقُ الناس واعجبي!
.

 

الغربُ يسلبها عَدْواً ويحتكرُ
.

أبناؤنا راح هذا الصِّربُ يقتلهمْ
.

 

كأنّه الوحش لا يُبقي ولا يَذَرُ
.

ومجلس الأمن يسكت غير مكترثٍ
.

 

للمسلمين بأوروبا وقدْ نُحِروا
.

أعداؤنا الهوجُ خافوا من حضارتنا
.

 

لأنّها العدل والإحسان والفِكَرُ
.

كم واجهونا قروناً غير أنّهمُ
.

 

خابوا وفي حَلَباتِ الفكر قدْ خسروا
.

أهل الكتاب ونحن المؤمنون بهمْ
.

 

أما هي فبنا لا نشك قدْ كفروا
.

(أمسا) حَكَمْنا فكنا رحمةً نُشرتْ
.

 

واليومَ همْ حكوا يا هولَ ما نَشروا
.

المالُ سلطتهمْ والجاهُ قِبلتهمْ
.

 

والجنس مهنتهمْ والخمرُ والبطرُ
.

نحن التسامح، لا دعوى، وشيمتنا
.

 

حِلْمٌ وهمْ بصفات الحِلْمِ قد غَدروا
.

.

ما مَثَّلَ العلمُ فيهم غيرَ شهوتهمْ
.

 

لو أوثقوه بهَدْيِ اللهِ لاعتُبروا
.

هذي عقيدتهمْ سفُلَتُ
.

 

فألهّونا فكان الشرك والضررُ
.

إنّا جعلناهمُ أسيادَ حاضرنا
.

 

فهمْ بإرهابهم في أرضنا زُمَرُ
.

شعوبنا أكلت منْ مرّ زرعهمُ
.

 

يا بئس ما زرعوا فينا وما بذروا
.

هذا الجهادُ يدوي في مرابعنا
.

 

يذود عنا وبالأعداء ينضجرُ
.

في القدس خالدٌ في لبنان حيدرةٌ
.

 

والجندُ جندُ رسول الله فانتظروا
.

هذا عليّ وسيف الحق يعرفه
.

 

وذا حسين بأمتنا وذا عُمَرُ
.

هذا التحدي بوحدتنا وقد ملكتْ
.

 

آيات عزّ على الآفاق تنتشرُ
.

فلنعتصمْ حيث قال الله ]واعتصموا[
.

 

فتلك نعمته ذكرى لمن ذكروا
.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *