العدد 68 -

السنة السادسة، جمادى الآخرة 1413هـ، كانون الأول 1992م

إلى الذين أبعدهم اليهود من ديارهم أو يقتلهم الكفار في كل مكان

قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

اليهود يغتصبون الأرض ويشردون أهلها ويجلبون الغرباء ليحتلوها. اليهود يقتلون ويجرحون ويعتقلون كل يوم العشرات والمئات من المسلمين ولا يتحرك حكام المسلمين ولا الرأي العام في العالم. أما إذا قُتِل جندي يهودي مُعْتدٍ فإن القيامة تقوم وتخرب الدنيا.

متى كان دم اليهود أغلى من دم المسلم، ومتى كانت كرامة اليهود أعز من كرامة المسلمين، ومتى كان المؤمن العزيز ينحني ذُلاًّ أمام اليهودي الجبان؟!

إن هذا يحصل في هذه الأيام السوداء فقط. ولكن أَمَا آن للعزة الإسلامية أن تتحرك وتنفض غبار الذلة وتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح؟

نعم يحق شرعاً للمسلمين أن يخطفوا الجندي اليهودي ويقتلوه فنحن في حالة حرب فعلية مع اليهود. ليس مسلموا فلسطين وحدهم في حالة حرب فعلية مع اليهود بل كل المسلمين في العالم لأن المسلم أخو المسلم، والمؤمنون أخوة، والمسلمون أمة واحدة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمّى والسهر. اليهود معتدون غاصبون ظالمون محاربون، هكذا هم في فلسطين وكل يهودي في العالم يساند دولة اليهود الغاصبة في فلسطين هو مثلها وينطبق عليه ما ينطبق عليها.

إن ما نسعى إليه ونرجو تحقيقه ليس فقط الضغط على دولة اليهود لتحسين شروط الاستسلام في المفاوضات، ولا مجرد تجميد المفاوضات. إن ما نسعى إليه هو نسف المفاوضات الخيانية، والإقلاع كُلياً عن التفكير بالصلح والسلام مع العدو الغاصب. لا نريد للخونة أو لصغار النفوس أن يقرروا مصير فلسطين وأهل فلسطين. قرارنا يُستمد من عقيدتنا: القدس من مقدساتنا، وأرض فلسطين أرض إسلامية وليست فلسطينية فقط، واليهود أشد الناس عداوة لنا، ويحرم على المسلمين أن يحكمهم اليهود أو الكفار. ومن يتواطأ من المسلمين مع اليهود للتنازل لهم عن فلسطين أو عن شيء منها فهو منهم وينطبق عليه ما ينطبق عليهم.

إن قتل الجندي اليهودي، وما أحدث من ردة فعل عند اليهود، وما تبعه من إبعاد جماعي نأمل أن يكون فيه خير للمسلمين. نحن مستعدون لتقديم التضحيات وللصبر والاستشهاد وهذه أمور ليس أحلى ولا أعذب على قلب المسلم منها ما دامت ترضي الله.

لقد تمت دعوة حماس إلى تونس، فهل يستطيعون مساومتها وإسكاتها؟ إن ما نأمله هو أن يستطيع المسلمون، من حماس وغيرها، إحباط مسيرة الاستسلام والمفاوضات، ليس فقط بين اليهود والمنظمة بل بين اليهود وجميع العرب والمسلمين.

دولة اليهود في قلب البلاد الإسلامية هي خنجر مسموم، أو هي سرطان فتاك سواء كانت في بقعة كبيرة أو صغيرة، والحل هو اقتلاعها. وهذا يكون بالجهاد وليس بالاعتراف والصلح.

القدرة على اقتلاع دولة اليهود موجودة عند الأمة والذي يعرقل استخدام هذه القدرة هو حكامنا العملاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *