العدد 67 -

السنة السادسة، جمادى الأولى 1413هـ، تشرين الثاني 1992م

إقامة الخلافة الاسلامية (2)

أنور أبو طير

أمة الإسلام العظمى

الأمة الإسلامية تمتلك طاقات اقتصادية هائلة، والمواد الخام فيها متوافرة.

إن في الأمة الإسلامية من الإمكانات العلمية والعلماء ما يمكنها أن تصبح أمة عظمة يهتز أمامها رعباً كل أعدائها رغم ما يملكون من صواريخ وقنابل ذرية وهيدروجينية.

فلو قامت الخلافة الإسلامية الرشيدة لتضم في أمة واحدة العرب والعجم مع الأتراك وبقية الشعوب الإسلامية لتغير مسار التاريخ المعاصر.

عن الشعوب الإسلامية المفككة في حالة يرثى لها الآن، فليس في الشعوب الإسلامية دولة واحدة تملك الأسلحة المتطورة مع أن الله تعالى يقول لهذه الأمة الإسلامية: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة). أي أعدوا لأعدائكم أقصى قوة ممكنة يستطيع العقل البشري والإمكانيات البشرية الوصول إليها.

لقد صارت ثروات بلادهم الهائلة تذهب إلى أعدائهم ليزدادوا قوة إلى  قوتهم وغنى إلى غناهم.

فيا أيها المسلمون وحدوا صفوفكم وأقيموا خلافتكم واستغلوا ثرواتكم الهائلة في بناء حضارة الإسلام العظمى لتكون لكم الغلبة على كل أعدائكم.

قيام الخلافة الإسلامية

الخلافة الإسلامية الرشيدة هي أمل المسلمين جميعاً الآن. وهي ضرورة وجود وحياة لهم. أيها المسلمون: إن أعداءكم قد تعاونوا على استغلال خيراتكم ومحاصرة نظام دينكم وتمييع رابطة الإسلام التي تربطكم وإحياء العصبيات القومية للقضاء على أي أمل في وحدتكم.

فهل ضاع إلى الأبد عزكم وتحطمت إرادتكم وتلاشت قوتكم وهان عليكم دينكم..؟ إن يكن الأمر كذلك فإن الله قادر على أن يستبدل بكم غيركم ويأتي بخير منكم.

وأنتم يا علماء المسلمين يا ضمير الأمة ما مكانكم؟ وأين جهادكم… وأين أمركم بالمعروف ونهيكم عن المنكر…؟

أين أنتم يا علماء الإسلام، يا ورثة الأنبياء؟ إن المنكر قد صارت له الكلمة في كل نظم الحياة عند المسلمين، وصار صوت الحق خافتاً. وصار الإسلام مطارداً من أنظمة المجتمع الجاهلي. وصار الإسلام منزوياً في المساجد والزوايا لأن حكام المسلمين يخشون حكم الإسلام.

إن الإسلام يجعل الحاكم خادماً لمصالح المسلمين ويجعله أميراً للمؤمنين يحكم بما أنزل الله، لأن الله تعالى يقول في حسم وتهديد رهيب من ثلاثة إنذارات قاصمات للحكام الذين يتبعون الهوى ويحكمون بوحي الشيطان، يقول:

(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)

(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون)

(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)

وقال تعالى: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب).

ويل لكم من الله يا حكم المسلمين…

عليكم أيها المسلمون أن تختاروا أقوى حكام المسلمين خليفة بعد أخذ العهد عليه بأن يطبّق دستور الإسلام وأن يعمل على توحيد أمة الإسلام ولو بقوة السلاح.

وإعلان الجهاد المقدس لإسقاط حكام المسلمين الرافضين لوحدة الأمة الإسلامية، وأنه لا يجوز دينياً مهادنة حكام يحملون شعار الإسلام، ويخافون من تطبيق شريعة الله فيحكمون بغير ما أنزل الله معتمدين على علماء المسلمين لتبرير شرعية حكمهم، لأن صمت علماء المسلمين على الحكام الفاسقين يعتبر تأييداً لحكمهم.

كي سكتم يا علماء المسلمين عن الذين حكموا بغير ما أنزل الله وبدّلوا دينكم وغيّروا شريعتكم.

لا تسكتوا على الباطل يا علماء المسلمين فالساكت عن قول الحق شيطان أخرس. تقدموا يا حملة لواء الإسلام فهذا وقتكم لإعادة حكم الإسلام ومطاردة جحافل الإلحاد ولصوص الظلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *