العدد 111 -

السنة العاشرة – ربيع الآخر 1417هـ – أيلول 1996م

وفي الختام عرفات واتّفاقات أوسلو

وفي الختام

عرفات واتّفاقات أوسلو

اجتمع وزراء الخارجيّة العرب في القاهرة في الدّورة 106 لمجلس الجامعة العربيّة في 14/09/96 وحضر الجلسة ياسر عرفات.

في الاجتماع ألقى عرفات كلمة شكا فيها من تعنّت إسرائيل وعنادها ورفضها تنفيذ الاتفاقات التّي وقّعتها. وطلب من الدّول العربيّة أن تساعده في موقفه. فقام وزير الخارجيّة الليبي وحمّل عرفات مسؤولية ذلك لأنّه ذهب إلى أوسلو منفردا دون إعلام العرب. وقام وزير الخارجيّة السوري بتحميل عرفات المسؤولية أيضا. واعترف عرفات بأنّه تسرّع وأخطأ وأنّه نادم على ذلك. ورفع شاعر: الرجوع عن الخطأ فضيلة. طلب من الدول العربيّة أن تتسلّم الأمانة منه أو أن تساعده.

وقبلت غالبيّة الوزراء عذر عرفات، وأبقوا الأمانة بين يديه.

هذا مجمل ما تناقلته الصحف عن هذه المسألة.

ونحن نتساءل: هل صحيح أنّ عرفات نادم، وأنّه مستعدّ لتسليم الأمانة والانسحاب من القضيّة؟ كلا. إنّه يقوم بتمثيل دور من أجل إسكات من ينتقده. حين فشل جمال عبد النّاصر في حرب 67 قدّم استقالته. فقامت الجماهير ورفضت استقالته، وبذلك يكون قد أخذ ثقة جديدة. وياسر عرفات قدّم استقالته في مجلس الجامعة العربيّة فرفضت استقالته وبذلك يكون أخذ ثقة جديدة يسكت بها أهل الضّفة وغزّة الغاضبين عليه، ويسكت الفلسطينيين والعرب والمسلمين الذّين يتهمونه بالخيانة (وليس بالفشل والذّل فقط). وهناك من يتّهمه بأكثر من الخيانة، إنّهم يسألون عن أصله، ولكنّه لا يجيب!

جاءت أوامر من أمريكا بإنشاء منظّمة التحرير سنة1964 من أجل أن تتسلّم الأمانة من الدول العربيّة (أمانة قضيّة فلسطين) من أجل تصفيتها وتسليمها لليهود. وانصاع الحكّام العملاء. وتمّت تصفية القضيّة. والآن يأتي عرفات الذّي هو أكثر من خائن ليقول: استلموا الأمانة كي لا تضيع القدس! وأيّة أمانة أبقيت أيها الأكثر من خائن!

حكّام العرب يعرفون حقيقة عرفات ويتستّرون عليها لأنّ أسيادهم في الدول الغربيّة يأمرونهم بذلك. ولكن ما بال الشعوب، ما بال أهل فلسطين، ما بال المسلمين لا ينطقون!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *