العدد 118 -

السنة الحادية عشرة – ذو القعدة 1417 هـ – آذار 1997م

كلمة أخيرة المسلمون في الصين

كلمة  أخيرة

المسلمون في الصين

يعود الوجود الإسلامي في الصين إلى عام 96هـ أي حين فتَح قتيبة بن مسلم الباهلي مدينة كاشغر. وتبع ذلك وصول جيش المسلمين في العصر العباسي إلى تشانغ، آن وبدأ عدد المسلمين في التزايد هناك، واستمرت وفود الدعاة بالسفر إلى هناك، ثم تشكلت عدة جمعيات إسلامية، ووصل عدد المساجد إلى 40327 مسجداً، عدا مساجد تركستان الشرقية التي ضمت وحدها 2045 مسجداً. وقد توزعت هذه المساجد على 12 ولاية عدا الولايات الشمالية الشرقية والتي كان نصيبها 6570 مسجداً. وشيد المسلمون آلاف المدارس الإسلامية في الصين.

وكان للمسلمين أكثر من مئة نائب في البرلمان الصيني عام 1366هـ/1946م وشاركوا في الوزارات وانخرطوا في القوات المسلحة. تبلغ مساحة المنطقة التي يشغلها المسلمون وهي تركستان الشرقية 1.710.745كم2 وقامت الصين بـإجراء تجاربها النووية في صحرائها فوصلت الإشعاعات النووية إلى معظم أنحاء المقاطعة، ثم بدأت حكومة الصين بـإرسال مستوطنين من غير المسلمين إلى هذه المنطقة فوصل عددهم إلى عشرة ملايين نسمة في مطلع التسعينيات.

وقعت مجازر جماعية في أكثر من مدينة إسلامية في الصين عام 1329هـ/1911م. وقام المسلمون بثورات عدة أهمها في السنوات: 1172هـ، 1182هـ، 1233هـ، 1241هـ، 1249هـ، 1290هـ، 1292هـ، وقمعت هذه الثورات بوحشية.

وتم الاعتداء على الأرواح والأموال والأعراض. وفي عام 1349هـ/1930م تغلب المسلمون على القوات الحكومية وحرروا معظم مدنهم من الاحتلال الصيني وأعلنوا قيام حكومة كاشغر الإسلامية، ثم أعلنوا قيام الجمهورية الإسلامية في تركستان الشرقية عام 1352هـ/1933م وقررت الحكومة تطبيق الشريعة الإسلامية. وعندها شعر الاتحاد السوفياتي بالخطر الإسلامي وامتداده نحو الجمهوريات الإسلامية داخل الاتحاد، فأرسل إلى الصين أسلحة برية وجوية وأموالاً، فقضت الصين على الجمهورية الإسلامية وأعدمت رئيسها ورئيس وزرائها، وأعدمت أيضاً جميع أعضاء الحكومة، وسقط عشرة آلاف من المجاهدين المسلمين. قام المسلمون بالثورة من جديد عام 1355هـ، فقُمِعوا، ثم ثاروا عام 1356هـ فقُمِعوا، ثم عام 1359هـ حتى عام 1362هـ.

وبعد العداء الروسي الصيني استغل علي خان الفرصة فأقام حكماً ذاتياً في شمال تركستان انضمت إليه باقي الولايات وعُـيّن الدكتور مسعود صبري بايكوز رئيساً لحكومة تركستان الشرقية. وبعد انتصار الشيوعيين بقيادة ماوتسي تونغ اجتاحوا تركستان وقتلوا أكثر من خمسين ألف مسلم. وكان عدد المسلمين سنة 1950م 48 مليون نسمة، وكان عدد سكان الصين 480 مليوناً أي أن نسبتهم 10% من سكان الصين، وبقي المسلمون تحت ظلم الشيوعيين حتى الآن، فأُغلقت آلاف المساجد وازداد القمع مع إعلان الثورة الثقافية عام 1966م ولا يزال المسلمون بانتظار قيام الدولة الإسلامية الشاملة (الخلافة) لتنقذهم من بطش الشيوعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *