العدد 60 -

السنة الخامسة – العدد 60 – شوال 1412هـ الموافق نيسان 1992م

كلمة أخيرة: المسلمون ليسوا أوراقاً انتخابية

في هذا الزمن وفي ظل غياب المسلمين عن التأثير في القرار الدولي، أو التأثير في السياسة الدولية تحولت أقطار عدة من العالم الإسلامي إلى أوراق انتخابية في يد بوش بشكل سافر، وإلى أوراق انتخابية داخل فرنسا وبريطانيا بشكل أقل وضوحاً.

فالتهديد باستعمال القوة مرة أخرى في العراق يفسره البعض بأنه لتقوية مركز بوش في الانتخابات، ومحاولة فرض العقوبات على ليبيا يستفيد منها بوش في محاولة الفوز بتأييد الرأي العام الأميركي، وللتغطية على الوضع الاقتصادي المنهار في أميركا، وموقف أميركا المائع من التعنّت اليهودي في المفاوضات الخيانية، هو موقف انتخابي، وموقفها من ضرب الأكراد وحصارهم هو في الأصل سياسي لكنه تحوّل الآن إلى ورقة انتخابية، وموقفها من السلاح القادم من كوريا لأطراف إقليمية اختلط فيه السياسي بالانتخابي (هذا إن صحَ أن هناك سلاحاً كما أُعلن)، وغير ذلك الكثير من المواقف التي يحار المتابع للسياسة الأميركية أين يصنّفها.

فأميركا دولة أصبحت تتحكم في مصير العالم باسم نظامها العالمي الجديد، وهذا شأن كل مغرور بقوته، لكن المؤسف والمزري تصرف أهل المنطقة حيال الصّلَف الأميركي، هذا التصرف الذي أقلّ ما يقال فيه بأنه نظرَ إلى المواقف الأميركية وكأنها قدرٌ لا حول لنا ولا قوة في تغييره، أو التأثير فيه. إن الشرع يطلب منا أن لا نرضخ لإذلال الدول الكافرة، أما إذا كان هناك القليل ممن لا يعترفون بالشرع فهذا لا يغير من الأمر شيئاً، ومطلوب منهم أن يراجعوا حساباتهم حتى على ضوء العزة والنخوة والشرف والكرامة، فلا يُقبل هذا الهوان والانبطاح تحت أقدام الأعداء الذين يكيدون لهم ليل نهار.

وسياسة انتظار الفرج أن يأتي تلقائياً وبدون عمل أو تحضير أو تضحيات هي سياسية مغلوطة وفاشلة يرفضها الشرع وترفضها سنن الكون، فإلى متى تبقون متكلين على الانتظار؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *