العدد 131 -

السنة الثانية عشرة – ذو الحجة 1418هـ – نيسان 1998م

سـقـوط الأقـنـعـة

سـقـوط الأقـنـعـة

                                                            الشاعر: أيمن القادري

أَبْشِرْ بِأَقْنِعَةٍ وَلَّتْ إِلى تَلَفِ
كَمْ غَرَّرُوا النّاسَ وَاغْتَرُّوا بِمَا فَعَلُوا
كَمِ اسْتَبَاحُوا حِمَى الإِسْلاَمِ وَاقْتَرَحُوا
كَيْفَ احْتِكَامُهُمُ – وَاللّـهُ أَوْعَدَهُمْ

تُحْمَى الدَعَارَةُ وَالإِلْحَادُ في بَلَدِيْ
قَــوْمٌ زُنـَـاةٌ وَقَوَّادُونَ قَدْ لَبِسُـــوا

 

يَا أُمَّتِيْ كَيْفَ لَمْ تَسْـتَأْصِلِي بِيَدٍ
آثَرْتِ صَمْتاً مَرِيراً وَالعُقُودُ خَلَتْ
لا تُفْرِحِي كَافِراً طَالَتْ وِلاَيَتُهُ
هُوَ الزَعِيمُ الذِي أُنْثَاهُ قَدْ نَسِيَتْ
لَمْ يُرْضِهِ لَقَبُ التَفْخِيمِ مِنْ عَدَمٍ
فَسَوَّلَتْ نَفْسُهُ، وَالعَابِثُونَ، لَهُ
يُنَازِعُ اللّـهَ في التَشْرِيعِ عَنْ ثِقَةٍ!
فِرْعَوْنُ إِذْ قَالَ: «إِنِّيْ رَبُّكُمْ وَطَغَى»
أمّا (فَخَامَتُهُ) فَالْهَزْلُ شِيمَتُهُ
إِذا اسْتَوَى فَوْقَ عَرْشِ الحُكْمِ قُلْ: قَزَمٌ
لا تَقْـرَبِ البَحْرَ، فِرْعَـوْنٌ قَضَـى غَرَقـاً

 

إِنْ كُنْتَ دِيكاً فَما قُنُّ الدَجَاجِ هُنا
هُنا قَرَارَةُ بِئْرٍ لَيْسَ يَبْلُغُها
هُنا صَلابَةُ صَخْرٍ لا تُـفَـتِّـتُـهُ
هُنا تَأَلُّقُ نَجْمٍ ذَلَّ طَالِبُهُ
هُنا الأَعَـاصِيرُ تُـفْنِـي مَـنْ يُصَارِعُـهـا

 

بِطَانَةُ السُوءِ، في الأَلْقَابِ بَعْضُ صَدىً
عَافَتْ كَرَاسِيُّكُمْ خُشْباً مُسَنَّدَةً
كُلُّ الموَاخِيرِ مِنْ عَلْيَائِكُمْ بُعِثَتْ
بِطَانَةُ السُوءِ، لا مَنْجىً ولا وَزَرٌ،
تُـشَـرِّعُونَ زِنـىً، تَدْعُونَهُ صِلَةً
أَلـْـقُـوا قَوَانِـينَـكُمْ، فَاللّـهُ سَنَّ لَنا
أَمِ اسْـتَبَاكُمْ هَوَى اللَّيْلِ الذي جُمِعَـتْ

 

لَنْ تُوقِفُوا الشَمْسَ عَنْ تَبْدِيدِ ظُلْمَتِكُمْ
جُنْدُ العَقِيدَةِ بِالـمِـرْصَادِ شَاخِصَةٌ
هُـوِيَّةُ الحَـرْبِ، هذا الـيَـوْمَ، سَـافِـرَةٌ

 

 

 

 

 

 

 

@ @

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

@ @

 

 

 

 

 

@ @

 

 

 

 

 

 

@ @

 

 

 

وَأُظْهِرَتْ أَوْجُهٌ شَوْهَاءُ في صَلَفِ(1)
وَدَثَّرُوا الكُفْرَ أَثْوَاباً مِنَ القُطُفِ(2)
مِنَ الـهَوَى سُنَناً قَادَتْ إلى جُرُفِ(3)
إلى الطَوَاغِيتِ تَسْقِي السُمَّ في رُشَفِ
وَيُسْجَنُ الدِينُ أَوْ يُلْقَى مِنَ الشُرَفِ
زِيَّ الملُوكِ وَجَرُّوا الذَيْـلَ في أَنَـفِ(4)

 

مَوَّارَةِ البَطْشِ شِرْكاً ظَاهِرَ الجَنَفِ(5)
فَظَنَّ خَصْمُكِ أَنْ ذا مَوْعِدُ الأَزَفِ(6)
وَقَدْ طَغَى وَتَوَلّى، بَالِغَ (القَرَفِ)
أَخْذَ الثِيَابِ لِسَتْرِ السّاقِ وَالكَتِفِ
وَإِنْ تَرَأَّسَ جُمْهُورِيَّةَ الدَنَفِ(7)
دَعْوَى أُلُوهِيَّةٍ، أَدْنَى إلى الـخَـرَفِ
أَخَبْلَةٌ هيَ، أَمْ ضَرْبٌ مِنَ الطُرَفِ؟
كانَتْ لَهُ (هَيْبَةٌ) نِيلَتْ على وَكَفِ(8)
وَلَيْسَ ما يَبْعَثُ الإِعْزَازَ في جَدَفِ(9)
لا يُشْبِهُ النّاسَ، مَهْما زُجَّ في الصُحُفِ
فِيـهِ، وَأَمْرُكَ يا طَاغُـوتُ، كَالسَلَـفِ

 

هُنا العَرِينُ، فَشُدَّ الرَحْلَ وَانْصَرِفِ
حَبْلُ الكَذُوبِ، فَخَلِّ الكِبْرَ وَاعْتَرِفِ
هامُ التُيُوسِ، فَأَدْنِ الرَأْسَ وَاكْتَشِفِ
وَمَا الزَعِيمُ – وَإِنْ يَزْعُمْ – بِمُخْتَلِفِ
وَقَدْ تَوَسَّطْتَها – بَرْدَانَ – فَالْـتَحِـفِ!

 

وَشَاحِبٌ صَدِئٌ مِنْ أَنْتَنِ الجِيَفِ
مَلَّتْ خَزَائِنُكُمْ مَا حِيزَ لِلتَرَفِ
مَوْفُورَةَ الـحَـقِّ تَغْزُو سَاحَةَ الشَرَفِ
غَداً جَحِيمٌ، وَإِقْصَاءٌ عَنِ الغُرَفِ
فيها التَمَدُّنُ وَالإِحْكَامُ… وَاأَسَفِي
شَرِيعَةً تُرْشِدُ السَارِينَ في السَدَفِ(10)
فِيهِ الأَثَامُ، فَقُلْتُمْ لِلشُمُوسِ: (قِفِـي).

 

لَنْ تُوقِفُوا الزَحْفَ فَالأَبْطَالُ لَمْ تَخَفِ
وَلَمْ تَزَلْ لِطِلاَبِ الـمَـوْتِ في شَغَفِ
أَبْـشِــرْ بِـأَقْنِعَةٍ وَلَّتْ إلى تَلَـفِ
q

                                                                           ذو الحجة 1418هـ (نيسان 1998م).

 (1) الصـلف: الادّعاء والتكبّر –  (2) دثّروا: ألبسوا – القطف: الثياب المخملية –  (3) الجرف: جانب الجبل الأملس –  (4) الأنف: الإباء –  (5) موّارة: سريعة – الجنف: الظُلْم – (6) الأزف: الرحيل –  (7) الدنف: المرض –  (8): الوكف: الظُلم –  (9) الجدف: القبر –  (10) السدف: الظلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *