العدد 134 -

السنة الثانية عشرة – ربيع الأول 1419هـ – تموز 1998م

كلمة الوعي: أيها المسلمون: اطردوا أميركا وحلفاءها من بلادكم

في 7/8/98 حصل انفجاران، أحدهما في سفارة أميركا في نيروبي عاصمة كينيا، والآخر في سفارة أميركا في دار السلام عاصمة تنزانيا. وفي 20/8/98 قامت أميركا بهجوم بالصواريخ على مصنع للدواء في السودان، وعلى خمسة مواقع في أفغانستان، وعلى موقع في باكستان قرب الحدود الأفغانية

ساندي بيرغر مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي صرّح بأن الخطة العسكرية لضرب أفغانستان والسودان أُعِدَّتْ بعد خمسة أيام من ضرب السفارتين. والمحققون الأميركيون صرّحوا في 19/8/98 بأن التحقيق بشأن تفجير السفارتين يتقدم، ولكنهم لم يصلوا إلى نتيجة كافية بعد. مع أن كلينتون قال بأن التحقيقات وصلت إلى نتيجة مقنعة.

هذا التضارب بين قول المحققين وقول كلينتون، وتصريح مستشار الأمن القومي أن الخطة أُعِدَّتْ في 12/8/98، كل ذلك يدل على أن كلينتون كان قد قرر أن يضرب بغض النظر عن التحقيق ونتيجة التحقيق.

صحيفة (الإندبندنت) الإنجليزية كتبت في 23/8/98 بأن كلينتون كان يعلم من المخابرات الأميركية أن مصنع الدواء السوداني (الشفاء) هو مصنع مدني، وليس له أية علاقة بصناعة الأسلحة الكيماوية، ومع ذلك أمر بضربه.

المستشار القانوني لمصنع الدواء (وهو من المعارضة السودانية) يؤكد بـأن المصنع لا يتعاطى بأي شكل من الأشكال بأمور الأسلحة الكيماوية. والمهندسون الأردنيون الذين يعرفون المصنع تماماً يؤكدون أن المصنع لا ينتج إلا الأدوية. والحكومة السودانية طلبت لجنة خبراء من الأمم المتحدة لتقوم بالتحقيق ولتؤكد للعالم كذب ادعاءات كلينتون، وأن المصنع لا يوجد فيه أي أثر لأسلحة كيماوية، أو لمواد يتم تحويلها إلى أسلحة كيماوية.

فلماذا يأمر كلينتون بضرب المصنع وهو يعلم أنه لا علاقة له بإنتاج سلاح ولا أية مواد تدخل في صناعة السلاح؟

مجلة (الشاهد الدولي) الصادرة في 23/8/98 أجابت عن هذا التساؤل بقولها: تدمير المصنع تسديد لفاتورة (مونيكا غيت).

هل يمكن أن يكون كلينتون نفسه وراء تفجير السفارتين؟! أو أنه استغلّ فقط حصول التفجير؟ كِلا الأمرين وارد. إذ إن كلينتون يرى أن مصيره يشبه مصير نيكسون. والتيار المؤيد له يزعم أن هناك مؤامرة يمينية تسعى لطرده من الرئاسة. والمحقق المستقل ستار يلاحق كلينتون من جحر إلى جحر، وقد استدعى مونيكا لوينسكي لتمْثل أمام المحققين بعدما أدلى كلينتون بشهادته. والظاهر أن ستار يريد أن يثبت على كلينتون أنه كذب في شهادته التي أدلى بها في 17/8/98، وأن يُضَمِّنَ تقريره إلى الكونغرس ما يكفي من الأدلة لطرد كلينتون من الرئاسة. ويبدو أن الطرد صار الهاجس أو الكابوس الذي يجثم على صدر كلينتون، والذي يجعله يتخبط في تصرفاته وقراراته. ولذلك فنحن لا نستبعد أن يكون كلينتون دبر مسألة التفجير، ليتخذ منها مبرراً للعمل العسكري، وليهوّل على الشعب الأميركي كي يصرف نظره عن فضيحة مونيكا غيت، وكي يحرج المحقق ستار، وكي يكسب التفاف الشعب الأميركي حوله، ما يجعل أعضاء الكونغرس في حرج إذا قرروا إسقاط الرئيس في وقت تكون شعبيته كبيرة.

وليس صعباً على كلينتون تدبير تفجير سفاراته بِيَدِ أفراد من الحركات الإسلامية. فالحركات الإسلامية المسلحة غالبيتها مخترَقة من مخابرات دول كثيرة. فمخابرات أميركا ومخابرات الإنجليز ومخابرات إسرائيل و… تخترق غالبية الحركات والأحزاب. وخاصة المقاتلين الذين كانت ترعاهم أميركا حين كانوا يقاتلون الاحتلال السوفياتي لأفغانستان. فأميركا هي التي كانت تشجعهم على أن يتطوعوا، وكانت تؤمّن نقلهم من مختلف الأقطار إلى باكستان حيث يتم تدريبهم على القتال، وتتم تعبئتهم النفسية ضد الروس، وكانت تسميهم (المجاهدون) ونتيجة لذلك فإن عدداً كبيراً منهم ما زال مربوطاً بباكستان التي هي تابعة لأميركا. فلا يصعب على مخابرات أميركا أن تجند مجموعات من هؤلاء لينفذوا ما تطلبه منهم، دون أن يشعروا أنهم ينفذون خطة أميركية، بل يتوهمون، نتيجة ألاعيب ما، أنهم يخدمون عقيدتهم وأمتهم وبلادهم. خاصة وأن غالبية هؤلاء المسلحين لا يتمتعون بالوعي السياسي، بل يثقون بقادتهم، في أكثر الأحيان، ثقة عمياء.

حركة طالبان تؤكد أن ابن لادن ليس له علاقة بتفجير السفارتين، حتى ولو قال قائل إنه من جماعة ابن لادن وإنه اشترك في التفجير. ولأن طالبان متأكدة من براءة ابن لادن فقد قال ناطق باسمها بأنها مستعدة أن تسلم ابن لادن إذا استطاعت أميركا إثبات أن له يداً في التفجير.

رئيس هيئة الأركان الأميركية صرح في 22/8/98 بقوله: “استهدفنا جماعة ابن لادن وليس هو شخصياً”. وقبل بضع ساعات من الضربة كان هناك حديث بين المسؤولين في باكستان عن أن أميركا عندها معلومات عن اجتماع سيعقده ابن لادن مع مجموعة من أتباعه. وهذا يعني أن باكستان ستحذر ابن لادن من نوايا أميركا. وبتعبير آخر فإن ابن لادن في حماية طالبان، وطالبان تأخذ كل دعمها من باكستان، فلا يتصور أن تفرط باكستان بابن لادن.

وإذا تصورنا أن كلينتون ليس وراء تفجير السفارتين، فلا نتصور أبداً أنه لم يستغلّ التفجير. فضربه لكل من السودان وأفغانستان هو عملية دعائية لكسب تأييد الشعب الأميركي في محاولة لإبعاد الكأس المرة، كأس الطرد من الرئاسة. فهل سينجو من شربها أو سيجبر على تجرعها؟

أميركا تدعي أنها تحارب الإرهاب وتدعو حكومات العالم للتعاون معها في محاربة الإرهاب. وكانت دول العالم قد عقدت مؤتمراً في شرم الشيخ (في مصر) لمحاربة الإرهاب، والآن يدعون إلى مؤتمر جديد لوضع مقررات لمحاربة الإرهاب. ولكن ما هو الإرهاب؟ يقول الكاتب أليكس شميد في كتابه (الإرهاب السياسي): “إنه يوجد حالياً ما يفوق المائة تعريف مستخدم في الأوساط الدولية لكلمة الإرهاب. وحتى داخل الإدارة الأميركية التي تتصدى لقيادة الحملة ضد الإرهاب”. أليس عمل أميركا الذي قامت به هو عين الإرهاب؟ بل أشنع أنواع الإرهاب! إرهاب الدولة المتغطرسة.

بالأمس كانت أميركا تحشد للقتال في أفغانستان ضد النظام المدعوم من الاتحاد السوفياتي، ولم تكن أميركا تسمي ذلك القتال إرهاباً بل كانت تسميه جهاداً. أما القتال ضد الاحتلال الإسرائيلي، والقتال ضد الاحتلال الأميركي للسعودية والخليج وغيرهما، فإنه يحلو لأميركا تسميته إرهاباً!

لو كانت أميركا، كما تدّعي، تلتزم بالقانون الدولي، لما أقدمت على ضرب مصنع الدواء في الخرطوم، ولما أقدمت على ضرب أفغانستان، بل كانت تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن، ما دامت تملك الأدلة المقنعة، حسب زعمها، ومجلس الأمن يتخذ العقوبات المناسبة وينفذها. ولكن أميركا لم تفعل ذلك، بل هي تضرب بالقانون الدولي وبمجلس الأمن عُرْضَ الحائط، عندما تقتضي سياستها ذلك، لأنها دولة قوية. فالحق في نظرها هو ما يحفظ مصالحها. فهي دائماً تكيل بمكيالين، وتجعل من أمنها القومي ومصالحها الحيوية المقياس للحق والباطل، أو الخير والشر.

أيها المسلمون: أميركا تتعامل مع البلاد الإسلامية وكأنها مزرعة لها، وتتعامل مع حكام المسلمين وكأنهم خدم، بل عبيد عندها، وتتعامل مع الشعوب الإسلامية وكأنهم دواب تسخّرهم لخدمتها. فهي تنهب ثروات البلاد الإسلامية بتسخير المسلمين لينجزوا لها هذا النهب، كما تسخّر إسرائيلُ أهلَ فلسطين ليبنوا لها المستوطنات في أرضهم وعلى حساب حقوقهم.

ليس هذا هو الاعتداء الأول من أميركا على الأمـة الإسـلامية، فبالأمس ضربت العراق وما زالت تحاصره، وضربت ليبيا وما زالت تحاصرها. وساعدت اليهود على اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها وما زالت تساعدهم. وهي تحتل السعودية وتفرض هيمنتها على الخليج، لتنهب النفط والأموال من خزاناتهم. وها هي السعودية ودول الخليج ترزح تحت الديون، رغم وجود الثروات الضخمة، كل ذلك بسبب استعمار أميركا، واستعمار حلفائها.

أميركا عدو حقيقي للأمة الإسلامية، وحلفاؤها الذين يشاركونها العدوان على الأمة الإسلامية، أو يؤيدون عدوانها، مثل الإنجليز والفرنسيين ومن حذا حذوهم، هم عدو حقيقي للأمة الإسلامية.

العدو لا يصح أن يعامل معاملة الصديق. السفيه وحده يعامل العدو معاملة الصديق، وتكون النتيجة وبالاً عليه. الله سبحانه وصّـانا بقوله: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا).

ولا نقصد بالعداوة تفجيرَ السفارات، أو الاعتداء على الناس. إن الإسلام يأمرنا باحترام العهد والذمة لكل من نعطيه الأمان.

ولكن حين تأتي أميركا لتضربنا في عقر دارنا، وتدمّر مصانعنا وبيوتنا وتقتلنا، دون أن تَـرْقُب فينا إِلاًّ ولا ذمّـة، وكأننا حشرات لا حرمة لها ولا كرامة، دون أي وجه حق ودون أي مبرر، بالإضافة إلى عدواناتها السابقة، فماذا ينتظر العالم من المسلمين؟

ومع ذلك لا نقول بأن تَهُبَّ الشعوب الإسلامية للانتقام ممن أعطيناه الأمان في بلادنا، بل نقول: يجب على حكام المسلمين أن يعاملوا أميركا (ومن أعلن تأييده لها) معاملة العدو المتكبر: بقطع العلاقات، وإقفال السفارات، وإيقاف التجارات والمعاملات، وطرد الرعايا، وتجميد الأموال. وأهم من ذلك: على حكام المسلمين أن يلغوا أية اتفاقات عسكرية أو سياسية، وأن يطردوا أية قوات عسكرية، وأن يقفلوا أية قواعد عسكرية. وعليهم أن يقفلوا مياههم وأرضهم وأجواءهم في وجه أي دخول أو مرور لأي من الدول العدوة. وعليهم أن يقطعوا دابر أي نفوذ أو عميل أو جاسوس لهذه الدول من البلاد الإسلامية. وهذا الموقف مطلوب من الحكام في جميع البلاد الإسلامية، وليس من القطر الذي وقع عليه العدوان فقط. لأن المسلمين أمة واحدة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، فالاعتداء على أي قطر إسلامي هو اعتداء على جميع المسلمين.

وكأني أسمع قائلاً يقول: حكام المسلمين لن ينفّذوا شيئاً من ذلك، وأقصى ما يقومون به هو الاستنكار الخجول، امتصاصاً لنقمة شعوبهم. ونقول: نعم هذا هو المتوقع من هؤلاء الحكام، ولسنا بالمخدوعين بهم.

وفي هذه الحال يأتي دور الشعوب، لا في نسف السفارات وقتل الأجانب، بل في تغيير هؤلاء الحكام. إذ من الخطأ والتقصير في الواجب ترك الحاكم العميل الفاسق، الذي يحكم بالكفر، وينفّـذ سياسات أميركا، أو غيرها من دول الكفر والذي بيده الجيش، والشرطة،وجميع القوى والأجهزة، والذي بيده تنفيذ القوانين، ومالية البلاد، والمتربع على عرش السلطة … من الحرام ترك هذا الحاكم يعيث في الأرض فساداً، ويحمي نفوذ الأميركان وحلفائهم، والالتهاء بالتصدي لبعض نفوذ الكفار.

ولكن هل تستطيع الشعوب الإسلامية أن تغيّـر حكامها؟ نعم، بالتأكيد. ولن تستطيع أميركا ولا حلفاؤها أن يحموا الحاكم العميل الذليل من شعبه، خاصة حين يكون هذا الحاكم جباناً يحافظ على مصلحته الخاصة ومصلحة الدولة الأجنبية، ويفرّط بمصلحة شعبه وكرامة شعبه وبلده ومبدأ شعبه (الإسلام).

نعم الآن هو دور الشعوب الإسلامية. لقد طالت الفترة التي فقدت فيها الشعوب الإسلامية دورها، فسكتت عن مصطفى كمال حين هدم الخلافة بمعونة الإنجليز (وسائر دول الكفر)، وسكتت عن دول الاستعمار تمزق البلاد الإسلامية إلى قطع صغيرة ليسهل عليها حكمها على قاعدة «فَـرِّقْ تَسُـدْ». وسكتت عن تطبيق أنظمة الكفر عليها بدل شريعة القرآن. وسكتت على حكام رُوَيْبِضات أقامهم الكفار ليكونوا نواطير عندهم يحرسون مصالحهم. وسكتت على إذلال اليهود لها وإذلال الأميركان وإذلال الإنجليز والفرنسيين وغيرهم من دول الكفر المستعمرة. وسكتت على الفقر والحرمان وهي ترى ثرواتها الهائلة ينهبها الناهبون. ونتذكر في هذا الصدد قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكَلَةُ إلى قَصْعَتِها» فقال قائل: ومِنْ قِلَّـةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل، ولينـزِعَنَّ اللهُ من صدور عدوكم المهابةَ منكم، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبكم الوَهَن» فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حُبُّ الدنيا وكراهية الموت» [رواه أبو داود وأحمد].

الآن أميركا لا تهابنا، واليهود ـ أجبن الناس ـ لا يهابوننا، وبقية دول الكفر لا تهابنا. ونحن نكره الموت، ونحب الدنيا مع ما فيها من مهانة لنا وذل. ولكن يبدو أن فجراً بدأ ينبلج على الأمة الإسلامية، فنحن نلاحظ أن دول الكفر، بما فيها اليهود، بدأوا يهابوننا ويحسبون لنا حساباً. ونلاحظ أن كثيراً من أبنائنا لا تغريهم الدنيا، ولا يكرهون الموت ولا يخافونه، بل يسعون إلى الشهادة. ونسأل الله أن يزيدنا من فضله.

كلينتون، صاحب الفضائح، يريد أن يعلّمنا الإسلام، فيقول بأن الوقوف بوجه أميركا إرهاب يرفضه الإسلام، والعملَ لإقامة الدولة الإسلامية التي تحكم بشرع القرآن هو أصولية يرفضها الإسلام، والتنازلَ عن فلسطين وعن القدس لليهود هو تسامح يرضاه الإسلام، والاستسلامَ لأميركا لتنهب ثروات السعودية وتهيمن على مقدسات المسلمين هو سياسة يقبلها الإسلام…

أميركا وبقية دول الكفر يحرّمون على المسلمين أن يمتلكوا سلاحاً نووياً أو أي سلاح فعّال مما يسمونه ذا تدمير شامل. أما أميركا وغيرها من دول الكفر فإنه مسموح لها، حتى إسرائيل مسموح لها. حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن حكر على دول الكفر وممنوع على المسلمين. لماذا يرضى المسلمون بهذا التمييز؟ على أي أساس توزَّع الحقوق الدولية: بحسب عدد السكان؟ بحسب مساحة الأرض؟ بحسب الثروة؟ بحسب حضارة المبدأ؟ أم بحسب القوة المسلحة؟

في نظر أميركا القدرات العسكرية هي الأساس لتوزيع الحقوق الدولية. أي أن شريعة الغاب تجعل من أميركا شرطي العالم. ولن يعترف العالم بكم، أيها المسلمون، ما لم تصبحوا قوة فعلية مرهوبة الجانب. ولن تصبحوا هذه القوة ما لم تتوحدوا. ولن تتوحدوا ما لم تعتصموا بحبل الله (القرآن)، وتقيموا الخلافة.

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *