العدد 135 -

السنة الثانية عشرة – ربيع الثاني 1419هـ – آب 1998م

دودة القـز

دودة القـز

حكايتيْ ما هي نسجُ الخيالْ
حكايتيْ مسْرحُها موْطنٌ
فكلُّ دودةٍ ترى أنها
وجاءها العقربُ ذا هَيْبةٍ
وقال: إنّيْ حَكَمٌ عادلٌ
دعُوا لِيَ التفاحَ فهْو الذي
وإنْ توافقتمْ على واحدٍ
فَغُرِّرَ الدودُ بأحكامِه
واقْتَتَلُوا ـ جهلاً ـ على غائبٍ
حتى تفانتْ منهمُ كثرةٌ
وعقربُ السـوءِ، على ثغـرِه

 

وبعد حينٍ… من بعيدٍ أتتْ
وأَرْعَدَتْ فيهمْ: بَنِيْ خالتيْ
أَعطيتمُ العقربَ ما رامَه
قُوموا معيْ، أُعِدْ لَكُمْ حقَّكمْ
فاستبشَروا واستنهَضوا عَزْمَهُمْ
وأُلقيَ العقربُ في حفرةٍ
يا دودةَ الحريرِ، ذي بيعةٌ
قالتْ: حريريْ كلُّه ثروةٌ
إنْ شئتُمُ ضاعَفْتُ أرباحَكمْ
قالوا: الحكومـةَ اعْتَلِيْ رأسَها

 

وبَعد أعوامٍ قِلالٍ مضَتْ،
تفاحةٌ تُطْمَرُ في جادةٍ،
وغَيرُ هاتينِ على حافةٍ
لم يُنْجِــبِ التفــاحُ تفّاحةً

ولا استطاعتْ دودةٌ قضمةً
ودودةُ القزّ التي بايَعوا
فأصبحتْ عقربةً حلوةً
لكنها ظلتْ على دأْبها
تقولُ للدودِ: حريريْ له
وما دَرَتْ أنَّ مصيـرَ الـذي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

***

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

***

ولا صَدَى الماضيْ، فما فاتَ دالْ
يَسكنُه دُودٌ غَريبُ الخِلالْ
أحقُّ بالتفاح في كل حالْ
وفي خطاه عزّة واختيالْ
هذا أوانِيْ… أَنصِتوا للمقالْ!
أَوْقَدَ فيكمْ رغبةً في القتالْ
يأكُلُه… مكّنْتُه أنْ يَنالْ
وارْتَقَبُوا النُصْحَ فكانَ الوبالْ
تحجُبُه الأسوارُ خلْفَ المحُالْ
وأُنْسِيَ التُفاحُ من كل بالْ
يُقَهْــقِهُ الشـرُّ السـنينَ الطِوالْ

 

دودةُ قزٍّ وهْي ذاتُ انفعالْ
أتَقبلون النصحَ من ذي احتيالْ؟
وعُدتـمُ بفتنةٍ واقتتالْ؟
ونَمْنَحِ العقربَ أقسى نَكالْ
وحُقِّقَ النصرُ بفضل النضالْ
ومُرّغَتْ جيفتُه بالرمالْ
فاستلِمي الحكمَ بأبهى حِلالْ
وهْو لكمْ… جَنَيْتُهُ مِن حلالْ
وأصبحَ التفاحُ مثلَ التِلالْ
وفيـكِ فليُحْصَـرْ نمــاءٌ ومـالْ

 

مملكةُ الدودِ غَدَتْ في هزالْ
وأختُها في نفقٍ لا تَزالْ
من ذلك الجسرِ الذي لا يُطالْ
واحدةً ما بين قِيلٍ وقالْ
إلا بِحُلْمٍ تحت ضوءِ الهلالْ
أَكْسَبَها التفاحُ بعضَ الجمالْ
واندلقَ البطنُ وغارَ القذالْ
تَنْسُجُ في الحريرِ… ما من ملالْ
مستقبَلٌ، فلتبذِلوا كلَّ غالْ
يظلِـمُ أن يأكلَ طـينَ الخبـالْ
q

                                 الشاعر: أيمن القادري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *