العدد 141 -

السنة الثالثة عشرة – شوال 1419 هـ – شباط 1999م

«غارودي»

السادة المحترمون مجلة «الوعي»

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد،

إنني إذ أوثركم بقصيدتي هذه «غارودي» فلما لمسته في مجلتكم من أمانة فكرية ووعي لعل واقع وجرأة وغيرة تحدو بالغيورين الأمناء أن تكون كلماتهم لبنات في مجلتكم، هذا وسأعمل على تزويدكم بما يعتمل في أفئدة هذه الأمة وبما يحوك في صدور الصابرين الآملين بنصر الله.. إن شاء الله.

 «غارودي»

قُمْ ناجِ ذاتكَ.. لا تقلْ: دعني.. ودَعْ
.

أَوَ كانَ يصْمتُ غيرُ نَذْلِ أو لُكَع؟!
.

يا ويلَ مَنْ خَنَسوا مخافةَ محنَةٍ
.

أحياتُهُمْ إلاّ مَهَاوِ مِنْ فَزَعْ؟!
.

يَتَدَفّأونَ.. وقدْ سَرَتْ بثيابهمْ
.

نارٌ.. أباليةٌ تُرمِّمُها الرُقَعْ؟!
.

فإلى متى الغربالُ يحجبُ عنكمو
.

أنوارَ شمس.. والضَبابُ قدِ انْقَشَعْ؟!
.

ما قيمةُ الإنسان.. يعرفُ إنما
.

يَخْشَى.. فتُخْرِسُهُ المخاوفُ والطَمَعْ
.

ما قيمةُ الأرحام.. يُجهَضُ طفلُها
.

ما نُضْرَةُ البستان إنْ جفَّتْ تُرَعْ؟!
.

بالله «غارودي» أَثَمَّةَ سُبَّةٌ
.

كبقاءِ مُحتلٍّ يُدلَّلُ في وَلَعْ؟!
.

الزّيْفُ «غاردوي» يُظلِّلُ واقعاً
.

فالخرْق وا أَسَفا ـ معَ الصمتِ اتَّسَعْ
.

قد ألبسوا الفحشاء ثوب طهارة
.

فانظرْ «دَيانا» كيف تُنْعَتُ بالوَرَعْ
.

ما أقبح القانون يحظر فكره
.

فيها الحقيقةُ وَهْجُ فجر قدْ سَطَعْ
.

قد شوهوا الإنسان.. حيث بدا بلا
.

رأي ولا حوْلِ.. يُضامُ فيُقْتَلَعْ
.

حاجات لا غايات تشغل باله
.

غاف.. لأسفلَ أسفلينَ قدِ انْدَفَعْ
.

هذا النظام العالمي ونهجه
.

قهْرٌ وزيفٌ.. كلُّ ما فيهِ خُدَعْ
.

كمْ قال «غاروديْ» وجدَّفَ لَمْ يَجدْ
.

أحدا يغار.. ولم تهاجمه البيع
.

لكنّه لمّا تحدّث صادقاً
.

قاموا عليه.. كأن زلزالاً وقع
.

«باريسُ» وا أسفا ـ غَفَتْ وتنكّرتْ
.

أم الصراحة.. صرحة فيها انصدع
.

هلْ دُرْت في فَلَكِ النفاق تَخَيُّراً
.

أم أن أنفك قد تمرغ فانجدع؟!
.

رئةُ الضَمير ترهّلتْ وتهرَّأتْ
.

أم أن سمعتها ادعاء مصطنع؟!
.

إنَّ الضَمير يُداسُ في مدن لنا
.

والعدل عندكمو شعار مبتدع
.

هو بينكمْ.. لا بينكمْ معَ غيْركمْ
.

لكنكم صرتم لواقعنا تبع
.

قِطَعاً منَ الشطرنج في نُقُلاتِها
.

وأكف صهيون تحرك ذي القطع
.

إنْ بدَّدَ الحقُّ اليهودَ وزعْمَهمْ
.

هاج القضاء.. لكي يلبد ما انقشع
.

@

@

@

صُوَرُ الحقارة للحضارة طابَعٌ
.

والشرق حقل تجارب لمن اخترع
.

إن النظامَ العالميَّ مسخَّرٌ
.

دعم احتلال.. فانظروا ماذا شرع:
.

تطويرُ أسلحةٍ لِيُرْهِبَ شرقَنا
.

وفعاله مرضية مهما ابتلع
.

أمَّا العراقُ فلا يعيِّرُ بطْشَهُمْ
.

إن أن قلب أو تفجر أو دمع
.

فبناءُ ذات لا يَرُوقُ نظامَهُمْ
.

ولغاصب عات هنيء ما صنع
.

قدْ حارَبُوا الإسلامَ دونَ هوادة
.

فالمسلمون من التآمر في صرع
.

نعتوه بالإرهاب وهو مكبل
.

وفعال محتل تعلل بالورع
.

الظلم أطبق فالفظوا أوهامكم
.

والنبع جف.. فما التأمل في الترع؟!
.

ما صروة الإنسان هاو يائس
.

ايكون صنع الله أم سقط المتع
.

لم يشهد التاريخ أبشع منظراً
.

ممن بهم حبل الرجاء قد انقطع
.

لولا الأمانة والريادة ما انجلى
.

هم ولا ركب ولا برق لمع
.

الشاعر: أحمد حنون ـ الزرقاء ـ الأردن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *