العدد 141 -

السنة الثالثة عشرة – شوال 1419 هـ – شباط 1999م

نظرة إسلامية في المستجدات السياسية

نص المحاضرة التي ألقاها أحد شباب حزب التحرير في جامعة النجاح بنابلس بدعوة من كتلة الوعي فيها يوم 03/10/1998م.

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه، أما بعد: أيها الحضور الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:-

إننا نشهد كل يوم بل كل ساعة تطورات جديدة في المجالات المؤثرة في حياة الناس على هذا الكوكب، وذلك ما يعرف بالمستجدات. وهو فعالية أهل القوة والنفوذ وأصحاب الاختصاص في كل أمر من الأمور. وبما أن الأعمال السياسية هي الأبرز من بين كافة الفعاليات نظراً لقوة تأثيرها في باقي الأعملا، فإن ما يساهم في صنعها يلقى قدراً كبيراً من الاهتمام في جميع الأوساط، فكان من الطبيعي أن على كل من يصبو للمساهمة في صنع السياسة، أن يبدي اهتماماً بالغاً في متابعة آخر المستجدات السياسية، وأن يبذل جهداً فائقاً في سبيل استيعاب المتغيرات السياسية شريعة أن ينظر إليها من زاوية مبدئية خاصة. وإن لم يفعل ذلك فسيبقى في الصفوف الخلفية للحياة.

والمسلمون قبل غيرهم مدعوون للمساهمة في صناعة السياسة، بل أنهم مأمورون برسم سياسة العالم كله ورعاية شؤون الناس كافة بنص القرآن القطعي: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)، ولا يتأتى القيام بهذا الواجب الكبير إلا إذا وجدت للمسلمين دولة قوية قادرة على تطبيق الإسلام في الداخل وحمله إلى العالم عن طريق الجهاد في سبيل الله. وبالتالي وضع الخطط ورسم الأساليب الكفيلة بتنفيذ ذلك. وعندها ستحظى فعاليات المسلمين في السياسة الدولية بعناية العالم واهتمامه، بل سيكون لزاماً عليهم متابعة مستجداتنا السياسية. وغنى عن القول بأن مستجداتهم السياسية ستحظى بعناية السياسيين المسلمين في الدولة الاسلامية حتى لا تفقد حلقات، ولا توجد فجوات تؤدي إلى خلل في القيام بالواجب.

أيها الحضور الكرام:

ولكن الدولة الاسلامية غائبة، وفعالية المسلمين في الموقف الدولي لا تذكر، وكل المستجدات من صنع دول الكفر التي تتخذ العالم الاسلامي ميداناً لفعالياتها، وحقلاً لتجاربها، وسوقاً استهلاكية لمنتجاتها، ومورداً هاماً من موارد اقتصادها، تنهب الثروة، وتسخر القوى العاملة. بل أبعد من ذلك فإن دول الكفر تتخذ المسلمين أداة لتنفيذ مخططاتها ووقوداً لصراعاتها، فكان لزاماً على المسلمين أن ينهضوا من كبوتهم، ويعودوا إلى سابق عهدهم وفاء للاستحقاقات الشرعية، ووصولاً إلى المكانة الخيرة بين الأمم كما أرادهم الله سبحانه وتعالى، ورفعاً لمعاناة المسلمين التي طال أمدها واشتدت وطأتها. وعلى هذا الأساس قام حزب التحرير ليقود الأمة الاسلامية في رحلة التغيير واضعاً نصب عينه إقالة عثرة أمته، ونفض غبار الجهل الذي أطبق على المسلمين عبر عقود طولة، باذلاً جهده في سبيل أن تدرك الأمة الاسلامية حقيقه الأزمة التي تعاني منها فتتحرك حركة واعية بالفكر المستنير نحو الهدف الأول وهو استئناف الحياة الاسلامية التي تمثل الشرط الحيوي لاستمرا نهضتها وديمومة عزتها ونصرها، وذلك بإقامة الدولة الاسلامية، ومبايعة خليفة للمسلمين يحكمهم بشرع الله ويسيرون خلفه لجهاد أعداء الله ونشر الإسلام في العالم أجمع، ليدخل الناس في دين الله أفواجاً.

أيها الحضور الكرام:

من كان العالم هدفه يلزمه التفكير بمستوى ذلك الهدف. ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الناس جميعاً في مكة وما حولها إلى الاسلام، دونما تمييز بين شريف ووضيع، أو رجل وامرأة، أو سيد وعبد، أو أحمر وأسمر، أو عربي وعجمي، ودونما القيام بأي عمل يشعر بإمكانية التوفيق بين ما يدعو إليه وبين الأنظمة السائدة في المجتمعات الجاهلية، أو التنسيق معها أو مشاركتها في أطروحاتها السياسية أو العقائدية أو العبادية أو حتى القبول بفكرة الائتلاف والتنسيق المرحلي وتبادل المواقع بين واجهة الحكم وظلها، بل أصر على أن الأمر كله لله يضعه حيث يشاء. فالإسلام يعلو ولا يعلى. ولقد استحقت تلك المرحلة وعياً دقيقاً على كافة المستجدات في مكة وما حولها، بل وأبعد من ذلك فإنه عليه الصلاة والسلام كان متابعاً للمستجدات السياسية في يثرب وما حولها، وعند الروم والفرس وما لديهم من مفاهيم سياسية وأعراف دولية وفعاليات.

من ذلك ما رواه ابن جرير الطبري في تاريخ الأمم والملوك بسنده عن عاصم بن عمرو بن قتادة عن أشياخ من قومه قالوا: «لما لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: من أنتم؟ قالوا: نفر من الخزرج. قال: إمن موالي اليهود؟ قالوا: نعم. قال: أفلا تجلسون حتى أكلمكم؟ قالوا: بلى. قال: فجلسوا معه فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن».

ومن ذلك أيضاً العلاقة بين الفرس والروم وما قَصّه القرآن الكريم في قوله تعالى: (الم @ غُلِبَتْ الرُّومُ @ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ @ فِي بِضْعِ سِنِينَ).

فهذان مثالان يدلان على متابعة المسلمين للسياسة الإقليمية والسياسة الدولية ومستجداتهما.

إذن فمتابعة المستجدات السياسية فرض على المسلمين يثاب فاعلها ويعاقب تاركها ممن يقدر عليها. هذا هو الحكم الشرعي فيها، أما الفائدة المتحققة منها فلا يخفى عليكم أن الجهة التي تسعى لإقامة الدولة الاسلامية يلزمها متابعة المستجدات السياسية في العالم الاسلامي وغيره لتكوين رأي واضح ومحدد في أنمماط السياسة، وتحصيل وعي على الخطط السياسية والأساليب المتنوعة لتحقيقها، والاطلاع على آخر المستجدات السياسية في الموقف الدولي أولاً بأول، حتى تعرف كيف تتعامل معه فور قيام الدولة، وإلا فإنها ستلهث وراءه فلربما لا تحلق به! فتكون الكارثة السياسية.

أيها الحضور الكرام:

إن المستجدات على الساحة السياسية اليوم تنقسم إلى قسمين:

أولاً: قسم يؤثر على المسلمين بشكل مباشر، وضرره عليهم فوري، ويستدعي المتابعة الحثيثة، وإعطاء الرأي فيه وبيانه.

ثانياً: قسم لا يؤثر عليهم بشكل مباشر، وضرره بعيد ولكنه جدير بالمتابعة والبيان لارتباطه مع القوى الفاعلة في السياسة الدولية والإقليمية.

أما بالنسبة للفسم الأول فيمكن إجماله في الأمور التالية:

أ) في الشرق الأوسط تسعى أميركا للقبض على المنطقة بيد من حديد بحيث تمنع اللاعبين الآخرين من دس أنوفهم في مجريات الأحداث فيه. فهي قد ارسلت دينس روس لكي يرغب إسرائيل بالمبادرة الأميركية بحسب الرؤية الإسرائيلية «10%+3%» وتسعى جاهدة لجمع الأطراف في واشنطن الشهر القادم لتوقيع اتفاق يكون مقدمة لاستئناف المفاوضات على المسارات السورية اللبنانية. وستقوم أميركا بإرسال مندوبين عنها إلى سوريا ولبنان لكسر الجمود على تلك المسارات، وهذا ما صرح به فاروق الشرع وزير الخارجية السوري. وهذه الخطة الأميركية صرح بها على هذا النحو خبراء سابقون في السياسة الأميركية كادوارد جيرجيان وجيمس بيكر. وبذلك تخرج أميركا من العزلة التي انتابتها في السياسة الخارجية جراء أزمة البيت الأبيض. ومن الأهداف الرئيسة لهذا التحرك الأميركي المفاجئ قطع الطريق على المحاولات الإنجليزية لملء الفراغ الناجم عن العزلة الأميركية والذي تمثل في زيارة مسعود يلماظ رئيس الوزراء التركي لكل من الأردن وإسرائيل وطرحه فكرة النظام الأمني الإقليمي للمنطقة. وبذلك تشل أميركا حركة الحلف التركي الأردني الإسرائيلي المتنامي. أما الإسلام فيحرم القبول بالمخططات الأميركية والأوروبية وفرض الهيمنة ويرفض كذلك كافة المبادرات التي لا ينتجها المطبح السياسي الاسلامي، ويوجب على المسلمين إنهاء كل سيطرة أو نفوذ للكفار مهما كان نوعه على بلاد المسلمين أو نفوسهم أو مقدراتهم. قال تعالى: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً).

ب) أما الحشودات الإيرانية على الجبهة الأفغانية فتهدف إلى تحقيق أمرين:

  • الدفاع عن مصالح إيران في أفغانستان وتعزيز وضعها الإقليمي والمذهبي، وتعزيز دور حزب الوحدة الشيعي الموالي لها.

  • تخويف إسرائيل وتركيا وردعهما عن القيام بمغامرة عسكرية ضد سوريا.

والاسلام يعتبر البلدين أراض إسلامية ينبغي توحيدها، ويعتبر المذهبين إسلاميين ينبغي ردم الهوة بينهما، ويحرم الاقتتال بين المسلمين بكافة صوره وأشكاله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه». وقال عليه الصلاة والسلام: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قيل يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ فقال: إنه كان حريصاً على قتل أخيه».

ج) وفي البلقان استطاعت الدول الأوروبية الفاعلة، وبشكل خاص فرنسا وبريطانيا، اللتان قدمتا مشروعاً لحل مشكلة كوسوفو، وضمنتا موافقة روسيا عليه، استطاعت أن تعرقل المحاولات الأميركية لإيجاد كيان ألباني في إقليم كوسوفو يرتبط مع الدولة الألبانية فيشكلان معاً ما يسمى بألبانيا الكبرى والتي ترغب أميركا في استعمالها كبؤرة توتر جديدة في البلقان تبسط من خلالها نفوذها على دول المنطقة كما نجحت في بسط نفوذها في البوسنة وكرواتيا بعد اتفاق دايتون.

ولم يعد خافياً على متتبع أن الدول الرأسمالية عندما تسيطر على الشعوب فإنها تمتص دماءها وتنهب ثرواتها وتحاول فرض حضارتها ووجهة نظرها عليها، ولكن الإسلام عندما يفتح البلاد فإنه يخرجها من الظلمات إلى النور ولا يكره أحد على اعتناق العقيدة الاسلامية، ويساوي بين أهل البلاد المفتوحة ورعايا الدولة في الحقوق والواجبات.

د) أما بالنسبة لماليزيا فإن تماسك نظام الحكم التابع لبريطانيا بعد الهزات الاقتصادية العنيفة التي اجتاحت النمور الآسيوية وأطاحت بسوهارتو وزلزت حكومات دول تلك المنطقة، بدأ يتعرض لضغوطات أميركية تهدف إلى إسقاط حكومة مهاتير محمد وإدخال النفوذ الأميركي إلى ماليزيا. فانفجرت أزمة بين مهاتير ونائبة أنور إبراهيم الذي تدعمه أميركا، فكان أن أقيل الأخير من جميع مناصبه الحزبية والمجومية ثم ألقي القبض عليه وأحيل للمحاكمة بتهمة الفساد والشذوذ. وقد علمتم أن الضربة الموجعة لاقتصاديات تلك الدولة قد جاءت من أسواق المال والأسهم والسندات التي تقوم على الأسس الربوية والشركات الرأسمالية. والاسلام يحرم أخذ القروض الأجنبية وكافة أشكال التعامل الربوي، ويحرم كذلك كافة التكوينات الاقتصادية القائمة على اساس النظام الرأسمالي كأسواق المال والأسهم والسندات.

هـ) وأما محاصرة أميركا للبلدان والشعوب فأخطر ما فيه أنها تحاول فرضه قانوناً تعاقب بموجبه الخارجين عن إرادتها كما فعلت مع العراق، فقد استصدرت من الأمم المتحدة قرارات دائمية في حصاره لا تلغى إلا برغبتها. وحصارها الطويل للعراق يهدف إلى تحقيق الأمور التالية:

  • استنزاف ثروات المنطقة بالضغط على دول الخليج وتخويفها وأخذ القواعد العسكرية والامتيازات النفطية وصفقات السلاح.

  • المساعدة في إقامة دولة كردية تستخدمها كأداة لبسط نفوذها على جميع دول المنطقة وتثبيت نفوذها القائم في إيران وتركيا وسوريا، وقد تجلى ذلك في رعايتها الاتفاق بين البرازاني وطالباني والذي تضمن إنشاء سلطة ذاتية كردية في شمال العراق.

  • تثبيت زعامة أميركا الدولية من خلال هكذا أوضاع إقليمية وتكريس مرجعيتها في السياسة الدولية.

والاسلام يحرم تنفيذ الحصار الذي تفرضه الأمم المتحدة أو الدول الكبرى الكافرة بل يوجب العمل على منع حصوله ورفعه وتأليب باقي الدول في العالم ضده. ويحرم الإسلام أيضاً اللجوء إلى قانون الأمم المتحدة وكافة الهيئات المتفرعة عنها.

أيها الحضور الكرام:

وأما بالنسبة للقسم الثاني فيمكن إجماله في الأمور التالية:

أ) ما زالت الدول الكبرى تتصارع على التهام خيرات العامل خاصة في آسيا وأفريقيا من خلال الدول التابعة لها، وبالرغم من التفوق الأميركي إلا أن الدول الاستعمارية القديمة كبريطانيا وفرنسا ما زالت تملك وسائل تأثير في آسيا وأفريقيا لا سيما في الدول الداخلة في رابطة الدول الفرانكوفونية. ولوحظ جانب من هذا الصراع المحتدم في الآونة الأخيرة في كل من نيجيريا والكونغوا وسيراليون ما يدل على أن هذه الدول المتصارعة تحديداً وهي أميركا وبريطانيا وفرنسان ستشكل الخطر المباشر على المسلمين في حال قيام دولة الخلافة الاسلامية.

ب) بعد أن أصبح أخذ القروض من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي سمة من سمات العصر عند الدول المتخلفة، فإن هذه المؤسسات المالية الربوية العالمية قد أصبحت تتدخل في أخص شؤون تلك الدول المقترضة وترسم لها البرامج التنموية، والهياكل الاقتصادية، والأنماط الاستثمارية، وحتى نوعية المشاريع المراد إنشاؤها، وتفرض شروطاً قاسية على الدعم الحكومي للمواد الاستهلاكية كالقمح وغيره، مما أنتج اضطرابات اقتصادية عميقة جرحت كبرياء تلك الشعوب وألحقت الضرر في قوتها اليومي، وقد تفجرت جراء ذلك ثورات الجياع كما حصل في اليمن وقبلها تونس.

ج) إن الموقف الدولي المتغير والذي يبدو اليوم أن أميركا متفوقه فيه ويظهر تأثيرها من خلال افتعال الأزمات في مختلف مناطق العالم وإدارتها. وأشاعت عند سياسيي تلك الدول ضرورة تعلم فن التعايش مع تلك الأزمات، ومنع أي تفكير بإنهائها. وأشبعت وسائل الإعلام بمصطلحات الحوار والمفاوضات وسلام الشجعان والحلول الحضارية للمشاكل المستعصية وبنذ الإرهاب والعنف وغير ذلك مما يوجد رأياً عاماً عالمياً ضد مفاهيم الجهاد وإنهاء الأزمات من خلال الحلول الجذرية الاسلامية التي وضحها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم والترمذي عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر رجلاً على سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيراً، فقال اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً، وإذا أنت لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خلال أو خصال فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم، ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم أدعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين، وإن أبوا فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة شيء، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام فسلهم إعطاء الجزية، فإن فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم».

أيها الحضور الكرام:

إن حزب التحرير هو الوحيد في العالم فيما أعلم من بين جميع الأحزاب والحركات الاسلامية الذي يعتني بمتابعة المستجدات التي تؤثر على المسلمين مباشرة وغير مباشرة في كل بقعة من بقاع المعمورة، وقد قام خلال وجوده الممتد في حياة المسلمين لأكثر من خمسة وأربعين عاماً بإصدار آلاف النشرات والتعليقات السياسية والدردشات حول آخر المستجدات، وعقد مئات الندوات التي ألقيت فيها المحاضرات حول آخر المستجدات وأعطى شبابه الدروس تباعاً في المساجد والمعاهد والمدارس والقاعات وأماكن تجمعات الناس في معظم مناطق العالم علاوة على إصدارة للمجلات والدوريات بمختلف اللغات كي يطلع الناس على آخر المستجدات ليعيشوا معه على مستوى المرحلة في العمل لإقامة دولة الخلافة الاسلامية، على الرغم، مما لا يخفى على المتتبع منكم، مما يلاقيه شبابه من الحكومات العميلة من حلاحقات ومداهمات للبيوت ومصادرة لتلكم النشرات والمجلات والكتب، واعتقال وسجن لمدة طويلة متلاحقة، وقد بلغ إجرام بعضهم أن قتلوهم، وكل ذنبهم أنهم يقولون ربنا الله، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

ومهما يكن من أمر، فإن العاملين لإقامة الدولة الاسلامية واستئناف الحياة الاسلامية مطالبون بمتابعة آخر المستجدات السياسية في العالم بل ومطالبون بأكثر من ذلك بأن يتابعوا أحوال الناس الاجتماعية والعقائدية وطبائع شعوب العالم والأعراف الهامة السائدة عندهم، فهم في النهاية هدفنا في إطار حمل الدعوة الاسلامية.

وفي الختام أدعو الله سبحانه وتعالى أن يرقق قلوب المسلمين ويلينها كي تقبل على العمل الجاد الهادف المخلص والشرعي لإقامة الدولة الاسلامية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *