العدد 145 -

السنة الثالثة عشرة – صفر 1420 هـ – حزيران 1999م

الفضائيات الناطقة بالعربية

       مع انتشار القنوات الفضائية الناطقة باللغة العربية تصاعدت وتيرة الانتقادات لما يُبثُّ فيها من برامج، وكانت حصة البرامج السياسية والفكرية من الانتقاد أكبر من غيرها، وفي جلسة ضمت بعض المثقفين من حملة الشهادات الشرعية والإسلامية دار الحوار التالي:

       سأل أولهم ما رأيك مولانا بالقنوات الفضائية؟

 !      أجاب الثاني إنها قنوات موجهة ومسيَّسة ومدعومة من قبل أنظمة حكم بعضها يسفر عن وجهه والبعض الآخر يخفيه إبعاداً للشبهة، فلا يستطيع أفراد امتلاك قناة فضائية، وبما أن هذه القنوات مرتبطة بالأنظمة فلا يتوقع من برامجها أن تخرج عما رسمه النظام، وإذا كان هناك هامش من الجرأة في إبداء الرأي السياسي فإن النظام يريد الوصول إلى غاية خفية لا يدركها عوام الناس، وقد تكون بلبلة أذهان المستمعين وتشويش أفكارهم حول قضايا إسلامية متعددة خاصة وأن في نهاية كل حلقة حوار تبقى الأمور معلقة ولا يوصف الدواء فيبقى المشاهد في حيرة من أمره لا يدري أين يكمن الحق وأين يكمن الباطل.

       رد عليه الأول: لكن يا أخي لا تنس أن فتح الحوار على القنوات الفضائية هي فرصة كانت تحلم بها الأمة منذ مدة طويلة وفيها إيجابيات كثيرة تجعل المسلمين يعتادون على سماع الرأي الآخر ومحاورة بعضهم حتى لو اشتد الحوار فيما بينهم فإن الرأي الأقوى يبرز ويهزم الرأي الآخر فيزداد الناس استنارة ونضجاً فيما يشبه بناء الجسد الذي ينتظر الرأس.

 !      أجاب الثاني: لكن ألا ترى أن من يُجلبون للحوار يُنتقون بحيث يكون ممثل الجانب الإسلامي ضعيفاً، وممثل الجانب المعادي للإسلام من أكثر الحاقدين على الإسلام وممن يقطرون سُمّاً عليه.

       رد عليه الأول: هذا الضعيف الذي قبل بحضور هكذا حوار يستحق أن يفضح أمام الرأي العام، فلماذا لا يتسلح فكرياً وسياسياً ويستعد مسبقاً لمثل هذا الظهور في مناظرة تلفزيونية.

 !      أجاب الثاني: هل فقدت هذه القنوات الفضائية القدرة على استحضار الشخصيات الموضوعية من غير الموتورين من دعاة العلمانية، ألم يجدوا في مصر كلها محاورين حتى لجأوا إلى مجلة روزاليوسف المعروفة بحقدها وعدائها للإسلام والمسلمين فاستعاروا منها بعض الناطقين بالرأي المعاكس فكانوا من الأفاعي الرقطاء سطحية التفكير؟

 –      رد عليه الأول: فليجلبوا من يسـتطيعون، فالحق أبلج ولا يحجبه بعض التهريج الإعلامي، ثم لا تنس أن اتصالات المشاهدين تصحح الكثير من المفاهيم وتوضح الصورة أكثر والناس ليسوا في جهل مطبق حتى نخاف على عقولهم، كما أن المسـلمين في بلاد الاغتراب يجدون في هذه القنوات رئة يتنفسون بها، وهم بأعداد لا يستهان بها، فلو لم تكن للفضائيات سوى هذه الإيجابية في مخاطبتهم باللغة العربية حتى لا ينسوها لكفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *